من ناحيته اكد اختصاصي أول غدد صماء في مستشفى مبارك الدكتور ثامر العيسى ل(كونا) أن الكويت تعد من الدول ذات نسب الاصابة العالية وانتشار مرض السكر بين أفراد المجتمع اذ تحتل مركزا متقدما في معدل الإصابة السنوي لمرض السكر من النوع الأول والذي يصيب الأطفال والصغار بالعمر موضحا ان الكويت الثانية عالميا بعد فنلندا في هذا المعدل وفقا لاحصائيات الاتحاد الدولي للسكري لعام 2017.وأعلن العيسى أن معدل انتشار مرض السكر لدى الأفراد ما بين سن 20 الى 79 سنة بحسب هذه الإحصائيات وهو في الأغلب مرض السكر النوع الثاني ويصيب عادة الكبار في العمر مع وجود تاريخ عائلي للمرض والسمنة وقلة الحركة وزيادة استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي بالنشويات والسكريات قائلا ان هذا المرض ينتشر في الكويت بنسبة 16 في المئة في حين تتقدم المملكة العربية السعودية على الكويت بأعلى نسبة انتشار للمرض بنسبة 7ر17 فالإمارات العربية المتحدة بنسبة 3ر17 فقطر فالبحرين بنسبة 5ر16 لكلاهما ويلي الكويت سلطنة عمان بنسبة 6ر12 بالمئة.وقال إن "نسبة انتشار المرض في الكويت خصوصا النوع الثاني منه هي الاعلى لدى السيدات مقارنة بالرجال" مشيرا في هذا الصدد الى "بحث نشرته مجلة علمية عالمية في عام 2013 يبين ان هناك لكل 100 حالة مرض بالسكري في الكويت 43 حالة اصابة بين الرجال و57 حالة اصابة مابين السيدات".واشار الى أن دول مجلس التعاون الخليجي تأتي في المراكز المتقدمة لأول عشرة دول في منطقة الشرق الأوسط من حيث نسبة انتشار مرض السكر للفئة العمرية مابين سن 20 الى 79 عام وهو في الأغلب مرض السكر النوع الثاني اذ تحتل الكويت المرتبة ال 6 بحسب ايضا احصائيات الاتحاد الدولي للسكري لعام 2017.وحول طرق العلاج والوقاية من المرض قال العيسى أن السكر من النوع الأول يرتكز على إبر الانسولين تحديدا بسبب نوع المرض اذ ان المصابين بالنوع الاول يصبحون غير قادرين على انتاج هرمون الانسولين المهم في ضبط معدل السكر في الدم لافتا الى "وجود تطورات مهمة في أنواع الانسولين منها الانواع الاقل عرضة لهبوط السكر علاوة على التكنولوجيا الحديثة لمضخات الانسولين والتي تعمل على توصيل الانسولين الى الجسم بالضخ المستمر وبدون الحاجة الى الإبر".وبين ان مرض السكر من النوع الثاني له العديد من العلاجات المتوفرة وغالبيتها عبارة عن أقراص تعمل بطرق مختلفة لخفض نسب السكر عند المرضى والأحدث منها لها فوائد واضحة لحفظ صحة القلب والكلى كما ان هناك علاجات متطورة عن طريق الحقن اليومية او الأسبوعية وهي مواد دوائية مختلفة عن الانسولين تساعد على ضبط السكر وأيضا لها فوائد أخرى كخفض الوزن والحفاظ على صحة القلب والكلى.من جانبه قال رئيس رابطة السمنة الكويتية الدكتور يوسف بوعباس ان لمرض السكري من النوع الثاني ارتباط وثيق بمرض السمنة بنسبة تصل إلى أكثر من 90 في المئة كسبب رئيسي لهذا النوع من السكر مضيفا انه بسبب إنتشار مرض السمنة فى الكويت فإن نسبة الاصابة بالسكري عند الكبار تصل إلى مابين 20-25 في المئة عند الرجال والنساء.وأضاف بوعباس ل(كونا) ان الاخطر من ذلك أن هذا النوع من السكري بدأ يظهر في المجتمع الكويتي عند المراهقين لاسيما فى سن مابين 15-20 عام حيث نادرا ما كان يظهر هذا المرض من النوع الثاني لديهم بل كان النوع الاول هو السائد مضيفا ان النوع الثاني اصبح منتشرا بشكل يؤدي إلى القلق على صحة المجتمع الكويتي في المستقبل.وحذر من أن ظهور السكري من النوع الثاني لدى هذه الفئة يؤدي بشكل سريع إلى مضاعفات خطيرة لاسيما خلال السنوات الخمس الاولى من ظهور المرض كونه يصبح شرسا عند ظهوره فى هذا العمر من خلال تأثيره على الكلى والعيون والاعصاب والقلب مما يستدعي بذل الجهود لمنع انتشار هذا الداء الخطير.  من جهته قال استشاري الجراحة العامة وجراحات السمنة في مستشفى جابر الأحمد للقوات المسلحة الدكتور عبدالله المليفي ان الكويت تاتي في المرتبة ال 6 عالميا والاولى خليجيا في الإصابة بمرض السكري مضيفا ان حوالي ربع سكانها يعانون من داء السكر و مضاعفاته.وأضاف المليفي ل(كونا) ان عمليات السمنة تعد من افضل الحلول لداء السكري من النوع الثاني حيث تبلغ نسبة الشفاء من المرض حوالي 75 في المئة بعد العملية بينما يتم لدى ال 25 في المئة المتبقية تخفيض جرعهم الدوائية.وأوضح انه للحصول على افضل النتائج يجب على المريض ان يجري العملية خلال 5 سنوات من اكتشاف مرض السكري مما قد يعطي فرصة للشفاء التام من المرض مستقبلا.  من جانبها قالت اخصائية جراحة القدم السكرية والجروح الدكتورة سلمى خريبط ان عدد الحالات التي راجعت العيادة وتعاني من تقرحات القدم السكرية مابين الكويتيين خلال الفترة مابين عامي 2015-2016 بلغت 71 في المئة عند الذكور في حين بلغت عند الاناث 29 في المئة.  وأضافت خريبط ل(كونا) ان إجمالي عدد حالات تقرحات القدم السكرية مابين عامي 2015-2016 في مستشفى مبارك بلغ 12 ألف حالة منها 62 في المئة للرجال و32 في المئة للنساء.  واشارت الى المخاطر المصاحبة لاعتلال القدم السكرية ومنها الاعتلال العصبي المحيطي وتلف الأعصاب وفقدان الإحساس في القدمين والساقين وانخفاض او قصور الدورة الدموية إلى القدمين.  وأوضحت ان الخبر السار هو أنه بالامكان تجنب العديد من مشاكل القدم الرئيسية وذلك بالحفاظ على أفضل نسبة للجلوكوز في الدم وبالأخص السكر التجسسي بمعدل أقل من 6ر5 في المئة ومراقبة ضغط الدم وارتداء أحذية ذات خاصية لمرضى السكري أو أحذية ناعمة في جميع الأوقات باستثناء النوم أو الاستحمام.  ودعت الى معالجة المشاكل وإصابات القدم الصغيرة في وقت مبكر لان ذلك هو أفضل وسيلة لمنع تلك المضاعفات الكبرى والإلتهابات الخطرة مضيفة انه يتم سنويا تطوير منتجات وأساليب جديدة لعلاج مشاكل القدم المرتبطة بالسكري.  يذكر ان الاتحاد الدولي للسكري وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية حدد يوم 14 نوفمبر من كل عام ليكون اليوم العالمي للسكري بهدف نشر الوعي بهذا المرض من حيث معدلات الإصابة به وكيفية الوقاية منه.وقد تم اختيار هذا اليوم ليكون متزامنا مع ذكرى ميلاد الدكتور فريدريك بانتين تقديرا لجهوده مع الدكتور تشارلز بيست في اكتشاف مادة الانسولين التي ساعدت الكثير من مرضى السكري في البقاء على قيد الحياة.