المؤتمر يهدف إلى تعزيز تبادل المعلومات وتشجيع الشراكات وخلق منبر للحوار بين المنظمات الإسلامية والنظام الإنساني الدولي
غياب الحلول السياسية للأزمات يلزم النظام الإنساني باستمرار الاستجابة للاحتياجات الإنسانية المتزايدة في سوريا واليمن وغيرها
المؤتمر يعقد في وقت يشهد نزوح نحو 51 مليون من النساء والرجال والأطفال.. ومنطقتنا الإسلامية هي الأكثر حاجة للمساعدات

  
 أعلن رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، المستشار بالديوان الأميري، ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية د.عبدالله المعتوق أن الهيئة ستعقد المؤتمر السنوي السادس «الشراكة الفعالة وتبادل المعلومات من أجل عمل إنساني أفضل لعام 2015» في 30 نوفمبر الجاري وعلى مدى يومين برعاية النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، وبالتعاون والتنسيق مع مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وجمعية العون المباشر، ومشاركة نخبة من المسؤولين الدوليين والخبراء والناشطين الاقليميين.
 وقال د.المعتوق في تصريح صحافي إن دولة الكويت تستضيف هذا المؤتمر للعام الخامس على التوالي بعد استضافة نسخته الأولى من جانب الشقيقة سلطنة عمان، إيمانا منها ومن مؤسساتها الخيرية بالانفتاح على المنظمات الدولية في اطار تبادل الخبرات والمعلومات والتنسيق والتشاور حول سبل دعم العمل الإنساني. 
 وأشار د.المعتوق إلى إن المؤتمر يهدف إلى تعزيز تبادل المعلومات وتشجيع الشراكات بين وعبر المنظمات الإنسانية في منطقة الشرق الأوسط والنظام الإنساني الدولي، ويخلق منبرا للحوار وقناة لتبادل المعلومات بين المنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية والمحلية ويركز على كيفية تبادل المعلومات وبناء شراكات أقوى ومنصفة للمساعدة في إيجاد حلول مبتكرة وعملية ودائمة للأزمات الإنسانية.
وواصل قائلا: كما يركز المؤتمر هذا العام على بعض القضايا الحاسمة من حيث التوقيت، مثل إصلاح النظام الإنساني، والاستجابة للنزوح طويل الأمد، وتعزيز استجابات الجهات الفاعلة المحلية للأزمات الإنسانية، والتصدي لتحديات التمويل، وتعزيز الحماية اومكانية الوصول إلى المحتاجين.
وأكد د.المعتوق ان المؤتمر أصبح بمثابة مساحة لتبادل حوارات مفتوحة، واقامة شراكات جديدة، وتعزيز الشراكات القائمة، وبناء نماذج جديدة من التعاون والعمل الجماعي، كما يشكل الأرضية الحاسمة لتشجيع بيئة لا تشارك فقط في مناقشات بناءة ومركزة حول مواضيع إنسانية، لكنها تسعى أيضا للتوصل إلى نهج مشترك يهدف إلى إيجاد حلول، وأصبح الالتقاء والتواصل والتفاعل الذي يولده المؤتمر، بدوره، بمثابة جسر يربط بين دول العالم الإسلامي وبقية دول العالم، ويعرض نجاحاتها واسهاماتها في توثيق علاقات التعاون والصداقة. 
وأضاف د. المعتوق ان هذا المؤتمر يعقد في ظل ما يشهده العالم من كوارث طبيعية ونزاعات تزايدت بوتيرة شديدة السرعة في جميع أنحاء العالم، ما أدي إلى نزوح نحو 51 مليون من النساء والرجال والأطفال حتى الآن من ديارهم ، مشيرا الى انه أعلى رقم يشهده العالم منذ عام 1945 ، وأن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحظى بنصيب الأسد من اعداد النازحين واللاجئين. 
 وشدد على أن الاستجابة لتصاعد الاحتياجات أصبحت أولوية قصوى بعد ان أخذت مستويات الاحتياجات في الارتفاع والأزمات في التمدد، والموارد اللازمة للاستجابة في التضاؤل، لافتا الى أن الجهات المانحة الدولية قدمت 9.4 مليار دولار أمريكي، وهذا المبلغ لم يتجاوز نصف ما كانت تحتاج إليه الاستجابة لأزمات كبيرة بهذا الحجم، وإنه لم يتم الوفاء ب 48 في المائة من احتياجات التمويل.
ولفت د.المعتوق إلى أن المؤتمر سيناقش موضوع القمة الإنسانية التي ستعقد لأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة في شهر مايو 2016 بمدينة اسطنبول التركية وهي تهدف إلى جعل العمل الإنساني أكثر فعالية في الاستجابة لمستوى وطبيعة الكوارث. 
وأوضح أن المشاورات الخاصة بالقمة الإنسانية ستركز على كيفية حماية الناس في حالة الصراع وضمان اتخاذ اجراءات قوية عندما تحدث انتهاكات للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان؛ وبحث كيفية سد الفجوة بين الاحتياجات الإنسانية المتزايدة والموارد المتاحة للوفاء بها، و الحاجة إلى إيجاد طرق جديدة تتيح للمجتمع الإنساني العمل مع الجهات الفاعلة الإنمائية وغيرها بحيث تصبح المجتمعات والناس أكثر قدرة على الصمود في مواجهة الصدمات وأقل اعتمادا على المساعدات الإنسانية؛ هذا بالاضافة الى استمرار الإصلاحات في المنظومة الإنسانية لزيادة الفعالية التشغيلية، بما في ذلك تعزيز دور الجهات الفاعلة المحلية .
وتابع قائلا: إن المنطقة العربية والإسلامية هي واحدة من المناطق الأكثر حاجة للمساعدة الإنسانية، ولهذا تكتسب المناقشات العالمية أهمية كبرى لدى المنظمات الإنسانية التي تنتمي إلى هذه المنطقة،ومن الأهمية بمكان توسيع المساحة المخصصة للحوار وتبادل المعلومات واقامة الشراكات من أجل التوصل إلى حلول إقليمية جماعية ومناسبة للثقافة السائدة من أجل التصدي للتحديات الكثيرة التي يواجهها المجتمع الإنساني.
وحول عدم وجود حلول سياسية للأزمات الإنسانية قال د. المعتوق إن غياب هذه الحلول وعدم معالجة الأسباب الجذرية للصراعات المتسببة في أزمات مثل سوريا والعراق واليمن يعني أن النظام الإنساني سيستمر في الاستجابة للاحتياجات الإنسانية المتزايدة والتي طال أمدها، لافتا إلى إن هذا الوضع يفرض ضغوطا على النظام الإنساني تفوق ما هو مصمم لتحمله. 
 يذكر أن المؤتمر انطلق في عام 2010 كمبادرة لتحقيق فهم أفضل لدور تبادل المعلومات من أجل عمل إنساني أفضل، وعقدت نسخته الأولى في سلطنة عمان، ثم تطور بمرور الوقت واستضافة الكويت له للعام الخامس على التوالي ليصبح أهم حدث متعلق بالشراكة في الشؤون الإنسانية في منطقة الشرق الأوسط والخليج.