انحسرت حدة القتال في مدينة وميناء الحديدة الرئيسي في اليمن يوم الاثنين في مؤشر محتمل على وقف التصعيد تزامنا مع ضغوط الحلفاء الغربيين على التحالف الذي تقوده السعودية لإنهاء الحرب ضد جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران والتي وضعت اليمن على شفا مجاعة.
وقال سكان إن الضربات الجوية ضد تحصينات الحوثيين توقفت يوم الاثنين كما تراجعت حدة حرب الشوارع التي كانت مستعرة على مدار الأسبوع الماضي في أحياء الحديدة الواقعة على البحر الأحمر وتسببت في تقطع السبل بالمدنيين وتعرض المستشفيات للخطر.
وتزامن الاتجاه نحو التهدئة مع زيارة وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت إلى السعودية بهدف الضغط من أجل إنهاء الحرب المستمرة قرابة الأربع سنوات والتي أسفرت عن سقوط ما يربو على عشرة آلاف قتيل.
ورحب مسؤولان في الأمم المتحدة بهذا التطور ووصفاه بأنه إشارة إيجابية لكن العقيد الركن تركي المالكي المتحدث باسم التحالف العربي قال إن عملية الحديدة مستمرة.
وقال المالكي للصحفيين في الرياض إن العملية مستمرة وليس صحيحا أن وقفا لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ في الحديدة.
واستأنف التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات هجومه على الحديدة التي تمثل شريان حياة لملايين اليمنيين بالتزامن مع دعوة واشنطن ولندن لوقف إطلاق النار واستئناف جهود السلام بقيادة الأمم المتحدة.
وشددت الحكومات الغربية، التي تدعم التحالف بالأسلحة ومعلومات المخابرات، مواقفها بشأن اليمن منذ أن أثار مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من أكتوبر تشرين الأولى انتقادات دولية وعرض الرياض لاحتمال فرض عقوبات عليها.
وقال جان إيف لو دريان وزير الخارجية الفرنسي إنه لا يمكن لأي طرف أن يخرج منتصرا من هذه الحرب ومن ثم فإن الوقت حان لتقليص الخسائر.
وقال لتلفزيون (فرنسا 2) ”هذه حرب قذرة. على المجتمع الدولي أن يقول كفى. هذا ما تقوله الولايات المتحدة وما نقوله نحن ويقوله البريطانيون كذلك“.
ويُنظر إلى الصراع باعتباره حربا بالوكالة بين السعودية وإيران.
* يأس المدنيين
رحبت ليز جراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن بتخفيف حدة القتال واصفة ذلك بأنه إشارة إيجابية، ولا سيما بالنسبة للمدنيين المحاصرين ”اليائسين للغاية“.
وقالت لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ”يبدو أن القصف والهجمات والقنابل توقفت. والآن لا نعلم تحديدا ما الذي سيترتب على ذلك. لكن الأمر موضع ترحيب شديد“.
وقال مسؤول آخر في الأمم المتحدة لرويترز إنه توجد بعض الإشارات الإيجابية على أن الأطراف المتحاربة تتحرك باتجاه وقف التصعيد في الوقت الذي تسعى فيه الأمم المتحدة لاستئناف محادثات السلام التي انهارت في سبتمبر أيلول حين امتنع الحوثيون عن المشاركة فيها.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنها عالجت 134 مصابا من القتال في الحديدة منهم 14 امرأة و24 طفلا منذ الأول من نوفمبر تشرين الثاني الجاري.
والحديدة هي نقطة دخول 80 في المئة من واردات الغذاء وإمدادات الإغاثة لليمن. وحذرت الأمم المتحدة من أن عرقلة العمل بهذا الميناء قد تؤدي إلى حدوث مجاعة بالبلد الفقير.
وتدخل التحالف في الحرب اليمنية عام 2015 لإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا للحكم. ويسيطر الحوثيون الذين أطاحوا بالحكومة على أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في اليمن ومنها العاصمة صنعاء.
وتقول الرياض وأبوظبي إن السيطرة على الحديدة ستجبر جماعة الحوثي على الحضور لطاولة المفاوضات.
وتخلى التحالف عن مواصلة هجوم سابق على المدينة في يونيو حزيران حتى يمنح الفرصة لنجاح جهود السلام. ولم يسفر ذلك الهجوم عن تحقيق أي مكاسب وجاء وسط قلق دولي من وقوع كارثة إنسانية.