استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصر اليمامة بالرياض أمس، سهل بن أحمد خاشقجي، وصلاح بن جمال خاشقجي، بحضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية «واس»، عبر خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد عن بالغ تعازيهما ومواساتهما لأسرة وذوي الفقيد جمال خاشقجي رحمه الله.
فيما عبر سهل وصلاح خاشقجي، عن عظيم شكرهما لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد على مواساتهما لهما في وفاة الفقيد.
و أكد مجلس الوزراء السعودي الذي اجتمع برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أن الأوامر الملكية التي اتخذت إثر الحدث المؤسف الذي أودى بحياة المواطن جمال خاشقجي، وما اتخذته المملكة من الإجراءات لاستجلاء الحقيقة، ومحاسبة المقصر كائنا من كان، لتجسد اهتمام القيادة الرشيدة وحرصها على أمن وسلامة جميع أبناء الوطن، كما تعكس عزمها على ألا تقف هذه الإجراءات عند محاسبة المقصرين والمسؤولين المباشرين لتشمل الإجراءات التصحيحية في ذلك.وشدد مجلس الوزراء يشدد على أن المملكة تأسست على نهج مستمد من الشريعة الإسلامية السمحة، ترتكز أحكامه على إحقاق الحق وإرساء دعائم وقيم العدالة ومعاييرها، وترسيخ أسسها.
الى ذلك قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان  امس  الثلاثاء متحدثا لأعضاء حزبه العدالة والتنمية في البرلمان أنه لا يشك في صدق الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل السعودية، مضيفاً إن مكان جثة خاشقجي لم يعرف بعد وإنه طالب السعودية بالكشف عن هوية ”متعاون محلي“ قيل إنه أخذ الجثة.
وذكر  أردوغان في  تصريحات بخصوص قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي، بدأها بتقديم العزاء للشعب السعودي في وفاة خاشقجي، مشيراً لخطوات التحقيق التي اتخذتها السلطات التركية بعد أن أبلغت خطيبته عن عدم خروجه من القنصلية السعودية.
كما أشار أردوغان إلى اتصاله بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز واتفاقهما على تكوين فريق تحقيق سعودي تركي مشترك للتحقيق في القضية، مشيراً إلى أن الحادثة وقعت في اسطنبول “وهذا يحملنا المسؤولية” بحسب تعبيره.
وأضاف أن السعودية اتخذت خطوة هامة بتأكيد جريمة خاشقجي وإيقافها للمتهمين، مضيفاً: “أقترح أن تتم محاكمة المتهمين الـ18 في قضية خاشقجي في تركيا».
وصرح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير امس الثلاثاء أن جريمة مثل قتل الصحافي جمال خاشقجي “يجب ألّا تتكرر بعد اليوم”، متعهدا بإجراء تحقيق “معمق وشامل” في القضية.
وأكد الجبير متحدثا لصحافيين في جاكرتا “التزام (الرياض) إجراء تحقيق معمق وشامل وكشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين”، واعدا بـ”إرساء آلية وتدابير لضمان عدم تكرار أمر كهذا بعد اليوم».
وأثار قتل خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول موجة تنديد دولية وأضرت بصورة الرياض في العالم.
تعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بكشف “الحقيقة كاملة” الثلاثاء حول قتل خاشقجي.
وأسقط الأتراك منذ البداية الرواية السعودية الرسمية الأولى التي أكدت خروج خاشقجي من القنصلية حيا.
وكشف مصدر قريب من الحكومة منذ 6 أكتوبر أن الشرطة على قناعة بأن الصحافي “قتل في القنصلية بأيدي فريق أرسل خصيصًا إلى اسطنبول وغادر في اليوم نفسه” ويضمّ 15 سعوديًا.
وبعد 17 يوماً من الإنكار، أقرّت الرياض السبت بأنّ خاشقجي قُتل في قنصليتها لكنه قالت إنه قتل بالخطأ عند وقوع شجار و”اشتباك بالأيدي” مع عدد من الأشخاص داخلها، مشيرة إلى أنها لا تعرف مكان وجود الجثة.
وقال الجبير إن “التحقيق كشف عن نقاط تباين بين ما نقل وما حصل، وبالتالي، تم توقيف 18 شخصا لاستجوابهم، وإقالة ستة مسؤولين حكوميين من مهامهم».
وأضاف أن النيابة العامة “أصدرت بيانا بهذا الصدد” هو على حد قوله “الأول في آلية طويلة».
واعتبر رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري امس  الثلاثاء أن الاجراءات التي اتخذتها الرياض في قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشجقي في قنصلية بلاده في اسطنبول “تخدم مسار العدالة”، مندداً بما وصفه بـ”حملات مغرضة” تجاه المملكة.
وقال الحريري الذي تلقى دعماً بارزاً من الرياض خلال مسيرته السياسية، قبل أن يتعرض لضغوط كبيرة منها ويُحتجز فيها العام الماضي وسط ظروف غامضة لأسبوعين، إن “الاجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية بشأن قضية الصحافي جمال خاشقجي، رحمه الله، تصب في الإطار الذي يخدم مسار العدالة والكشف عن الحقيقة كاملة».
ورأى الحريري في بيان أن “توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز من شأنها أن تضع الأمور في نصابها الصحيح، وتساهم في رد الحملات المغرضة التي تتعرض لها المملكة”، مؤكداً أن “استقرار السعودية وسلامتها والتضامن معها، مسألة لا يصح أن تخضع للتردد تحت أي ظرف من الظروف».
وأثار مقتل خاشقجي الذي كان يقيم في الولايات المتحدة ويكتب مقالات في صحيفة “واشنطن بوست” ناقدة لسياسات السعودية، داخل قنصلية بلاده في الثاني من أكتوبر، ردود فعل منددة حول العالم.
وبعد 17 يوماً من الإنكار، أعلنت الرياض السبت أنّ خاشقجي قُتل في قنصليتها، لكنها قالت إنه قتل بالخطأ عند وقوع شجار و”اشتباك بالأيدي” مع عدد من الأشخاص داخلها، مشيرة إلى أنها لا تعرف مكان وجود الجثة. وأوضحت أن العملية لم تجر بأوامر من السلطات ولم يتم إبلاغ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بها. وبعد تسريب الإعلام بشكل متواصل تفاصيل مروعة حول القضية، كانت هذه الرواية السعودية موضع تشكيك وتساؤلات، لا سيما بين الغربيين.
وأوقفت الرياض 18 شخصاً على ذمة القضية، متعهدة بمحاسبة المتورطين. كما أعفت مسؤولين أمنيين من مهامهم، بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري والمستشار في الديوان الملكي برتبة وزير سعود القحطاني.
وتأتي مواقف الحريري بعد نحو عام من تقديم استقالته في الرابع من نوفمبر من رئاسة الحكومة بشكل مفاجئ من الرياض، متهماً حزب الله الشيعي وايران بـ”الهيمنة” على لبنان، في خطوة يبدو واضحا أنها أتت بضغط سعودي.
وبقي الحريري لأسبوعين في الرياض وسط ظروف غامضة، ليغادرها الى باريس ومنها الى بيروت إثر وساطة تولاها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي زار الرياض في التاسع من نوفمبر.
وفي مايو، أكد ماكرون في مقابلة مع قناة فرنسية أن الحريري كان محتجزاً وأن تدخله لدى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حال دون حصول “أزمة خطيرة” في لبنان.
ويكرر الحريري نفيه أن يكون احُتجز في السعودية أو أُرغم على تقديم استقالته، من دون أن يكشف تفاصيل ما حدث معه.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو امس  الثلاثاء إن بلاده لم تقدم بعد أي معلومات لأي دولة فيما يتعلق بتحقيقها في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وأدلى جاويش أوغلو بالتصريحات في مقابلة مع وكالة الأناضول للأنباء. وقال أيضا إن تركيا مستعدة للتعاون مع أي تحقيق دولي في مقتل خاشقجي.
وتحقق السلطات في اختفاء خاشقجي بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول في الثاني من أكتوبر تشرين الأول.