اكد إعلاميون عرب اليوم الأربعاء أهمية التعاون الإعلامي العربي للتصدي للتحديات الجديدة التي تواجه هذا القطاع داعين إلى تبني برامج تنفيذية مشتركة تثري الساحة الإعلامية العربية.
جاء ذلك خلال جلسات النسخة الخامسة من ملتقى قادة الإعلام العربي الذي يستضيفه نادي الشارقة للصحافة وبحضور اكثر من 100 شخصية إعلامية عربية.
وقال رئيس مجلس الشارقة للاعلام الشيخ سلطان القاسمي ان تعزيز التعاون الاعلامي العربي اصبح ضرورة في ظل الاستخدام المكثف للتكنولوجيا وتطبيقات التواصل الاجتماعي من قبل شريحة واسعة من المجتمعات العربية داعيا الى ايجاد بيئة داعمة للإبداع والتطوير الإعلامي على مستوى المنطقة العربية. وأشاد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي بجهود الملتقى الإعلامي العربي ودوره في مناقشة قضايا الإعلام العربي و النهوض به مشيرا إلى أن استضافة الشارقة لأعمال الملتقى يعكس عمق العلاقات الأخوية والإعلامية التي تربطها بالكويت الشقيقة التي تحتضن المقر الرئيسي لملتقى الاعلام العربي.
واكد رئيس مجلس الشارقة للإعلام أن إمارة الشارقة تولي القطاع الإعلامي أولوية قصوى تتوافق مع خطى الإمارة التطويرية وتطلعاتها نحو تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لافتا إلى ما شهدته الإمارة من مراحل تطويرية في عدة قطاعات اعلامية. ودعا الشيخ سلطان القاسمي إلى ترجمة طروحات ومناقشات وتوصيات قادة الإعلام العربي خلال الملتقى إلى برامج عمل فورية تستهدف النهوض بالقطاع الإعلامي وتتصدى لتحدياته مؤكدا حرص الشارقة على تقديم كل الدعم لتنفيذ التوصيات.
من جانبه لفت الأمين العام المساعد لقطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية الدكتور بدر الدين علالي ان الجامعة احتضنت الملتقى في دورتين سابقتين دعما منها لكل ما يسهم في إثراء العمل العربي المشترك ودعم الاتحادات والهيئات الإعلامية العربية.
وقال إن الجامعة تسعى الى تنسيق الجهود العربية مؤكدا أهمية معالجة القضايا المتصلة بواقع الإعلام العربي وتدارس المتغيرات ومواكبة تكنولوجيا الإعلام الجديد وتبني إستراتيجيات إعلامية اكثر ابداعا.
واكد علالي علي أهمية ملتقى قادة الإعلام العربي مشيدا بدور الملتقى كجسر للتواصل بين مختلف المؤسسات الإعلامية العربية ومنتدى للحوار حول الموضوعات والقضايا التي تهم الشارع العربي.
من جانبه قال الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس ان طروحات الملتقى سيتم تحويلها إلى توصيات عملية يتم رفعها إلى الجهات العربية المعنية للاسترشاد بها وتنفيذها على أرض الواقع داعيا إلى تنمية المؤسسات الإعلامية وتعزيز المسؤولية الاجتماعية لدى الصحفيين.
وأشار الخميس إلى صناعة الإعلام التي لها أهمية بالغة كونها مرتبطة بتنمية المجتمعات لافتا إلى أهمية مخاطبة المسؤولين في الإعلام العربي من أصحاب القرار لكي يتبنوا خطط تطويرية جريئة بعيدا عن الخطط التقليدية الروتينية. وأشاد الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي بجهود إمارة الشارقة في خدمة الإعلام العربي مثمنا استضافة نادي الشارقة للصحافة لملتقى قادة الإعلام العربي في دورته الخامسة الذي يهدف إلى مناقشة واقع ومستقبل وتطورات هذا المجال الحيوي. من ناحية اعرب رئيس الهيئة الوطنية للإعلام في مصر حسين زين عن تقديره لجهود امارة الشارقة بدعم بيئة الإعلام العربي مشيدا بتوجهها الثقافي وفعالياتها الإعلامية المختلفة. وناقش الملتقى بحضور أكثر من مئة مشارك من مسؤولي ورؤساء تحرير وسائل الإعلام العربية والإعلاميين العديد من قضايا الإعلام العربي وواقعه ومستقبله.
وأكد المشاركون أهمية إدراج برامج تدريبية إعلامية عربية مشتركة للنهوض بالقطاع وصياغة منظومة متكاملة للتدريب المحترف مشددين على ضرورة الاهتمام بالمحتوى الإعلامي الذي يعتبر مرتكزا أساسيا لتطوير المؤسسات الإعلامية. وبين المشاركين أهمية تلبية المحتوى الإعلامي الرسمي لاحتياجات الجمهور وضرورة الالتزام بأخلاقيات العمل الإعلامي وتطوير قدرات العاملين في وسائل الإعلام العربية. ودعا الإعلاميون العرب جامعة الدول العربية إلى وضع قانون ينظم الإعلام الالكتروني وميثاق مهني لترسيخ القيم الاعلامية وضبط النشر غير المسؤول.
وتطرقوا إلى ضرورة التدخل التنظيمي والتشريعي للمواقع الالكترونية وتوفير المعلومات الكافية للتصدي للشائعات ووضع ضوابط للنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي والاستفادة من الثورة التقنية في دعم العمل العربي المشترك.
واشار المشاركون في الملتقى الى أهمية مراجعة السياسات التحريرية في العديد من المؤسسات الإعلامية العربية وإطلاق مبادرات إيجابية بما فيها مراكز بحثية تساهم في دعم المصداقية وتوفير المعلومات الكافية.
ولفت المشاركون إلى تحديات مهنة الصحافة مؤكدين أهمية بناء جيل جديد من الصحفيين لحمل رسالة إعلامية تتوافق مع أهداف التطوير و التنمية المستدامة.
ودعا ملتقى قادة الإعلام العربي إلى وضع استراتيجية جديدة أساسها التقارب بين الثقافات ومد جسور التعاون وتبني رسائل التسامح. وأغلق الملتقى نقاشاته بجلسة عصف ذهني انبثق عنها العديد من التوصيات والمخرجات تناولت حلول للعقبات التي تواجه البيئة الإعلامية العربية في ضوء ما تشهده من مستجدات مختلفة مع ضرورة مواكبة الصحافة المطبوعة للثورة الرقمية وتعزيز تكاملها مع وسائل الإعلام الحديث بما يحاكي التوجهات المستقبلية التي تشهدها الساحة العالمية.
وسترفع تلك التوصيات الى جامعة الدول العربية ووزراء الإعلام العرب في وقت لاحق لكي يتم تبنيها ووضع الاطر التنفيذية لها على ارض الواقع.