هي سفينة شراعية كويتية اشتهرت قديما بنقل المياه العذبة بانتظام بين ساحل الكويت وشط العرب لتلبية حاجات سكان الكويت من مياه الشرب والطبخ وغيرهما من الاستخدامات اليومية.وكان للبحر دور كبير في حياة اهل الكويت قديما قبل ظهور النفط إذ كانت البلاد حتى اربعينيات القرن الماضي تستورد ما يحتاجه السكان من المياه العذبة يوميا عبر السفن الشراعية (ابوام المياه) التي تحتوي على خزانات خشبية خاصة بالمياه.وجاء في في كتاب رسالة الكويت (المجلد الثاني) الصادر عن مركز البحوث والدراسات الكويتية انه مع ازدياد عدد السكان والحاجة الى المياه العذبة أنشئت في عام 1940 شركة مساهمة بين الحكومة والتجار اطلق عليها اسم (شركة ماء الكويت) لتوفير ما يحتاجه السكان من المياه العذبة.وأوضح الكتاب أن هذه الشركة أوصت صانع السفن الشهير آنذاك المرحوم أحمد بن سلمان الاستاذ لصنع نحو عشرين سفينة من نوع (بوم ماء).وأضاف أن (بوم الباز) كان من بين هذه السفن العشرين التي صنعها أحمد بن سلمان وقد تعاقب على قيادته الكثير من نواخذة الماء الكويتيين الى ان بدأ الاستغناء عن هذه السفن في أواخر الاربعينيات بعد اكتشاف البترول في صحراء الكويت.وورد في الكتاب ان النوخذة الإيراني احمد حسين اشترى بوم (الباز) من شركة الماء الكويتية واجرى بدوره بعض التعديلات عليه ليتحول من سفينة لنقل المياه العذبة الى سفينة لنقل البضائع التجارية من دبي الى ميناء (كنكون) الايراني والعكس.وبعد فترة من الزمن قرر النوخذة احمد حسين بيع (الباز) للكويتيين "لانهم احق به من غيرهم" كما قال ليصل هذا البوم الى وطنه بعد غياب دام نحو 65 عاما عن طريق جره بحرا ليمكث اربعة أشهر في ميناء الدوحة الكويتي قبل ان يرفعه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب إلى الساحل.وفي يناير 2007 تضافرت الجهود ورفع (الباز) على شاحنة اوصلته الى مقره الأخير بالقرب من سفن تراثية معروضة خلف المدرسة الشرقية مقابل سوق شرق داخل الكويت القديمة ومنها بوم (الحربي) وهي سفينة تراثية من نوع (البوم القطاع) واللنج (غزال).