من ناحيته قال لاساوي في تصريح مماثل ان (أونروا) تواجه تحديات كبيرة بعد توقف المعونات والمساعدات المالية الأمريكية لافتا الى أن الدول المانحة للوكالة عقدت اجتماعين في أعقاب وقف المعونات الأمريكية.واوضح ان تعهدات الدول المتمثلة في الاتحاد الأوروبي والسويد واليابان وهولندا والكويت وقطر والسعودية والامارات بلغت 390 مليون دولار لعام 2018 فيما لم تتسلم الوكالة حتى الآن إلا 51 مليون دولار من إجمالي هذه التعهدات.وأشار لاساوي الى ان (أونروا) استطاعت على الرغم من التحديات أن تواصل دعمها لبرامج التعليم والصحة بكل كفاءة مع ترشيد النفقات وتطبيق اجراءات تقشفية داعيا المجتمع الدولي الى مواصلة دعم التعليم والمنح الدراسية.من جهته قال مسؤول العلاقات الدولية والمشاريع في الوكالة منير إلياس في تصريح مماثل ان (أونروا) كانت تعاني من عجز بلغ نحو 446 مليون دولار وبموجب تعهدات الدول المانحة أصبح العجز نحو 64 مليون دولار مؤكدا ثقته بوفاء الدول المختلفة وفي مقدمتها الكويت بتعهداتها.وأشاد إلياس بجهود الكويت الكبيرة والدائمة في دعم برامج الوكالة المخصصة للاجئين الفلسطينيين ومنها انشاء 12 مدرسة في قطاع غزة والتي تعد من أفضل مدارس القطاع من حيث الكفاءة.وتأسست وكالة (أونروا) في عام 1948 وتقوم بتقديم مساعدات لأكثر من خمسة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وغزة والأردن ولبنان ومناطق أخرى في الشرق الأوسط.وفي الاطار ايضا أعلنت الكويت أن مساهماتها المالية الطوعية لعدد من وكالات الأمم المتحدة وبرامجها وصناديقها خلال عام 2019 ستبلغ 419ر6 مليون دولار.جاء ذلك في كلمة ألقاها المندوب المناوب لوفد الكويت الدائم لدى الامم المتحدة المستشار طلال الفصام في مؤتمر الأمم المتحدة لإعلان التبرعات للأنشطة الإنمائية.وأوضح الفصام أن هذه المساهمات ستتضمن مساهمة طوعية لوكالة (أونروا) بقيمة مليوني دولار الى جانب مساهمة لكل من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وصندوق الأمم المتحدة للاستجابة الطارئة بقيمة مليون دولار لكل منهما.وأضاف ان مساهمة الكويت لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ستبلغ 570 ألف دولار في حين ستبلغ المساهمة لكل من الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والملاريا والسل ومكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الانسان 500 ألف دولار لكل منهما.وذكر الفصام ان المساهمات الطوعية الكويتية ستشمل بمبالغ متفاوتة كذلك كلا من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ومنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث وصندوق الأمم المتحدة لضحايا التعذيب وصندوق الأمم المتحدة للأنشطة الاسكانية وصندوق الأمم المتحدة لمكافحة سوء استخدام المخدرات ليبلغ بذلك اجمالي المساهمات المالية الطوعية الكويتية خلال العام القادم 419ر6 مليون دولار.وأوضح انه "مع دخول جدول أعمال التنمية المستدامة 2030 عامه الثالث من التنفيذ فإن هناك الكثير من الدروس المستفادة التي يمكن الاسترشاد بها مع الاخذ بعين الاعتبار الفرص الجديدة المستمدة من التقدم العملي والتكنولوجيا والابتكار لمعالجة اوجه القصور والتصدي لمعوقات التنفيذ التي تواجهها الدول النامية وتهيئة الارضية الانمائية المناسبة لها".وقال الفصام "نود في هذه المناسبة أن نجدد عزمنا لبذل كل ما بوسعنا من جهود لتعزيز مسيرة التعاون الدولي لتحقيق التنمية المستدامة بحلول عام 2030 بمختلف ابعادها لتوفير حياة كريمة للجميع للوصول الى المستقبل الذي نصبو إليه جميعا في إطار شراكات انمائية تمويلية فعالة لمواكبة المتغيرات الإنمائية".وأشار الى ان ذلك يأتي بناء على الإمكانيات المتاحة مع الاخذ بعين الاعتبار الاولويات والخصائص الوطنية والإقليمية إضافة الى التزام المانحين بالوفاء بتعهداتهم لتلبية احتياجات الدول النامية وتوفير الأرضية المناسبة لتمكينها من بلوغ أهداف التنمية المستدامة بتخصيصها ما نسبته 7ر0 في المئة من مجمل دخلها القومي للمساعدات الإنمائية الرسمية والعمل على تعزيز الاستثمار الأجنبي ذي الطابع التكنولوجي والابتكاري المساهم في تحقيق التنمية المستدامة.وبين الفصام انه "ورغم أن دولة الكويت مصنفة وتعد من الدول النامية إلا انها عكفت على تحمل مسؤولياتها الإقليمية والدولية كمركز للعمل الانساني بمواصلة تقديمها الدعم لمختلف القضايا الإنسانية العالمية ومواكبة الأحداث والأزمات والكوارث" مشيرا الى ان نسبة المساعدات الانمائية الرسمية التي تقدمها الكويت بلغت ضعف النسبة المتفق عليها دوليا "تعزيزا لنهجها الانساني والإنمائي المعهود على المستويين الرسمي والشعبي".واكد ان الكويت تسعى إلى المضي لتحقيق رسالتها الإنسانية السامية التي تعكس قيم ومبادئ الشعب الكويتي الاصيلة فضلا عن قيامها ومنذ عام 2008 بتوجيه ما نسبته 10 في المئة من اجمالي مساعداتها للدول المنكوبة عبر الوكالات والمنظمات التابعة للأمم المتحدة وتعهدت بتسديد مبلغ 15 مليار دولار أمريكي في عام 2015 لتمويل المشاريع الانمائية في الدول النامية خلال ال15 عاما المقبلة عن طريق الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية".وأشار الفصام الى ان الكويت استجابت لنداءات (أونروا) الاخيرة بتقديم ما يقارب 50 مليون دولار للتخفيف من حدة أزمة التمويل التي تواجهها والتي تشكل عاملا آخر يؤدي إلى تفاقم أوضاع الفلسطينيين.وعبر عن شكره وتقديره للدور "الريادي" الذي تقوم به أجهزة وبرامج الأمم المتحدة المختلفة في دعم الأنشطة الإنمائية والإنسانية حول العالم متطلعا لنجاح الإجراءات والخطوات التي تقوم بها لتحسين وتطوير أدائها المؤسسي بقيادة الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس استجابة لما تحتاجه الدول النامية لتحقيق الاهداف المتفق عليها لضمان تناغم جهودها واتساقها مع أوضاعها الخاصة وأولوياتها الوطنية.وأشار الصيام الى ان ذلك يأتي في اطار رؤية غوتيريس لإصلاح الامم المتحدة وخاصة الجزء المتعلق بتحسين وتطوير الانشطة التي تضطلع بها الامم المتحدة من اجل التنمية ومتطلعا لما تمثله من رؤية لمستقبل أفضل وأكثر استدامة وإنصافا لدول العالم كافة بما فيها الكويت.