يحتفل العالم يوم غد الاربعاء باليوم العالمي للعمل الخيري حيث اقرت الامم المتحدة الخامس من سبتمبر من كل عام يوما عالميا لتشجيع العمل الخيري وتثقيف الجمهور وتوعيته بأهمية الانشطة الخيرية في التخفيف من حدة الأزمات الانسانية حول العالم.

وتبرز أهمية العمل الخيري في التخفيف من الآثار الناجمة عن الكوارث والأزمات الانسانية ونشر الرسالة الانسانية في حالات الصراع والأزمات كما يوفر فرصا لتعزيز الترابط الاجتماعي الحقيقي بين الافراد ويسهم في خلق مجتمعات قادرة على مواجهة التحديات الانسانية بشمولية ومرونة.

من هنا استطاعت دولة الكويت ان تتقلد مكانة مرموقة في مجال العمل الخيري على مستوى العالم حتى استحقت تكريما دوليا خاصا من قبل هيئة الامم المتحدة بتسميتها (مركزا للعمل الانساني) واطلاق لقب (قائد العمل الانساني) على سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح.

وتعمل الجمعيات الخيرية الكويتية جنبا الى جنب مع القيادة السياسية على تقديم المساعدات الانسانية والاغاثية في حالات الكوارث والنكبات والحروب والمجاعات التي تنتشر حول العالم بغض النظر عن الدين أو الوطن او الجنس او اللون الى جانب ايصال الاحتياجات الأساسية من طعام وشراب وخدمات صحية وتعليمية الى المجتمعات الفقيرة.

ولعل دور المنظمات الخيرية الكويتية تجاه الازمات الانسانية ظهر واضحا وجليا في موقفها من الأزمة السورية وذلك منذ اللحظات الاولى لاندلاعها عام 2011 حيث بذلت الكويت على المستويين الرسمي والاهلي جهودا جبارة للتخفيف عن النازحين في دول الجوار لسوريا.

ففي عام 2012 اطلقت الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية حملة شعبية لاغاثة الشعب السوري بلغت حصيلتها نحو 75ر11 مليون دولار تبعها العديد من الحملات والمشاريع الخيرية مثل افتتاح قرية الكويت النموذجية للاجئين السوريين في تركيا وفي الاردن الى جانب مشاريع اغاثة اللاجئين السوريين في لبنان.

وفي يناير 2014 سارعت الجمعيات الخيرية الكويتية الى تلبية نداء سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الذي اطلقه لاغاثة الشعب السوري حيث عقد مؤتمر المنظمات غير الحكومية المانحة للشعب السوري على هامش المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا بمشاركة 165 منظمة انسانية وشخصية خيرية و70 جمعية خيرية من الكويت وخارجها كانت حصيلة تبرعاتها 142 مليون دولار.

واستكملت الهيئة الخيرية الاسلامية مسيرتها الخيرية حيث نجحت بتوجيه كريم من حضرة صاحب السمو أمير البلاد في تنظيم اربع مؤتمرات للمنظمات غير الحكومية المانحة لدعم الوضع الانساني في سوريا اسفرت عن تعهدات بلغت مليار و318 مليون دولار وذلك خلال الفترة من 2013 الى 2016 وضمن هذه التعهدات تم تنفيذ مشاريع تكلفتها مليار و254 مليون دولار.

كما نظمت الهيئة الخيرية في عام 2010 مؤتمرا للمنظمات غير الحكومية لتنمية واعمار شرق السودان الذي شهد صراعات مسلحة قادت الى ازمة انسانية وبلغت تعهدات هذا المؤتمر حوالي 120 مليون دولار.

وتتويجا لهذه الجهود المميزة اسند مجلس الوزراء الكويتي الى الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية مهمة تنظيم مؤتمر المنظمات غير الحكومية لدعم الوضع الانساني في العراق الذي عقد في فبراير 2018 وذلك بالتزامن مع المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق الذي استضافته الكويت في الفترة ذاتها.

وقد استطاع المشاركون في مؤتمر المنظمات غير الحكومية النجاح في التعهد بتقديم مساعدات الى الشعب العراقي بقيمة 330 مليون دولار منها 15 مليونا من جمعية السلام و10 ملايين دولار من جمعية العون المباشر و10 ملايين من جمعية النجاة الخيرية و10 ملايين من الجمعية الكويتية للاغاثة و5ر2 مليون دولار من جمعية الهلال الاحمر الكويتي.

ومن العمل المؤسسي الى العمل الفردي فقد جبل الفرد الكويتي على العطاء والعمل الخيري منذ نشأة الكويت وليس تنامي الايرادات الخيرية وأموال التبرعات إلا اكبر دليل على حب الخير المتأصل في أهل الكويت.

ومن ابرز الامثلة واعظمها على الانسان الكويتي المعطاء المغفور له الدكتور عبدالرحمن السميط الذي سخر حياته وجهوده خدمة للفقراء والمعوزين في قارة أفريقيا حتى اصبح أحد رموز العمل الخيري على مستوى العالم.

وقام الدكتور السميط رحمه الله خلال مشواره الانساني الحافل بإقامة العديد من المشاريع الخيرية في القارة الافريقية كبناء الآبار الارتوازية والمستشفيات والمستوصفات الطبية والمدارس وتوزيع الاغذية والادوية والملابس ورعاية آلاف الايتام وطلبة العلم وإقامة المشاريع الزراعية والسدود المائية ومراكز تدريب النساء وغيرها المئات من الأعمال والمشاريع الخيرية حتى استحق ان يكرم في حياته من قبل حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الذي منحه وسام الكويت ذو الوشاح من الدرجة الاولى وكرم بعد وفاته باطلاق الكويت جائزة عبدالرحمن السميط العالمية للعمل الخيري عام 2013 .

يذكر ان الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت في عام 2012 القرار 67/105 وبمبادرة من البعثة الدائمة لهنغاريا بإعلان يوم 5 سبتمبر يوما عالميا للاعمال الخيرية ليتزامن مع احياء الذكرى السنوية لوفاة الأم تيريزا التي كرست حياتها واعمالها الخيرة لصالح بعض أفقر اعضاء الاسرة البشرية واضعفهم.