استذكر نواب في مجلس الأمة بطولات وتضحيات الشعب الكويتي في مقارعة الاحتلال العراقي، وعودة الكويت حرة أبية، مشددين على ضرورة تخليد هذه الملحمة التي جسدت الفداء والتضحية من أجل حرية البلد.
وأكد النواب في تصريحات متفرقة بمناسبة الذكرى الثامنة والعشرين للغزو العراقي الغاشم ضرورة استخلاص العبر من هذه الذكرى الأليمة وأهمية المحافظة على اللحمة الوطنية التي شكلت خط الدفاع الأول عن البلد في الداخل والخارج.
وأشار نائب رئيس مجلس الأمة عيسى الكندري الى بطولات وتضحيات شهداء الكويت الأبرار وصمودهم وقت الغزو العراقي للكويت، مطالبًا باستلهام الهمم من هذه البطولات بإنهاء الخلافات السياسية والتلاحم خلف القيادة.
وقال الكندري «في الذكرى 28 للغزو العراقي نستذكر بطولات شعبنا وتضحيات شهدائنا الأبرار وصمود الكويتيين ووقفة العالم مع الحق، وعلينا أخذ العبرة من الماضي وإنهاء خلافاتنا السياسية».
وأعرب الكندري عن تمنياته بأن «يسود التصالح والوئام المرحلة المقبلة وأن نتلاحم جميعًا خلف قيادتنا متمثلة بسمو الأمير».
وفي هذا السياق، أكد النائب عسكر العنزي أن «البطولات والتضحيات التي قدمها أبناء الكويت في محنة الغزو العراقي الغاشم كانت مثالًا رائعًا على وحدة الشعب الذي رفض الاحتلال وانصهر في بوتقة الوطن وتآلفت تكويناته وكانت يدًا واحدة في صد العدوان الذي أراد طمس تاريخ شعب وابتلاع جغرافيا وطن».
وقال العنزي « ونحن نستذكر الغزو علينا أن نستخلص الدروس والعبر فجميع الكويتيين في يوم 2/ 8 أرخصوا الدماء من أجل تحرير الوطن من براثن الغزو الغاشم.
وأعرب عن تمنياته بأن تطوى صفحة الخلافات بجميع أشكالها بين أبناء الشعب الواحد وأن يرسم أهل الكويت صورة جديدة للتآلف الاجتماعي والتلاحم الشعبي وأن يتم توجيه الجهد نحو التنمية وتنفيذ المشاريع.
وأشاد بمواقف دول الخليج العربي وخصوصًا المملكة العربية السعودية إذ احتضنوا إخوانهم بكل حب وود معبرين عن قوة الروابط الأخوية والاجتماعية، مؤكدًا أن فرحة التحرير وخروج قوات الاحتلال من أرض السلام هي الذكرى الخالدة في أذهان الكويتيين قاطبة.
وسأل عسكر المولى - عز وجل - أن يحفظ الكويت وشعبها وأميرها سمو الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد من كل سوء.
من جهته، دعا النائب ثامر السويط الحكومة والشعب الكويتي كافة إلى اتخاذ الذكرى الثامنة والعشرين للغزو العراقي الغاشم مناسبة ودافعًا للتوحد والالتفاف صفًّا واحدًا تحت راية الوطن وتجاوز جميع الخلافات والاختلافات بين الأفراد في المجتمع.
وأضاف السويط « ما قام به الشعب الكويتي في 2 اغسطس 1990 ولمدة 7 أشهر مثال يحتذى به ووقائع تدرس للأجيال القادمة في الصمود والإيمان بانتصار الحق مهما قويت شوكة الظلم».
وأضاف «لقد استطاع شعب أعزل الصمود أمام آلة البطش والوحشية التي مارسها النظام العراقي آنذاك، حتى تحقق التحرير بفضل الله ثم بجهود الشعب الكويتي والأشقاء والأصدقاء في الخارج».
وأكد أن الشعوب الحية في مختلف دول العالم تتوحد وتقوى إذا مرت في حروب أو كوارث كما حصل ذلك في اليابان ودول أخرى تعرضت لمجازر طاحنة.
وأضاف أن  تلك الدول طوعت تلك المحن والمصائب وخلقت منها انطلاقة جديدة نحو التنمية والتطور وتجاوز الأخطاء، مشددًا على أن الشعب الكويتي شعب حي وشجاع ولن يكون أقل من تلك الشعوب المتطورة.
وأوضح  «أننا الآن في مرحلة مختلفة بعدما فتحت الكويت صفحة جديدة مع الجارة الشقيقة العراق، لا سيما بعد التغيير الكبير الذي حدث لها طوال السنوات الماضية وسقوط النظام الصدامي، ولكن بطبيعة الحالة فإن ذلك لا يمنع من استذكار تلك التجربة الأليمة والاستفادة منها في اتخاذ كافة أسباب الحذر والترقب».
وشدد السويط على ضرورة عدم التهاون أو التقصير في مسألة حماية البلد داخليًّا وخارجيًّا وتقوية المؤسسات العسكرية خاصة في ظل الوضع الحالي في الإقليم بشكل عام وفِي العراق بشكل خاص، نظرًا لما يشهده من مظاهرات واحتجاجات شعبية وصلت إلى الحدود الكويتية في بعض الأحيان.
من ناحيته، أكد النائب الدكتور حمود الخضير أن ذكرى الغزو العراقي الغاشم لبلدنا ليست مجرد حدث عادي أو عابر رغم انقضاء سنوات على هذه المحنة التي وقعت عندما أراد المحتل أن يمحو دولة الكويت عن الخارطة، مبينًا أن هذه الذكرى ستبقى دافعًا لنا جميعًا لنعمل على الحفاظ على الكويت واستخلاص العبر والاستفادة من أخطائنا.
وأوضح أن هذه الذكرى تمر علينا في أجواء إقليمية ودولية مقلقة تتطلب منا التعاون وتغليب المصلحة الوطنية على أي اعتبار، مؤكدًا أننا لم ننس ولن ننسى الفترة العصيبة التي أصبحنا فيها بلا وطن بسبب غطرسة وجحود النظام العراقي البائد الذي تنكر للجميل والجيرة.
ونوه ببطولات الكويتيين وصمودهم، كما تقدم بالشكر لكل من كان له دور في دعم صمود الكويتيين وتحرير بلادهم، من الأشقاء والأصدقاء الذين لا تنسى الكويت أفضالهم بعد فضل الله، سبحانه وتعالى.
وشدد على أن الكويتيين كانوا وسيظلون الدرع الذي يتصدى لمحاولات الأعداء النيل من كرامتنا أو أمن بلدنا، ولن يقبلوا بإذن الله بتكرار سيناريو الغزو من أي كان، مؤكدًا أن أرواحنا ستبقى رخيصة في سبيل بقاء الكويت واحة أمن وأمان. ومن جانبه، استذكر النائب ماجد المطيري، البطولات الخالدة التي سطرها أبناء الكويت في محنة الغزو العراقي الغاشم مبديًا اعتزازه وفخره بأبناء الوطن.
وأعرب عن تمنياته بأن تطوى صفحة الخلافات السياسية بين أبناء الشعب الواحد ويعود الكويتيون مجددًا صفًّا واحدًا مستلهمين من محنة الغزو الغاشم العبر والدروس مؤكدًا أهمية التمسك بقيم التلاحم الوطني التي سطرها الكويتيون اثناء الاحتلال.
وثمن المطيري، موقف دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي احتضنت الكويتيين حكومة وشعبًا ومن أراضيها حلقت طائرات التحرير.
وأكد أن التفاف العالم بأسره والدول الكبرى تحديدًا حول الشرعية الكويتية ما كان ليحدث لولا حكمة حكام الكويت وأبناء الأسرة الحاكمة.