يمر المنتخب الإسباني بجولة تجديد جذرية مع مدرب جديد، هذا هو لويس إنريكي الذي بات يتمتع بحالة مزاجية مختلفة جعلته يظهر مؤخراً أمام الجمهور بملامح تختلف كلياً عن ملامحه خلال حقبة عمله كمدرب للعديد من الأندية.
وأصبح لدى إسبانيا مدرباً صاحب شخصية مميزة ومختلفة عن سابقيه من المدربين الذين شغلوا هذا المنصب، فمنذ عصر لويس أراغونيس لم يحظ المنتخب الإسباني بمدرب من فئة النجوم، فلم يكن كذلك فيسينتي دل بوسكي، جولين لوبيتيغي، وفيرناندو هيرو، على سبيل المثال، ولكن إنريكي يتمتع أو كان يتمتع بشخصية مختلفة تماماً.
واعتبر الكثيرون أن اختيار إنريكي لشغل منصب المدير الفني لإسبانيا كان بمثابة مفاجأة كبيرة، أو بالأحرى كان قبوله للمنصب هو المفاجأة.
وثارت شائعات منذ فترة ليست بالطويلة، أكدت أن إنريكي تلقى عرضاً مالياً بلغ 9 ملايين و200 ألف يورو لتولي تدريب نادي تشيلسي الإنجليزي، وهو المبلغ الذي لا يستطيع أن يدفعه الاتحاد الإسباني لكرة القدم.
ولكن لويس انريكي قبل تولي المهمة الفنية لإسبانيا، مقابل ما يقل عن مليوني يورو سنوياً، وهو ما يعد الأجر الأكبر على الإطلاق الذي يدفعه اتحاد الكرة الإسباني لأي من مدربي المنتخب الوطني، حتى ولو كان يبتعد كثيراً عن السعر السوقي للمدرب السابق لبرشلونة.
ولم يكن أحد يشكك في القدرة الفنية للويس انريكي، التي أظهرها بشكل قوي مع بعض الفرق مثل روما أو سيلتا فيغو أو برشلونة على وجه الخصوص، وهو الفريق الذي فاز معه بثلاثية تاريخية (دوري الأبطال والدوري وكأس الملك) 2015.
ولكن الشيء الغامض الوحيد الذي كان يكتنف صفقة التعاقد مع إنريكي لتولي مهمة المنتخب الإسباني، كان يتعلق بكيفية تأقلمه داخل غرفة خلع الملابس، حيث عرف عنه في أوساط الجماهير والرأي العام أنه مدرب صاحب شخصية مثيرة للمشاكل، وخاصة مع الصحافة التي دخل معها في صراعات كبيرة خلال العديد من المؤتمرات الصحافية التي اتسمت بتوتر أجوائها.
ولكن ما يظهر للعيان في الوقت الحالي هو شخصية مختلفة للغاية للويس إنريكي، فأصبح الأخير ينتهج سلوكاً رائعاً في التعامل مع الجميع، سواء مع اللاعبين أو مع وسائل الإعلام أو مع مسؤولي اتحاد الكرة الإسباني.