أكدت الكويت أن الأوضاع الإنسانية في اليمن بصورة عامة وفي محافظة الحديدة بشكل خاص وصلت للأسف الى مراحل غير مسبوقة من المعاناة اليومية للشعب اليمني الشقيق.
جاء ذلك خلال كلمة الكويت في جلسة عقدها مجلس الأمن الجمعة لمناقشة الوضع في اليمن وألقاها مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي.وأكد العتيبي أن هذه المعاناة تسبب بها “قيام جماعة الحوثي باستغلال الطرق الخاصة بمسارات المساعدات الإنسانية من خلال النشر المكثف لنقاط التفتيش العسكرية في إعاقة واضحة ومتعمدة لوصول المساعدات الإنسانية للأطفال والنساء وكبار السن الذين يعانون من شبح الجوع وخطر انتشار الأوبئة”.وبين العتيبي أنه “في سبيل الوصول الآمن للمساعدات الإنسانية لمحتاجيها قامت القوات الحكومية اليمنية وبدعم من تحالف دعم الشرعية بعمليات نوعية من خلال الإغلاق المؤقت للطريق الرئيسي بين صنعاء والحديدة».
و أعلن مارك لووكوك مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أمام مجلس الأمن الدولي الجمعة، أنّ الأمم المتحدة تخسر «الحرب ضد المجاعة» في اليمن.
وقال لووكوك «الوضع قاتم جدا. نحن نخسر حربنا ضد المجاعة. والوضع تفاقم على نحو مثير للقلق في الأسابيع الأخيرة».
وشدّد المسؤول الأممي خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن عقدت بطلب من المملكة المتحدة على «أننا قد نقترب من نقطة اللاعودة التي سيكون بعدها مستحيلا تجنُّب العديد من الخسائر في الأرواح البشرية بسبب المجاعة الواسعة النطاق في البلاد».
وأشار لووكوك إلى أنّ اليمن يشهد «أسوأ أزمة إنسانية في العالم»، موضحا أنّ «هناك أكثر من 22 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة» في اليمن، منهم «18 مليونا» يعانون من «انعدام الأمن الغذائي».
ولفت إلى أنّ «أكثر من 8 ملايين» يعانون من «انعدام خطير للأمن الغذائي، وهذا يعني أنهم لا يعرفون متى سيتناولون وجبتهم الغذائية التالية»، مشددا على أنهم «يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة للبقاء على قيد الحياة».
واعتبر لووكوك أنه «لتجنّب الانهيار الكامل والحفاظ على حياة ملايين الناس»، يجب على مجلس الأمن دعم إجراء مفاوضات سياسية واتخاذ «إجراءات فورية لتحقيق استقرار» اقتصادي.
وأضاف انه يجب على المجلس أيضا أن يدفع الجهات الفاعلة إلى «السماح بالوصول إلى الأشخاص الأكثر ضعفا» عبر الموانئ والطرق الرئيسية، وتنظيم «جسر جوّي» لعمليات الإجلاء الطبي.
ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا داميا قتل فيه نحو عشرة آلاف شخص معظمهم مدنيون وبينهم نحو 2200 طفل، بين قوات موالية لحكومة معترف بها دوليا يدعمها تحالف عسكري بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين المتهمين بتلقي الدعم من إيران، والذين يسيطرون على صنعاء والحديدة ومناطق أخرى.
وبحسب الأمم المتحدة، ارتفعت أسعار المواد الغذائية في اليمن بنسبة 68 في المئة منذ 2015، العام الذي بدأ فيه التحالف العسكري بقيادة السعودية عملياته ضد المتمردين الحوثيين الشيعة.
وقبل يومين، حذّرت منظّمة «أنقذوا الأطفال» (سايف ذي تشيلدرن) غير الحكومية من أنّ خمسة ملايين طفل في هذا البلد معرّضون لخطر الموت جوعا.
طالع ص 2 و ص 7