تصافح سمير جعجع وسليمان فرنجية الخصمان المسيحيان أثناء الحرب الأهلية اللبنانية يوم الأربعاء إيذانا بمصالحة رسمية تنهي عداوة استمرت لما يزيد على أربعة عقود.
ويرجع العداء بين جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية وفرنجية رئيس تيار المردة إلى الأيام الأولى من الحرب الأهلية التي استمرت من عام 1975 حتى عام 1990.
وخلال الحرب كان لكل من الحزبين فصيل مسلح، ودارت بينهما معارك. وتدخلت قوى إقليمية في الحرب التي شملت قتالا بين الطوائف اللبنانية الرئيسية وفصائل متنافسة داخل تلك الطوائف.
والتقى السياسيان المسيحيان المارونيان في مقر البطريرك الماروني بشارة الراعي في قرية بكركي شمالي بيروت.
جاء الاجتماع بعد فشل عدة محاولات سابقة للمصالحة بين الطرفين على مدى سنوات. وصافح الرجلان الراعي ثم تصافحا.
واتُهم جعجع بقيادة هجوم في عام 1978 على منزل طوني فرنجية والد سليمان مما أسفر عن مقتله مع زوجته وابنته وآخرين. وقال جعجع إنه أصيب قبل أن يصل إلى منزل فرنجية ولم يشارك بنفسه في الهجوم.
وهذا هو ثاني تقارب بين خصمين مسيحيين في الحرب الأهلية خلال السنوات القليلة الماضية.
ففي يناير كانون الثاني 2016 أيد جعجع المرشح الرئاسي حينئذ ميشال عون متنازلا عن ترشيح نفسه للمنصب الذي يجب أن يشغله مسيحي ماروني وفقا لنظام تقاسم السلطة بين الطوائف في لبنان.
كان جعجع وعون، اللذان دارت بينهما أيضا معارك أثناء الحرب الأهلية، على خلاف سياسي منذ انسحاب القوات السورية من لبنان في عام 2005.
والرئيس عون حليف سياسي لجماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران في حين أن جعجع من أشد خصوم حزب الله. أما فرنجية فهو حليف مقرب للرئيس السوري بشار الأسد حليف حزب الله.
وقال طوني فرنجية، ابن سليمان فرنجية، إن المصالحة أمر جيد لكل اللبنانيين ولا علاقة لها بأي طموح للرئاسة.
وأضاف لتلفزيون الجديد أنه يتطلع إلى المستقبل بعد هذه المصالحة.