قالت هيئة مراقبة حكومية أمريكية اليوم الثلاثاء إن قوات الأمن الأفغانية لا تقوم بتعزيز سيطرتها في البلد الذي يمزقه الحرب وأن كابول لا تزال غير مكترثة بالتصدي للفساد المستشري.
ويبرز التقرير الأخير للمفتش الخاص لإعادة بناء أفغانستان، والذي يأتي بعد سنة تقريباً على كشف الرئيس دونالد ترامب استراتيجية جديدة لأفغانستان، المشكلات المستمرة التي تحول دون إحراز تقدم منذ سنوات.
وأشار تقرير المفتش الخاص إلى تقرير لوزارة العدل الأمريكية قال إن "الوضع في أفغانستان يتسق مع حكومة خارجة عن القانون وضعيفة وتعاني من خلل مؤسساتي إلى حد كبير فيما العديد من قضايا الفساد دون حل لغياب الإرادة السياسية".
ويصف التقرير المشكلات التي يعاني منها "المركز العدلي لمكافحة الفساد" الذي أسسه الرئيس أشرف غني في 2016 للنظر في قضايا فساد كبيرة تتهم فيها شخصيات مهمة مدنية وعسكرية.
وتعد أفغانستان إحدى أكثر الدول فساداً في العالم، بحسب منظمة الشفافية الدولية، التي تقول إن آفة الرشى تتغلغل في كل المؤسسات العامة تقريباً ومنها الجيش، ولكن بدلاً من ملاحقة قضايا كبيرة، فإن مركز مكافحة الفساد تصدى لمخالفات أقل شأناً، كقضية في مكتب جوازات السفر في هرات، حيث اتهم مسؤولان بتلقي رشى بقيمة 70 دولار تقريباً.
واغتيل 3 من محققي الشرطة في أعقاب انطلاق جلسات مركز مكافحة الفساد للنظر في قضايا كبرى في كابول، فيما يخشى الموظفون على حياتهم، وفي ميدان المعارك فإن قوات الأمن الأفغانية، واعتباراً من منتصف مايو(أيار) الماضي، لم تقم بتعزيز سيطرتها ونفوذها على مناطق خاضعة له، فيما بقيت مساحات الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة نفسها لأكثر من سنة.
وفي المقابل، تراجعت قليلاً مساحة الأراضي التي تبسط عليها طالبان سيطرتها أو نفوذها، فيما باتت مناطق أخرى تعتبر متنازع عليها، وكشف الرئيس دونالد ترامب العام الماضي استراتيجية لجنوب آسيا للتصدي للمشكلات في أفغانستان من خلال إجراءات إقليمية أوسع تتضمن الضغط على باكستان كي تبذل المزيد من الجهود لمواجهة طالبان.
والهدف هو إقناع طالبان، من خلال الضغط الدبلوماسي والعسكري والاجتماعي، بأنه لا يمكنها الانتصار وعليها اختيار المصالحة، وفي الأسابيع الاخيرة، ذكرت تقارير أن مسؤولين أمريكيين التقوا بمسؤولين من طالبان، علماً بأن واشنطن تصر على أن أي عملية سلام ستكون بقيادة الأفغان.
وأثارت هدنة غير مسبوقة لـ 3 أيام بين القوات الأفغانية وطالبان في يونيو(حزيران) الماضي، الآمال بإمكانية تحقيق السلام في الدولة التي تمزقها الحرب.