فقدت الكويت اليوم الثلاثاء رائد ومؤسس فن الرواية الروائي اسماعيل فهد إسماعيل عن عمر يناهز 78 عاما تاركا خلفه إرثا أدبيا كبيرا بعد مسيرة حافلة بالإنجازات المحلية والعربية.
ولد الراحل اسماعيل فهد في العراق عام 1940 وحصل على البكالوريوس - المعهد العالي للفنون المسرحية في عام 1979 وعمل مدرسا بمدرسة المتنبي المتوسطة ورئيسا لقسم الوسائل السمعية في إدارة التقنيات التربوية وموجها فنيا في إدارة النشاط المدرسي في وزارة التربية.
وامتهن الراحل الكتابة الإذاعية والتلفزيونية وتفرغ للكتابة الأدبية والدراسات النقدية وأصبح عضوا في اتحاد الكتاب العرب وعضوا في رابطة الأدباء في الكويت.
ويعتبر فقيد الكويت من أكثر الأدباء غزارة وتميزا في إنتاجه الروائي حيث تخطت شهرته الآفاق في كتابة الرواية ذات التقنية الفنية والتي ترصد حال الإنسان العربي بفعله الإيجابي والسلبي من خلال مواجهة التغيرات التاريخية والسياسية والاجتماعية التي تعصف بمنطقتنا المحلية والعربية.
وقرأ منذ صباه القصص الشعبية والكتابات الوجودية حيث تأثر بالقصص الشعبي إلى جانب العديد من الروايات العربية والعالمية التي قرأها في فترة مبكرة من حياته.
بدأ الراحل حياته الأدبية في أوائل الستينيات وقد تحولت الكتابة عنده إلى احتراف منذ أعوامها العشرة الأولى ومنذ ذلك التاريخ وهو مستمر في العطاء المتميز حيث يقول: "إن رسالة الأديب هي أولا العطاء بكل أشكاله ومجالاته".
ويعد اسماعيل واحدا من العلامات المميزة للرواية العربية في العصر الحديث فإنتاجه معروف على مستوى الوطن العربي والعالم. وقدم الراحل روايته الأولى (كانت السماء زرقاء) عام 1970 وصدرت له مجموعة قصص قصيرة (البقعة الداكنة) عام 1965.
ومن أبرز أعمال الراحل (السبيليات) و(في حضرة العنقاء والخل الوفي) و(على عهدة حنظلة) و(إحداثيات زمن العزلة) وهي رواية طويلة من سبعة أجزاء صدرت عام 1996 وترصد وتوثق بأسلوب روائي أحداث الاحتلال من الغزو إلى التحرير.
وشارك الراحل قبل رحيله في افتتاح الموسم الثامن للملتقى الثقافي والذي ناقش خلال الأمسية رواية (صندوق أسود آخر) للروائي الراحل.
وحاز إسماعيل على عدة جوائز ثقافية مرموقة منها جائزتا الدولة التشجيعية والتقديرية وجائزة سلطان العويس وجائزة الشيخ زايد وتأهل للقوائم القصيرة والطويلة لجائزة البوكر للرواية العربية.