شهدت بلدة الجاهلية في محافظة جبل لبنان (وسط)، السبت، توترات أمنية على خلفية محاولة قوات الأمن توقيف وزير درزي سابق مدعوم من النظام السوري و"حزب الله"، بعدما لم يستجب لطلب استدعائه للتحقيق معه بتهمة التشهير برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.
وانتشر مقطع فيديو الأسبوع الماضي لوزير البيئة السابق وئام وهاب، رئيس حزب "التوحيد العربي"، وهو يتعرض فيه للرئيس الأسبق رفيق الحريري وعائلته، ونجله سعد، ما أثار استهجانا عارما في الشارع السني.
وفي مقطع الفيديو، هاجم وهاب سعد الحريري، قائلا: "لو لم يكن والده الرئيس الشهيد (رفيق الحريري) ما حدا بحطو (يضعه) ناطور بناية (حارس على عمارة)".
وعلى إثر ذلك، تقدّمت مجموعة من المحامين، الخميس، ببلاغ إلى النيابة العامة التمييزية، ضد وهّاب، بتهم من بينها "التشهير" بسعد الحريري و"إثارة الفتن والتعرض للسلم الأهلي".
والجمعة، قبل مدعي عام التمييز اللبناني، القاضي سمير حمود، البلاغ، وأحاله إلى شعبة المعلومات للتحقيق واتخاذ الإجراءات اللازمة.
واليوم السبت، نفذ الأمن عملية في بلدة الجاهلية لتوقيف وهاب إثر عدم استجابته لطلب استدعائه للتحقيق معه.
وأفاد شهود عيان في المنطقة، للأناضول، أن فرع المعلومات (الاستخبارات الداخلية) في ​قوى الأمن الداخلي طوقت منزل وهاب​ في بلدة الجاهلية، وسط انتشار أمني كثيف بالمنطقة.
وحسب الشهود، انسحبت القوى الأمنية إلى مداخل البلدة بعد حدوث اشتباكات بالأسلحة النارية بين أفرادها والحرس الخاص للوزير السابق أمام منزل الأخير، دون تأكيد وقوع إصابات من عدمه.
وأشار الشهود إلى حضور مكثف لمناصري وهاب، الذين احتشدوا أمام منزله وهم يحملون أسلحتهم.
من جهته، دعا الوزير الدرزي السابق، في تسجيل صوتي وصل الأناضول نسخة منه، مناصريه إلى تبليغ بعضهم بعضا أن مكتب المعلومات ينتهك حرمة الدروز.
واتهم وهاب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري واللواء عثمان (مدير قوى الأمن الداخلي) وسمير حمود (المدعي العام) بمحاولة قتله وسفك الدماء وحملهم مسؤولية كل نقطة دم تسقط.
وفي تصريح صحفي لاحق، قال وهاب إن أحد أقرب الناس له (لم يكشف هويته) سقط مصابا في الاشتباكات مع قوات الأمن ووضعه الصّحي خطر.
وأشار إلى أن "المسألة أصبحت لدى حسن نصرالله (أمين عام حزب الله) وإذا كان الحريري يريد التفاوض فليتفاوض مع نصر الله".
من جهته، أعلن الزعيم الدرزي رئيس "الحزب الاشتراكي" اللبناني وليد جنبلاط، في مؤتمر صحفي عقب لقائه سعد الحريري في منزله ببيروت، أنه "يؤيد العملية الأمنية التي تجري في بلدة الجاهلية ذات الغالبية الدرزية".
وأضاف: "لا ينبغي أن تتحول الأمور على أن كرامة الدروز في خطر. أبدا، ليس هناك شيء يهدد كرامة الدروز".
وأكد أنه يؤيد "أي إجراء يثبت السلم الأهلي".