اعتبر مختصون نفطيون لقاء المهندس على النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية، مع نظيره الأميركى آرنست مونيز فى الرياض أمس أنه من أبرز المباحثات المؤثرة في سوق النفط، خاصة فى ضوء توقعات واسعة بمزيد من التنسيق والتعاون بين كبار المنتجين لضبط إيقاع السوق والسيطرة على تداعيات الأزمة الراهنة للأسعار.
وفي هذا الإطار، أوضح كبير محللي « إي كنترول» لأبحاث النفط والغاز « ماركوس كروج، أن المحادثات السعودية الأميركية أشبه ما تكون ببرامج حوار بين المنتجين، يمكن أن تقلل حدة هذه المنافسة وتغلب أهداف التعاون والتنسيق لخدمة استقرار السوق الذى يعاني التوتر على مدار أكثر من عام مضى.
وأضاف، أن مخاوف تباطؤ الطلب ما زالت تلقي بظلال قوية على السوق في الفترة الراهنة بعد بيانات اقتصادية سلبية متوالية فى الصين واليابان والانكماش الصناعي فى الولايات المتحدة، مشيرا إلى أنها حالة مؤقتة وأن تقلص المعروض قادم نتيجة تباطؤ الاستثمار، كما أن خطط تحفيز النمو فى اقتصادات الدول المستهلكة قد تحقق نتائج إيجابية مع بداية العام المقبل 2016. ويرى المتخصون أن أجندة الأحداث الاقتصادية خلال الشهر الجاري والمقبل أنها الأكثر تأثيرا في رسم سياسة السوق النفطية العالمية خلال المرحلة المقبلة، وفى مقدمة ذلك مؤتمر الأمم المتحدة فى باريس حول التغير المناخي والضوابط الدولية المقترحة لتطوير الإنتاج فى قطاع الطاقة، واجتماع منتجي أوبك في 4 (ديسمبر) المقبل.
ويترقبون الاجتماع الوزاري لمنظمة أوبك الذى تحفل أجندته بعديد من القضايا المهمة والمؤرقة لقطاع النفط مع استمرار تراجع الأسعار وتأثر الاستثمارات وضغوط بعض المنتجين بقيادة فنزويلا نحو التدخل فى السوق، لتحسين مستوى الأسعار وتخفيف الأعباء على المنتجين والمستثمرين.
وقال عضو الائتلاف الدولي للطلب على الطاقة فيليب لويس، إن آفاق نمو الطلب فى مجال الطاقة ضخمة وواسعة لحد كبير، مضيفا «نحن فى حاجة إلى تعظيم موارد الطاقة من كل المصادر لأن التحديات كبيرة والاحتياجات أكبر وما زلنا ننظر إلى الاحتياجات فى مجال الطاقة على المستوى الفردي ولا نفكر جيدا في تطوير قدراتنا لمواجهة الطلب الواسع للمجتمعات بشكل عام».
وأضاف، أن فكرة التحكم فى سوق الطاقة والسيطرة على الصناعة، ما زالت رغبة ملحة وحلما لدى كثير من الدول، لكن هذا الأمر لن يتحقق أبدا، مبينا أنه يجب أن يدرك الجميع أن سوق الطاقة فى العالم تتغير وبسرعة كبيرة، مشيرا إلى أن الأفضل هو التركيز على المستقبل وعلى تقديم حلول متميزة للارتقاء بهذه الصناعة المهمة والحيوية.
وأشار إلى أهمية أن يدرك كل العاملين فى سوق الطاقة أنه «مهما تعمقت الخبرات لن نستطيع على وجه الدقة التنبؤ بما سيحدث في قطاع الطاقة في المستقبل، ولذا يجب أن نركز على تنمية المهارات وتطوير البنى التحتية إلى أفضل مستوى ممكن، كما يجب أن نسعى إلى تشجيع الابتكار ومن ثم يمكن التعامل الجيد مع المتغيرات في المستقبل». من جانبه أبلغ « مدير شركة «إنرجى فيل» البلجيكية رونى بلمانس، أن قضية كفاءة الطاقة باتت تحديا كبيرا يواجه كل العاملين فى مجال الطاقة سواء التقليدية أو المتجددة، مشيرا إلى أن شركة «إنرجي فيل» قامت أخيرا بتنفيذ مشاريع بقيمة 40 مليون يورو فى مجال تطوير إدارة المشاريع وتحسين كفاءة استخدام الطاقة.
ولفت إلى أن قضية تكثيف الجهد من أجل زيادة الاعتماد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح فى توليد الكهرباء باتت أمرا مهما وملحا على جميع اقتصادات دول العالم، مشيرا إلى أن زيادة الاستثمار فى هذه المجالات تحتاج إلى مزيد من الشراكة والتعاون بين الحكومات والقطاع الخاص، معتبرا أن الاستثمارات فى مجال الطاقة المتجددة هى استثمارات المستقبل وستحقق نموا وربحية متضاعفة مع مرور السنوات.
وشدد على ضرورة الاهتمام باللامركزية فى إمدادات الطاقة وعلى تطوير الخدمات والمنتجات والعمل دوما على تلبية حاجات وتطلعات المستهلكين، خاصة أن قطاعا كبيرا من سكان العالم يفتقد إلى الاحتياجات الأساسية من الطاقة، خاصة لأغراض الكهرباء والتدفئة والطهي وغيرها ومجالات الطاقة المتجددة واعدة وغير مستغلة بالشكل الأمثل حتى الآن.