استقبل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله ورعاه- أمس وبحضور نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وفدا من كبار رؤساء الشركات الكبرى بالولايات المتحدة الأمريكية الصديقة وذلك في مقر إقامة سموه بالعاصمة واشنطن. وألقى سموه رعاه الله كلمة هذا نصها:”السيدات والسادة يسرني أن ألتقي وأرحب بهذه النخبة من رجال الأعمال في البلد الصديق الذي تربطنا به علاقات تاريخية ومتميزة وذلك في إطار السعي المشترك لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين دولة الكويت والشركات الأمريكية وتوطيد التعاون الثنائي تحقيقا لمصلحة البلدين المشتركة.
ففي المجال النفطي تحوز الشركات الأمريكية المتخصصة على حصة واسعة من السوق الكويتي وتسعى دولة الكويت في ھذا المجال إلى تطوير ھذه العلاقة الاستراتيجية وجعلھا شراكة طويلة الأمد وبما يوفر للقطاع النفطي المزيد من الخبرات والتكنولوجيا الحديثة وتوسيع مجالات الاستثمار في قطاعات اخرى.
لقد أقرت دولة الكويت سلة من التشريعات الاقتصادية الحديثة التي تسھم في تسھيل وتطوير بيئة الأعمال واستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وذلك من خلال قانون تشجيع الاستثمار المباشر الذي يسمح للمستثمر الأجنبي بتملك 100 في المئة من رأسمال الكيان الاستثماري داخل الكويت ولقد سجلت الشركات الأمريكية الرائدة التي تعمل في الكويت من خلال ھيئة تشجيع الاستثمار المباشر نجاح العديد من القطاعات والمجالات مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطاقة المتجددة والصناعات وغيرھا والتي نأمل أن تمھد لمزيد من الاستثمارات المباشرة والشراكات طويلة الأمد.
وانه ليسرني بھذه المناسبة دعوة المزيد من الشركات الأمريكية للمشاركة بتنفيذ المشاريع التنموية والبنى التحتية التي تتضمنھا الخطة الانمائية للدولة شاكرا لكم ھذا اللقاء».
و أشاد مجتمع الاعمال الأميركي بلقاء رؤساء كبرى الشركات الأميركية التي تعمل بالكويت مع سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ورؤية الكويت لعام 2035 وانفتاحها على الأعمال.
وقال نائب رئيس غرفة التجارة الأميركية لشؤون الشرق الأوسط وتركيا كوش تشوكسي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية، مساء أمس الاول الثلاثاء، إن الشركات الأميركية تثق حقا بالاستثمار والقيام بالأعمال التجارية مع الكويت وهو ما تم تأكيده مرارا خلال اللقاء.
وأكد أن رؤساء كبرى الشركات الأميركية الذيون شاركوا باللقاء تأثروا جدا بالمستوى العالي من المشاركة والصراحة والانفتاح من قبل الجانب الكويتي.
وسلط تشوكسي الضوء على الحوار الاستراتيجي الذي سيعقد في نوفمبر المقبل بالكويت قائلا «نتطلع إلى إرسال مجموعة قوية من قادة الأعمال الأميركيين إلى الكويت للمشاركة في الحوار لأننا نعتقد ان العلاقة التجارية معها لا تقل اهمية عن العلاقة السياسية والامنية».
من جانبه قال نائب رئيس شؤون الشرق الأوسط في غرفة التجارة الأميركية ستيف لوتز في تصريح مماثل لـ(كونا) إن غرفة التجارة الأميركية تشرفت جدا بلقاء سمو أمير البلاد والذي يعد فرصة لتسليط الضوء ليس فقط على أهمية العلاقة الاقتصادية بين البلدين بل ايضا القطاعات الجديدة التي يمكن للشركات الأميركية المشاركة فيها.
وأضاف «ندرك أن هناك روابط طويلة الأمد ومهمة في القطاعات الاستراتيجية بين البلدين ولكننا نتطلع إلى إقامة شراكات جديدة في مجالات مثل التجارة الإلكترونية والصحة والامن السيبراني».
وأكد لوتز ان «العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين نشطة للغاية وقوية وتتمتع بإمكانيات هائلة».
وأوضح ان الولايات المتحدة تدرك أن الكويت في وضع جيد ليس فقط كسوق في حد ذاته بل كمركز مالي وتجاري مهم في منطقة الشرق الاوسط وبوابة هامة الى جميع أنحاء العالم.
بدوره أشاد رئيس مجلس الادارة والمدير التنفيذي لشركة (ريثيون) الأميركية المتخصصة في انظمة الدفاع الدكتور توماس كينيدي في تصريح مماثل باللقاء الذي وصفه بأنه «ممتاز».
وقال إن سمو الأمير كان «واضحا جدا» في جعل الكويت بلدا أفضل في جميع المجالات من خلال العمل على تعزيز العلاقات مع الشركات الأميركية.
وأضاف كينيدي «الكويت بلد عظيم بالفعل للقيام بالاعمال التجارية وتم بالفعل تحديد بعض البرامج لجعلها اكثر جاذبية للاستثمارات من قبل الشركات الأميركية».
و أكد وزير المالية الدكتور نايف الحجرف حرص الكويت على تعزيز علاقاتها التجارية والاستثمارية واستمراريتها مع الولايات المتحدة، لافتا الى أن “هيئة تشجيع الاستثمار المباشر والهيئة العامة للاستثمار وجهت خلال اللقاء دعوة لـ16 شركة أميركية كبرى تعمل في مختلف المجالات للاستثمار في دولة الكويت».
وفي تصريح صحفي أدلى به على هامش لقاء رؤساء كبرى الشركات الأميركية التي تعمل بالكويت مع سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في واشنطن مساء أمس الاول ، قال الحجرف إن “الكلمة التي ألقاها سمو الأمير خلال اللقاء أكدت حرص الكويت على تنمية وتطوير علاقاتها مع الشركات الأميركية».
وأوضح الحجرف أن ما تم طرحه من قبل الشركات من تساؤلات واستفسارات قوبل بتبيان وشرح أبرز التطورات التشريعية والقوانين الاقتصادية التي صدرت بالكويت والتي تواكب وتلبي ما يرغب به المستثمر الأجنبي.
وتابع قائلا “لا يمكن أن نذكر هذا الملف بدون الإشادة بالجهود الكبيرة لهيئة تشجيع الاستثمار المباشر من خلال تواصلها وحضورها وتنظيم مثل هذا اللقاء إذ استغلينا الفرصة لنؤكد للجانب الأميركي أن الكويت دائما ترحب بالاستثمار البناء والعلاقات التجارية والاقتصادية والتي يمتد بعضها لـ50 سنة».
وبين أن الرسالة المهمة التي حرصوا على توجيهها لجميع الشركات التي حضرت هذا اللقاء المهم هي أن الكويت تبدأ اليوم مرحلة بقوانين تجارية نوعية وقوانين اقتصادية تشجع وجود المستثمر الأجنبي فيها وأيضا من خلال شراكات حقيقية بين الهيئة العامة للاستثمار وهذه الشركات الكبيرة.
وذكر إن “ما طرح من قبل هذه الشركات الأميركية فيما يتعلق بالبيئة الاستثمارية بالكويت يعطينا الدافع لكي يشارك القطاع الخاص الكويتي مع هذه الشركات بتحقيق النقلة المأمولة من خلال المشاريع التنموية الكبيرة التي تنفذ في الكويت».
وأعرب الحجرف عن أمله بأن يستكمل هذا اللقاء المهم بلقاء آخر حسب ما طرح بالاجتماع في الكويت والذي سيساهم بتعزيز العلاقات الثنائية لما فيه مصلحة الطرفين.
بدوره أشاد مدير عام هيئة تشجيع الاستثمار المباشر الشيخ الدكتور مشعل الجابر بلقاء رؤساء كبرى الشركات الأميركية التي تعمل بالكويت مع سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والذي ساهم بإطلاع الجانب الأميركي على آخر التطورات الاقتصادية في الكويت، مشيرا الى أن “اللقاء كان مثمرا وإيجابيا وسنتابع أعماله ونتائجه إذ انتهى بتوجيه سمو أمير البلاد الدعوة لهذه الشركات لزيارة الكويت بالقريب العاجل والاطلاع عن قرب على آخر تطورات البيئة الاقتصادية سواء على صعيد التشريع او إصدار قوانين اقتصادية حديثة او تطوير بعض القوانين السابقة او الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتسهيل بيئة الأعمال وجعلها أكثر مناسبة للشركات المحلية والأجنبية العاملة في الكويت».
وقال الشيخ مشعل في تصريح مساء أمس الاول إن “اللقاء الذي تم على هامش الزيارة الرسمية لسمو أمير البلاد الى واشنطن هدف الى إطلاع رؤساء الشركات الأميركية العملاقة عن قرب بآخر التطورات الاقتصادية بالكويت وكيف ساهمت هذه الشركات في خطة الدولة 2035».
وأضاف إن رؤساء الشركات قاموا خلال اللقاء بعرض خبراتهم وتجاربهم في الكويت وعلاقاتهم العميقة مع الشركات والجهات الحكومية في الدولة.
وبين الشيخ مشعل أن اللقاء هدف أيضا الى إرسال رسالة واضحة للشركات الأميركية عن جهود الكويت في تقليل الاعتماد على النفط من خلال إيجاد مصادر بديلة للدخل وجذب الاستثمارات النوعية ذات القيمة الاقتصادية المضافة والتكنولوجيا المطلوبة وتشجيع الإبداع والابتكار وتوفير فرص وظيفية للمواطنين الكويتيين عن طريق هذه الشركات.