قدمت فلسطين اليوم الثلاثاء بلاغا لمكتب المدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا كملحق لقضية هدم قرية (الخان الاحمر) وترحيل سكانها التي تقدمت به في مايو الماضي.
واوضح أمين سر اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات خلال مؤتمر صحفي عقد في (رام الله) ان الشكوى دعت بنسودا الى تحمل مسؤولياتها المباشرة وفتح تحقيق بشأن الجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية.
واضاف عريقات انه "بناء على طلب من الضحايا نطالب المدعية العامة بإتاحة الفرصة للقاء يجمعها معهم ليتسنى لهم شرح تفاصيل ما يحدث في (الخان الأحمر)" مؤكدا ان البلاغ شدد على ضرورة ان تقوم بنسودا بإصدار تحذير لمنع الاحتلال من هدم وتهجير سكان القرية قسريا.
وحذر عريقات من ان المساس بقرية (الخان الأحمر) شرق القدس يندرج ضمن الجرائم المنصوص عليها في (ميثاق روما) بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وكانت المحكمة العليا الاسرائيلية قد اصدرت قرارا الأسبوع الماضي يقضي بهدم القرية وتهجير سكانها بشكل قسري.
واكد عريقات ان السلطة الفلسطينية ستستمر بالتوجه الى المحكمة الجنائية الدولية ولن تتوقف مضيفا "اننا الان في مداولات حول محكمة العدل الدولية بشأن مجموعة من الأسئلة فيما يتعلق بقرار الرئيس الامريكي حول القدس ووكالة (اونروا) وفيما يتعلق بالكثير من الأمور الخارجة عن القانون الدولي".
واعتبر انه "اذا اعتقدت الولايات المتحدة أن القضية الفلسطينية ستكون موضع شراء وبيع وضغط فعليها ان تعيد حساباتها اذ ان كل ما فعلته حتى الان هو عزل نفسها كشريك ووسيط لعملية السلام".
وتابع القول "اننا بإسم الشعب الفلسطيني لدينا التصميم والعزم للوقوف على قاعدة راسخة للقانون الدولي ولن نخضع لا للابتزاز ولا للبلطجة ولا للاستقواء وهو حق من حقوقنا الطبيعية في ممارسته امام الجنائية الدولية".
واوضح "ان الادارة الامريكية تنتفض وتهدد قضاة المحكمة الجنائية الدولية وكل من يساعدها كما تعاقب الفلسطينيين بإغلاق مكتب منظمة التحرير".
واشار عريقات الى تزامن ذلك مع ذكرى 11 سبتمبر التي يجب ان تكون ذكرى في عقول الادارة الامريكية حول الإرهاب الذي واجهته الولايات المتحدة في ذلك اليوم وكيفية محاربة الإرهاب بالانتصار للحق والعدالة وليس بحماية مجرمي الحرب.
وذكر ان الادارة الامريكية عزت الإجراءات التي تقوم بها لرفض الفلسطينيين اجراء مفاوضات مضيفا "لقد عقدنا معهم 35 جلسة العام الماضي وفي كل جلسة كنا نبدي رغبتنا بإجراء لقاءات واستئناف المفاوضات حيث انتهت مع الجانب الإسرائيلي الا انهم رفضوا ذلك".
واوضح ان "واشنطن تقول للعالم أنها تحضر (صفقة القرن) الا انها في الواقع تطبق هذه الصفقة".
من جهة اخرى تطرق المسؤول الفلسطيني الى ما قاله مستشار الامن القومي الأمريكي جون بولتون امس الاثنين حول الاستيطان والذي اعتبره "مشاريع سكانية" بالقول "إن الاستيطان يرقى الى جريمة حرب".
وقال ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيلقي خطابا في ال 27 من سبتمبر الجاري امام الجمعية العامة للأمم المتحدة كما سيدعو بعد عودته لعقد جلسة في المجلس المركزي.
وذكر عريقات ان ثمة مجموعة من القرارات سيتم البدء بتنفيذها بشكل كامل بما يشمل تحديد العلاقات الاقتصادية والأمنية والسياسية مع إسرائيل وكل ما اتخذ من قرارات على جدول الاعمال اضافة الى امكانية تعليق العلاقات مع إسرائيل الى حين اعترافها بدولة فلسطين.
وكانت الإدارة الامريكية قد اتخذت عدد من القرارات فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية منها نقل سفارة بلادها الى القدس ووقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) وتقليص الدعم المقدم للفلسطينيين بما يشمل المستشفيات الفلسطينية في مدينة القدس التي تقدم العلاج لمرضى كل من الضفة وقطاع غزة.