أجمع اقتصاديون وعلماء دين على قدرة الاقتصاد التركي على تجاوز أزمة تراجع الليرة الناجمة عن الهجمة الاقتصادية على البلاد. جاء ذلك خلال ندوة، بإسطنبول، شارك فيها عشرات من علماء المسلمين ورجال أعمال أتراك وعرب ومنظمات عربية، لمناقشة تداعيات وسبل دعم الليرة التركية. وقال “إسرافيل كولاري”، رئيس جمعية رجال الأعمال الأتراك “الموصياد”، في مؤتمر صحفي عقب الندوة، إنه عقب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً، قامت روسيا وأوروبا والصبن وغيرها من الدول بإرسال رسائل الدعم لتركيا، وهذا يؤكد أن تركيا ليست وحدها التي تعترض على القرار الأمريكي والهيمنة الأمريكية.
الى ذلك ، قال وزير الخارجية الصربي ايفيتسا داتشيتش أمس ان صربيا لن تشارك في أي تحالف يعمل ضد تركيا مؤكدا حرص بلاده على حماية مصالحها مع الجانب التركي. واضاف داتشيتش في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو بمدينة (أنطاليا) بجنوبي تركيا ان صربيا وقفت مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان منذ اللحظات الأولى لمحاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016.
واوضح ان العلاقات بين صربيا وتركيا شهدت أخيرا تنظيم زيارات متبادلة لكبار المسؤولين واصفا زيارة اردوغان لصربيا في أكتوبر الماضي ب “العهد الجديد” بين البلدين.
واكد عزم حكومة بلاده على تحسين العلاقات مع تركيا في جميع المجالات بخاصة في قطاعي الاقتصاد والثقافة مشير الى احتفال البلدين العام المقبل بالذكرى السنوية ال140 لبدء العلاقات الدبلوماسية بينهما.
وأكد حرص صربيا على حماية مصالحها مع تركيا والعمل من أجل مصالح جميع الجاليات البلقانية التي تعيش في تركيا والجالية المسلمة في صربيا.
من جانبه قال جاويش أوغلو ان حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو مليار دولار مؤكدا العمل على تعزيز العلاقات في الجانب الاقتصادي لزيادة قيمة التبادل التجاري الى ثلاثة مليارات دولار في المرحلة المقبلة.
وأشار الى تزايد استثمار رجال الأعمال الأتراك في صربيا وارتفاع عدد السياح الأتراك الذين يزورون صربيا علاوة على تنفيذ مشاريع من بينها الطريق السريع الذي يربط بين بلغراد وسراييفو في البوسنة. وأضاف كولاري، في كلمة له بالمؤتمر، “تركيا تجاوزت الكثير من المخاطر، والأعداء اليوم يتجاهلون نقطة أن الاقتصاد التركي لم يعد كما كان في الماضي”.
وشدد على أن البلاد تتمتع حاليًا ببنية قوية وقف شعبنا خلفها بكل قوة، وليس فقط في الشأن الاقتصادي بل في كل المجالات.
وأشار إلى أن “أصدقاؤنا من العالم الإسلامي لهم في قلوبنا مكانًا خاصًا، ونشجب الحملة السياسية المسيسة ضد تركيا، لأننا ضد الظلم بكل أشكاله وعلى أي دولة”.
وأكد البيان الصادر عن الندوة أن “الإجراءات والتّصريحات الأمريكيّة واختلاق الذرائع للعدوان تثبت بما لا يدع مجالًا للشكّ بأنَّ تركيا مستهدفةٌ لما تمثّله اليوم في العالم الإسلاميّ، من عنوان للتحرّر من الظلم، ودعم قضايا الأمة، ومساندة المستضعفين في الأرض”.
وأشار البيان الختامي الذي تلاه نواف التكروري رئيس هيئة علماء فلسطين بالخارج، إلى أن “المستهدفَ ليس تركيا وحدها بل كلّ الأمّة التي لا يراد لها النّهوض”.
وأثنى البيان على “شعوب الأمّة الحيّة على تحرّكها لمناصرة تركيا الشقيقة، في مواجهة الهيمنة الأمريكيّة، وقد شهدت الأيام القليلة الماضية ضروبًا من التّعاطف والدّعم من شعوب الأمة في مختلف بلاد المسلمين”.
ودعا البيان إلى “دعم قطاعات الاقتصاد التركي من صناعة وسياحة وزراعة وتشجيع المستثمرين وتطمينهم، ودعم مبادرات الحكومة التي تهدف الى تخفيض الديون الخارجية والتعاون مع الحكومة في السياسات طويلة الأمد. بالإضافة إلى دعوة السياح والزائرين لقضاء إجازاتهم في تركيا وتشجيع السياحة العلاجيّة، وعدم الاستماع للمثبطين الذين آثروا أن يكونوا في صفّ الباطل”.