دعت دولة الكويت امس المجتمع الدولي الى ضرورة التعامل مع أي جريمة ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في سورية.
وفي كلمة أمام الدورة الـ39 لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إطار الحوار التفاعلي مع اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق في سورية، قال المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف السفير جمال الغنيم إنه “قد هالنا ما ورد في التقرير عن عمليات النزوح الداخلي الذي تسببت به المعارك في الأشهر الستة الماضية إذ نزح أكثر من مليون مواطن سوري من ديارهم وباتوا يعيشون في ظروف قاسية”.
وأضاف إنه “لمن المقلق أن تحدث عمليات نزوح أخرى في محافظة إدلب إذا لم تتوصل الأطراف إلى تسوية”.
وأشار الى التحذير الذي ورد في تقرير اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق في سورية من أن أي عمل عسكري جديد في محافظة إدلب السورية سيقود الى أزمة كارثية تمس أكثر من ثلاثة ملايين يعيشون في تلك المنطقة.
وأرسلت تركيا التي تحاول منع هجوم واسع للجيش السوري وحلفائه على إدلب، تعزيزات عسكرية إلى أحد مراكز المراقبة التابعة لها في هذه المحافظة السورية التي تعد أحد آخر معاقل مسلحي المعارضة، كما ذكرت وسائل إعلام تركية امس .
وقالت صحيفة «حرييت» إن هذه التعزيزات التي تشمل خصوصا دبابات ومعدات عسكرية أخرى، هي الأكبر التي تُنقل إلى إدلب منذ مطلع سبتمبر بينما يلتقي الرئيسان الروسي والتركي فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان الاثنين في سوتشي (جنوب غرب روسيا) لمحاولة التفاهم على مصير إدلب.وأرسلت التعزيزات الأحد في «قافلة من نحو خمسين آلية» إلى مركز المراقبة التركي في جسر الشغور بجنوب غرب إدلب.
وتملك تركيا 12 مركز مراقبة في محافظة ادلب، إحدى «مناطق خفض التصعيد» التي أقيمت في إطار عملية أستانا التي ترعاها تركيا المؤيدة لمسلحي المعارضة، وروسيا وايران الداعمتين للنظام السوري.
وأفادت وسائل الإعلام أن تركيا أرسلت في الأيام الأخيرة عددا من قوافل تعزيزات عسكرية إلى مراكز المراقبة التي ينتشر فيه مئات العسكريين الأتراك.وتخشى تركيا من أن يؤدي هجوم واسع النطاق على ادلب، المحافظة الواقعة على حدودها، الى تدفق المزيد من اللاجئين الى أراضيها فيما تستقبل أكثر من ثلاثة ملايين سوري.
ويقيم نحو ثلاثة ملايين شخص نصفهم من النازحين من مناطق اخرى في سوريا، في إدلب ومحيطها بحسب الامم المتحدة.ونزح عشرات آلاف الاشخاص في سبتمبر من إدلب بسبب القصف العنيف الذي ينفذه النظام السوري والطيران الروسي والذي تكثف منذ عدة أيام قبل أن تتراجع حدته هذا الاسبوع، كما أعلنت الامم المتحدة الخميس.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صرح الجمعة أن النظام السوري لا يستعد لشن هجوم واسع النطاق على محافظة ادلب، مؤكدا أن موسكو ستبذل كل ما في وسعها لحماية المدنيين.وتحتشد القوات السورية المدعومة من روسيا حول المحافظة منذ أسابيع.