قال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يوم الثلاثاء إنه لا يسعى للثأر لمقتل والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في تفجير عام 2005 وإنه سيعمل على الحفاظ على استقرار بلاده.
وأدلى بتصريحاته في الوقت الذي تقدم فيه المدعون بالمرافعة الختامية في القضية المقامة أمام محكمة دولية ضد أربعة مشتبه بهم متهمين بتنفيذ الهجوم الذي أسفر عن مقتل الحريري و21 آخرين.
وقال الحريري الذي حضر الجلسة إن الاستماع لتفاصيل اغتيال والده في المحكمة كان صعبا لكنه نحى مشاعره جانبا.
وأضاف ”اليوم صعب لأن رفيق الحريري اليوم مش موجود معنا. رفيق الحريري وشهداء 14 آذار كلهم سقطوا لحماية لبنان لا لخراب لبنان“.
وتابع ”منذ البداية طالبنا بالعدالة لأن إيماننا أن العدالة بتحمي لبنان... وما بحياتنا لجأنا للثأر“.
ويحاكم أربعة مشتبه بهم ينتمون لجماعة حزب الله اللبنانية التي تدعمها إيران غيابيا بتهمة التخطيط للتفجير الذي أودى بحياة رفيق الحريري وتنفيذه.
وقال رئيس فريق الادعاء نايجل بوفوس في المرافعة الختامية إن ”الظلام والفزع“ اكتنفا لبنان بعد مقتل زعيمه. وأضاف أن الانفجار كان يهدف ”لإحداث حالة من الهلع الشديد والذعر والألم“.
* مذنبون بالتهم الموجهة إليهم
وقال بوفوس إن الادعاء قدم ”أدلة لا تترك مجالا للشك بأنهم جميعا مذنبون بالتهم الموجهة إليهم“.
واستمرت المحاكمة لأكثر من أربعة أعوام وشهدت استدعاء 307 شهود. ويواجه المتهمون الذين ما زالوا مطلقي السراح أحكاما أقصاها السجن مدى الحياة.
وفي ظل غياب دليل دامغ عرض الادعاء قضية معقدة استندت بالأساس إلى الكشف عن خمس شبكات مختلفة ومتداخلة لهواتف يجري التخلص منها قالوا إنها استخدمت في تنفيذ التفجير ومحاولة تضليل الإعلام بعد ذلك بتدبير إعلان زائف عن المسؤولية.
وركز الادعاء يوم الثلاثاء كذلك على صلات بين المتهمين الأربعة، وهم سليم جميل عياش وحسن حبيب مرعي وأسد حسن صبرا وحسين حسن عنيسي، وبين جماعة حزب الله الشيعية. وقال بافوس إن الأربعة ”تجمعهم صلة مشتركة هي تأييدهم لحزب الله وعلاقاتهم به“.
وينفي حزب الله أي صلة له بقتل الحريري، وهو سني مسلم كانت تربطه صلات وثيقة بالسعودية الخصم الإقليمي لإيران. ويقول الحزب إن المحكمة أداة في يد إسرائيل والولايات المتحدة.
وسيستمر سماع المرافعات الختامية حتى 21 سبتمبر أيلول ومن المتوقع أن يبدأ الدفاع مرافعاته يوم الجمعة. ولم يحدد موعد للنطق بالحكم لكن من المتوقع أن يكون في العام المقبل.