اصدرت جمعية الصداقة الايطالية الكويتية كتابا ايطاليا جديدا بمناسبة الذكرى ال28 للغزو العراقي لدولة الكويت عام 1990 يوثق التضامن الشعبي الايطالي مع الكويت لاسيما خلال فترة الغزو.وقدم رئيس تحرير صحيفة (لا ناتسيوني) الايطالية الأسبق أومبيرتو تشيكي الكتاب الذي يحكي الوقائع التاريخية للغزو العراقي وأصدائها ببعدها الانساني والشعبي في ندوة خاصة بمشاركة سفير دولة الكويت لدى ايطاليا الشيخ علي الخالد الصباح ورئيس جمعية الصداقة الايطالية الكويتية ومؤسسها بيير أندريا فاني بقصر "فيللا ستيبريت" بمدينة فلورنسا.وقال تشيكي ان الكتاب الذي حررته الصحفية أورورا كاستيلاني بعنوان "بجانب بلد صغير: التزام جمعية الصداقة الايطالية الكويتية من عام 1990 حتى اليوم" يروي جهود ومبادرات الجمعية التي ولدت غداة الغزو العراقي الغاشم من رحم أول حركة شعبية للتضامن مع الكويت وحريتها.وأضاف أن "الكتاب الصادر بمناسبة الذكرى ال28 للغزو العراقي في 270 صفحة يوثق نشاط أول جمعية شعبية مدنية في الغرب هبت لمساندة الحق الكويتي بتسجيل الأحداث والوقائع والشهادات وصور غير معهودة لمراحل العلاقة المتجذرة بين الكويت ومدينة فلورنسا واقليم توسكانا وإيطاليا وما شهدته من فعاليات وزيارات والجهد البرلماني لمتابعة قضية الأسرى الكويتيين من أجل تحريرهم".من جانبه قال رئيس مجلس مدينة فلورنسا أندريا تشيكاريللي خلال الندوة ان "المشاعر والقيم تجاه الكويت وشعبها لازالت هي ذاتها كما كانت في عام 1990 عندما كان يتولى عمدة فلورنسا جورجو موراليس الذي تولى الرئاسة الفخرية لجمعية الصداقة الايطالية الكويتية مشيرا الى قيام برلمان فلورنسا باعلان التوأمة مع مدينة الكويت.من جهته اعتبر مؤسس ورئيس جمعية الصداقة الايطالية الكويتية بييرأندريا فاني الكتاب "شاهدا على تاريخ الجمعية اذ يلقي الضوء على دور الزخم الشعبي الذي جسدتها واسهاماتها في مد وتشعب جذور الصداقة والتعاون الايطالي مع الكويت في كافة الاتجاهات" معلنا عن قرب اصدار نسخة لذلك الكتاب باللغة الانجليزية.واضاف فاني ان الكتاب وثق "لحظات مهمة في خضم أحداث جسام وخلفيات غير معروفة شارك فيها وواكبها كثيرون ممن انخرطوا في بناء قاعدة راسخة للصداقة والتعاون مع الكويت.وأكد رئيس الجمعية متانة "العلاقة الخاصة المتشابكة" التي تربط مدينة فلورنسا بالكويت على الصعيد الرسمي والشعبي مشيرا الى أهمية دور التواصل الثقافي في تعميق جذور الصداقة بين الشعوب وخاصة بين ايطاليا ودولة الكويت.ولفت في هذا السياق الى المبادرات العديدة التي قامت بها الكويت ازاء ايطاليا والتي كان اخرها مساهمتها في ترميم قطعتين أثريتين من العصور الاسلامية في أحد أهم متاحف مدينة فلورنسا الذي يرتادها ملايين الزوار من أرجاء العالم.بدوره أشاد سفير الكويت لدى ايطاليا الشيخ علي الخالد باصدار هذا الكتاب الذي يوثق "قصة حية من التضامن والصداقة والتعاون بين شعبين تربطهما قواسم مشتركة عديدة انطلاقا من مدينة فلورنسا لما لها من مكانة ودور حضاري وتاريخي يتجاوز ايطاليا كمنارة مشعة" وقال السفير الخالد لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان هذا الكتاب يعد "انجازا مهما يضاف الى رصيد جمعية الصداقة الايطالية الكويتية لما تحويه صفحاته من وثائق واحداث هامة ومضيئة للعلاقة المميزة التي تجمع ايطاليا ودولة الكويت.وأضاف ان الكتاب يوثق كذلك منظورا آخر للتفاعل الكويتي الحي مع المجتمع الدولي وشعوبه خلال فترة العزو العراقي وهي سابقة تاريخية فريدة للدفاع عن حقه وحريته والعمل على طرد المعتدي وتحرير الكويت.وذكر انه بفضل المكانة التي اكتسبتها الكويت وحكمة القيادة السياسية والعمل الدبلوماسي الذي قاده سمو أمير البلاد قائد العمل الانساني الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عندما كان وزيرا للخارجية انذاك توجت تلك الجهود بتحرير الكويت من براثن الغزو العراقي.واوضح أن المستويات الممتازة التي بلغها التعاون الكويتي الايطالي في كافة الاتجاهات وما تشهده العلاقات الثنائية من نمو مطرد الى آفاق من الشراكة الخاصة هي أيضا من بنات المواقف المبدئية والتاريخية وتجسيدها سواء عبر القنوات الرسمية وصولا للمشاركة المتقدمة في معركة التحرير الكويت أو عبر التواصل الشعبي الذي جسدته جمعية الصداقة بجهدها الدؤوب على مدى 28 عاما.واستذكر السفير الخالد "شهداء الحرية والعزة من أبناء الكويت الأبطال الذين بذلوا أورواحهم الطاهرة للذود عن وطنهم ودفاعا عن الحق وعن دولتهم الأبية ليحفروا سجلا من الفداء والقدوة والاقدام منيرا في ذاكرة وتاريخ الكويت وفي قلوب شعبه الأصيل في أعلى وأغلى مثالا تستلهمه الأجيال.