دشن العاهل المغربي الملك محمد السادس اليوم الخميس أول قطار فائق السرعة بأفريقيا والذي يربط بين مدينتي طنجة والدار البيضاء عبر العاصمة الرباط ليضيف القطار السريع (البراق) لبنة جديدة في شبكة المواصلات المغربية ومنظومة النقل متعدد الأشكال.
واستقل العاهل المغربي برفقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي وصل الى البلاد اليوم الخميس قطار (البراق) من مدينة طنجة في أقصى الشمال وصولا وفق ماهو مقرر إلى مدينة القنيطرة (تبعد عن العاصمة الرباط بنحو 45 كيلومترا).
وشمل حفل التدشين المرحلة الاولى لمشروع الخط فائق السرعة الذي أطلق عليه العاهل المغربي اسم (البراق) على ان تستكمل المرحلة الثانية إيصال هذا الخط إلى مدينة الدار البيضاء عبر الرباط.
وتحمل تسمية (البراق) التي اشتق اسمها من البرق رمزية اسلامية مستوحاة من الدابة المجنحة التي ترمز إلى السرعة في السفر ما يترجم قيما ثقافية يحملها مشروع طموح امتدت مراحل تنفيذه نحو سبع سنوات وبلغت كلفته أكثر من 8ر1 مليار دولار.
ويعتبر القطار السريع (البراق) هو أول قطار فائق السرعة بأفريقيا اذ يقلص المسافة بين مدينتي طنجة والدار البيضاء من 4 ساعات و45 دقيقة إلى ساعتين و10 دقائق بسرعة متوقعة تصل إلى 350 كيلومترا في الساعة.
ويتشكل قطار (البراق) من ثمانية مقطورات على طول 200 متر بطاقة استيعابية تصل إلى 533 مسافرا تتوزع بين 121 مقعدا للدرجة الأولى و412 لمسافري الدرجة الثانية.
وتوقع المكتب المغربي للسكك الحديدية أن يتم نقل نحو ستة ملايين مسافر عبر القطار الفائق السرعة خلال سنته الأولى على أن يتم إنشاء خطين آخرين واحد إلى مدينة أكادير في الجنوب بطول 900 كيلومتر حتى طنجة شمالا ومدينة وجدة أقصى الشرق بطول 600 كيلومتر.
وشاركت الوكالة الفرنسية للتنمية في تمويل مراحل مشروع خط ال(تي.جي.في.) بالمغرب فيما حصلت الشركة الفرنسية (ألستوم) على مشروع بناء 14 قاطرة بقيمة 450 مليون دولار.
ووفق برنامج تمويل تنفيذ المشروع ساهمت المغرب بنحو 565 مليون دولار والتزمت فرنسا بمساهمة تصل الى نحو 50 في المئة من إجمالي مشروع الخط فائق السرعة (تتكون هذه المساهمة من قرض تسهيلي بقيمة 705 مليون دولار وهبة بمبلغ 85 مليون دولار وقرض قيمته 250 مليون دولار من وكالة التنمية الفرنسية).
كما ساهم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بنحو 115 مليون دولار والصندوق السعودي للتنمية بحوالي 155 مليون دولار والصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بما يعادل 95 مليون دولار وصندوق أبوظبي للتنمية بنحو 80 مليون دولار.
وينتظر ان يعمل الخط الجديد على تسجيل طاقة استيعابية إضافية لتسهيل حركة نقل البضائع على محور (طنجة - الدار البيضاء) الى جانب خلق 1500 فرصة عمل مباشرة و800 غير مباشرة خلال مرحلة التشغيل.