إلى جانب جهات الدولة الأمنية والمعنية في البلاد تأتي جهود اخرى تطوعية لفرق تساعد في البحث والمساندة لانقاذ الارواح وانتشال المركبات الغارقة في الطرقات والبر والبحر من شمال الكويت الى جنوبها خلال موسم الامطار الغزيرة التي شهدتها البلاد وعلى مدار العام.
وتسجل تلك الجهود الجبارة لأربع فرق انقاذ كويتية تطوعية مسجلة رسميا لدى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تعمل على مدار الساعة لمساعدة المواطنين والمقيمين ومساندة وزارة الداخلية وفرق الإطفاء وغيرها للبحث عن المفقودين ومساعدة الاسر والمحافظة على البيئتين البرية والبحرية وتقديم العديد من الخدمات الأخرى للشعب الكويتي.
وأكدت تلك الفرق التي تضم نخبة من الشباب الكويتي ذوي الخبرة قدرتها على الاستجابة الفورية ودرايتها الكافية بعمليات انتشال المركبات والانقاذ كما اثبتت ايمانها بالمشاركة المجتمعية والمسؤولية الوطنية وتلبية النداء والواجب التطوعي دون مقابل مادي خدمة للشعب الكويتي.
وقال رئيس فريق الاسناد والانقاذ الكويتي التطوعي طلال الزمانان لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأربعاء إن الفريق تأسس العام الحالي بهدف انقاذ المركبات والافراد والبحث عن المفقودين في البر والبحر بسواعد كويتية وغواصين محترفين اضافة الى مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن والعائلات في حال تعطل مراكبهم في الطرقات العامة على مدار الساعة.
وأضاف الزمانان أن الفريق الذي يتكون من 165 عضوا قام بإخراج ما يقارب 500 سيارة غارقة ومحشورة خلال فترة الامطار الاخيرة التي شهدتها البلاد كما تم انقاذ منزلين وأسر مشيرا الى ان عدد البلاغات خلال فترة السيول وصلت 70 بلاغا في اليوم اما في الايام العادية ونهاية الاسبوع تبلغ 30 بلاغا.
وأوضح أن الفريق وضع خطة طوارئ لهذا اليوم الذي يشهد أمطارا غزيرة وتم توزيع اعضاءه على مناطق (الصبية والسالمي والعبدلي) بواقع 20 عضوا أما في مناطق (كبد والدائري السابع والهجن) بلغ 25 عضوا و(السادس والملك فهد) 28 عضوا بينما المناطق الداخلية 13 عضوا وفي (ام الهيمان والشاطئ الساحلي) 28 عضوا و(خط فحيحيل والمناطق المحاطة به) 32 عضوا اما في مناطق (صباح الاحمد والوفرة) 19 عضوا.
من جانبه قال رئيس فريق (صقور صباح) للانقاذ الكويتي التطوعي محمد سيف في تصريح مماثل ل(كونا) إن عدد البلاغات التي تلقاها الفريق خلال هذه الايام 218 بلاغا ما بين غرق مركبات في الشوارع وفي البر كمنطقة (كبد) وغيرها من البلاغات في مختلف المناطق من شمال الكويت الى جنوبها.
وأضاف السيف أنه تم تشكيل مجاميع متفرقة من الفريق وتم استخراج جميع المركبات الصغيرة والآليات الكبيرة مثل الشاحنات والباصات والتناكر فضلا عن تسهيل دخول آليات الجيش الأمريكي لطريق الدائري السابع بكل أمان.
وأوضح أن الفريق الذي تأسس عام 2014 يستقبل البلاغات بالتنسيق مع وزارة الداخلية على خط الطوارئ (112) وعمل على تطوير سياراته الخاصة لتتناسب مع طبيعة وقوة المهام التي يؤديها مع الحرص على اتخاذ كافة اجراءات الأمن والسلامة أثناء قيامه بعمله الذي يتسم غالبا بالصعوبة والخطورة.
من ناحيته قال رئيس فريق البحث والانقاذ الكويتي سالم الحمادة في تصريح مماثل ل(كونا) إن الفريق تأسس عام 2016 وغطى خلال فترة الامطار الحالية 135 بلاغا رسميا من عمليات وزارة الداخلية والاطفاء تنوعت بين عمليات انقاذ لحالات غرق وانتشال مركبات وتنظيم السير ومساعدة آليات المطافي والجيش والدفاع المدني والطوارئ الطبية فضلا عن البلاغات المباشرة التي تمت على عمليات الفريق وكانت اكثر من 300 بلاغ.
وأضاف الحمادة أن كلفة جميع المعدات والاعمال التي يقوم بها الفريق على نفقتهم الخاصة ويخصص أغلب أوقاتهم للاستجابة الفورية على البلاغات دون مقابل رغم ما يحمله هذا العمل التطوعي من مخاطر وخسائر مالية ناتجة عن تعطل مركباتهم ومعداتهم.
وأكد أن الفريق يضم اعضاء متخصصين حاصلين على شهادات وخاضعين لدورات تدريبية تحت إشراف الإدارة العامة للاطفاء والاسعافات الاولية مع جمعية الهلال الاحمر الكويتي والطوارئ الطبية وغيرها ما يعكس مدى تعاونه مع الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني في الكويت.
بدوره قال رئيس فريق (big truck 965) حسين بوقريص ل(كونا) إن الفريق الذي تأسس عام 2015 يضم 45 عضوا منهم 30 شابا و15 شابة ويعمل بشكل تطوعي في جميع المجالات وبدأ هذا العام في مجال انتشال المركبات نظرا لحاجة المجتمع الكويتي للمساعدة في ظل الظروف الجوية السائدة.
وأوضح بوقريص أن لدى الفريق 20 مركبة مجهزة بالكامل انتشر في جميع أنحاء البلاد مع التركيز أكثر في منطقتي الفحيحيل و(صباح الاحمد) السكنية حيث تم انقاذ 18 عائلة من منازلهم وانتشال 68 المركبات غارقة مبينا ان عدد البلاغات بلغت 60 بلاغا من مختلف المناطق.
وأوضح انه تم وضع خطة لحالة الطوارئ اليوم حيث تم تقسيم الفريق على مناطق مختلفة بالبلاد منها خمس مركبات في منطقة (كبد) ومثلها تجول في الطرقات و10 مركبات في المناطق الجنوبية الاكثر تضررا مؤكدا تعاونه مع مؤسسات الدولة المعنية والفرق التطوعية الاخرى المماثلة.