أعربت قبائل الطوارق في ليبيا، عن تقديرها عاليا موقف الجزائر الداعم لبسط الأمن والاستقرار في البلاد، بعد أيام من تهديد خليفة حفتر قائد القوات المدعومة من برلمان طبرق، بشن حرب على الجزائر بدعوى "دخولها" الأراضي الليبية.
جاء ذلك في بيان للمجلس الاجتماعي الأعلى لطوارق ليبيا، المنتشرة في الصحراء الكبرى ببلاد ليبيا والجزائر ومالي، اليوم الاثنين، وصل الأناضول نسخة منه.
ودعت القبائل إلى معالجة أي قضايا خلافية عن "طريق الحوار"، مع الحرص على عدم القيام بأية أعمال تزيد الأمر تعقيدا، لأن انعكاساتها ستكون "كارثية".
والسبت الماضي، نقلت قناة "الجزيرة" القطرية كلمة لخليفة حفتر وسط مؤيدين له شرقي ليبيا، قال فيها إن "الجزائريين استغلوا الظروف الأمنية ودخلوا التراب الليبي وهذا ليس تصرفا من إخوة (..) وراسلنا السلطات الجزائرية فأكدت أن العمل فردي".
وأضاف حفتر: "نحن يمكن أن نحول الحرب نحوهم في لحظات".
يأتي ذلك فيما قال التلفزيون الحكومي الجزائري، إن حكومة الوفاق الوطني الليبية "تبرأت" من تصريحات حفتر.
وذكر التلفزيون الحكومي أن وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل تلقى مكالمة هاتفية من نظيره الليبي محمد الطاهر سيالة، الذي استنكر تصريحات حفتر "غير المسؤولة"، مؤكدا "تمسك بلاده بالعلاقات الأخوية والتاريخية مع الجزائر".
من جهته، أكد مساهل أنه "ليس بإمكان أي تصريح من أية جهة أن يؤثر على العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين".
وأوضح أن بلاده "ستواصل مساهمتها في البحث عن حل سياسي للأزمة الليبية في إطار المبادئ التي دافعت عنها دائما، لا سيما عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".
وخلال عامي 2016 و2017، قادت الجزائر جهود وساطة بين فرقاء الأزمة الليبية حيث استقبلت وفودا رسمية وسياسية وعسكرية ليبية من مختلف التوجهات، وبينهم خليفة حفتر.
يشار أن تصريحات حفتر خلفت موجة تنديد في الجزائر، ووصفها عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي في البلاد) بـ "المهينة"، وطالب السلطات بالرد عليه.