بات الخروج من الأزمة الراهنة للرياضة الكويتية مع المنظمات الدولية أشبه بالخيال، لاسيما في ظل تصعيد من الحكومة الكويتية، ممثلة في الهيئة العامة للشباب والرياضة ووزراة الشباب من جهة، وبين اللجنة الأولمبية الكويتية ورئيسها الشيخ طلال الفهد من الجهة الأخرى.
فالحكومة الكويتية رمت بآخر أوراقها عبر الكشف عن خطاب عضو مفوضي اللجنة الاولمبية الدولية باتريك هيكي، والذي شرح فيها اسباب الإيقاف وأنه جاء من خلال شكوى للأولمبية الكويتية بوجود تدخل حكومي وتعارض للقوانين.
ورد الشيخ طلال الفهد عبر جمعية غير عادية للجنة الأولمبية برفض مقترح يقتضي بارسال ما يفيد بأن القوانين الكويتية لا تتعارض مع الدولية، وان الحكومة لا تتدخل في الشان الرياضي، وهو ما يعني أن الفرصة الوحيدة لحلحلة الأمور ورفع الإيقاف المنتظر من الأولمبية الدولية المقرر غدا بات أمرا مستحيلا.
كما وصل الكويت كتاب آخر من اللجنة الأولمبية الدولية يبرأ ساحة اللجنة الأولمبية الكويتية، ويتهم الحكومة بالسبب في الأزمة.
وطال الايقاف الفعلي بعض الاتحادات الكويتية ومنها اتحاد القدم، وحرم الكويت والقادسية من التقدم إلى نهائي كاس الاتحاد الآسيوي، وحاولت الأندية عبر كتاب إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم رفع الايقاف عن الكرة، بكتاب وقعت عليه جميع الأندية، بعدم وجود تدخل حكومي، وعدم تعارض القوانين، لكن فرص هذا الكتاب باتت ضعيفة في ظل رفض الاتحادات ارسال كتاب مماثل قدمه اتحاد السباحة.
 ووقعت  5 اتحادات فقط  على كتاب اتحاد السباحة، القاضي بالخروج من الأزمة هي تحادات الكراتيه، والسلة، والتنس الأرضي، والملكمة إلى جانب السباحة،  وهو ما يعني رفض أغلب الاتحادات الكويتية الاقرار بعدم وجود تعارض، وعدم وجود تدخل حكومي وهو ما زاد الأمور تعقيدا.
وما زاد الأمور تعقيدا ايضا اتهام صريح من الشيخ طلال الفهد بوجود تهديدات صريحة من متنفذين في الحكومة الكويتية ضد القائمين على الاتحادات، والأندية، من أجل توقيع كتب وارسالها إلى الأولمبية الكويتية، وإلى الاتحادات التي فرضت عقوبة الإيقاف، بل إن الفهد أوعز ان التهديدات وصلت لحد التحويل إلى النيابة وما شابه ذلك.
وفضلت الحكومة الكويتية الصمت بعد الحديث عن التهديدات التي كشف عنها الفهد صراحة للمرة الأولى، حيث اكتفى الفهد في اجتماعه السابق مع الأندية بالقول نتفهم الضغوط الملقاه على عاتق الأندية، في حين جاء التصريح من دون التلميح في اجتماعه مع لاتحادات ليكشف ان السكين وصلت للعظم، ولن تنفع المسكنات التي لجأ إليها منذ اتهامه وشقيقه الأكبر احمد الفهد برقلة مسيرة الرياضة الكويتية، واخيرا تسببهم في الإيقاف الذي حل على بعض الاتحادات، ومن ثم سيطول كافة النشاط الرياضي في الكويت في تاريخ 27 الجاري.
الموقف الكويتي بات في حاجة لمعجزة من أجل الوصول لحل توافقي يرضي جميع الأطراف، وينتشل الرياضة الكويتية من الضياع، ومن ضربة قاضية ربما ستؤخر البلاد رياضيا لسنوات طويلة في المستقبل.