تشدّ المرحلة العاشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز، أنظار محبّي الكرة حول العالم، حيث يستقبل مانشستر يونايتد جاره اللدود سيتي في دربي المدينة «الساخن» اليوم.
تندرج النسخة السابعة والثلاثين، من الدربي الإنجليزي المحتدم لحساب الـ»بريميرليغ»، ضمن إطار تنافسي «ملتهب»، حيث أنّ فوز مانشستر يونايتد (الثالث بـ19 نقطة) على جاره (المتصدّر بـ21 نقطة) وخسارة الوصيف أرسنال (19 نقطة) على ميدانه أمام إيفرتون، سيمنح الصدارة لزملاء واين روني.
وبالتالي، فإنّ قيمة الرهان الموضوع على القمة الكلاسيكية قد يضيف إليها بعضا من بهارات الإثارة التي افتقدناها في المباريات الأخيرة، نظرا لابتعاد «الشياطين» عن المنافسة الفعلية على لقب الدوري.
 توقيت مثالي
لا شكّ أن النسخة الحالية من الدربي، تسجّل حضورها في توقيت مثالي بالنسبة لرائد قلعة «الاتحاد»، الذي يعيش فترة طيّبة، شحن بفضلها رصيدا ثمينا من الثقة والاستقرار، الذين افتقدهما خصوصا منذ إصابة نجم هجومه «القناص» الأرجنتيني سيرخيو أغويرو.
منذ سقوطه المدوّي على أرض «وايت هارت لاين» بنتيجة 4-1 أمام توتنهام هوتسبير، سجّل زملاء القائد الإيفواري يايا توريه استفاقة ملفتة على الصعيدين الأوروبي والمحلي، استهلّها من أرض بوروسيا مونشنغلادباخ حين فاز عليه 2-1 قبل أن يضيف فوزا جديدا على  إشبيلية بالنتيجة ذاتها، في حين كانت انتفاضته «مرعبة» في البريميرليغ بفوزين ساحقين على نيوكاسل يونايتد (6-1) وبورنموث (5-1).
ويأمل «المواطنون»، الباحثون عن فوزهم الثاني عشر في الدربي والخامس على أرض «أولد ترافورد» وذلك منذ عام 1992، تاريخ نشأة المسابقة بمسمّاها الجديد «الدوري الإنجليزي الممتاز»، في مواصلة توهّج الثنائي، البلجيكي اليافع كيفين دي بروين صاحب 5 أهداف في آخر 9 مباريات «خاضها بشكل عام مع سيتي في جميع المسابقات»، ورحيم ستيرلينغ الذي وقّع ثلاثية «هاتريك» في آخر مباريات الدوري ضد بورنموث.
 عصفوران بحجر
خسارة أرسنال أمام إيفرتون أو تعثره بالتعادل، سيعطي مان يونايتد ضمانة كاملة لاقتلاع الصدارة بفارق نقطة عن سيتي في حال تحقيق الفوز.
هذا الهدف، سيكون مسعى المدرب لويس فان غال الأساسي لبث الثقة في قلوب جماهير «رد ديفلز»، الآملة في استعادة بريق فريقها الأكثر تتويجا بلقب الدوري الإنجليزي، بيد أنّ هؤلاء الأنصار يصابون ببعض خيبات الأمل من حين إلى آخر جرّاء اضطراب نتائج الفريق الذي حقّق في مبارياته العشر الأخيرة ضمن جميع المسابقات، 6 انتصارات و3 هزائم وتعادل وحيد جاء في المباراة الأخيرة لحساب دوري الأبطال على أرض سسكا موسكو الروسي (1-1).
فوز في الدربي على أرض الأولدترافورد سيحقّق لفان غال وفريقه مكاسب لا تحصى و لا تعدّ، لا سيما أنّ آليات الفريق بدأت تعمل بشكل مميّز خصوصا في خطّي الوسط بقيادة الألماني المخضرم باستيان شفانشتايغر، والهجوم بقيادة الخبير واين روني والقنّاص الفرنسي أنطوني مارسيال.
روني.. زعيم الدربي
دربي مانشستر.. هو حدث خاص لكل اللاعبين المعنيين به باعتباره أقصر طريق للفوز بقلوب المشجعين، نظرا لما يكتنزه هذا الموعد من عداوة وازدراء بين جماهير الفريقين.
واين روني، نجم مان يونايتد، هو أحد أفضل من استثمر هذا الحدث ليصبح معبود جماهير النصف الأحمر للمدينة، كيف لا وهو هدّاف هذه القمة بـ11 هدفا، ويستذكر له التاريخ لمحات عانقت السحاب، يكفي أن نسترجع منها ركلته الإزدواجية الخرافية في دربي موسم 2011-2012 على أرض «مسرح الأحلام».
تجدر الإشارة، إلى أنّ روني يحتكر صدارة هدافي الدربي متفوّقا على نخبة من عظماء الكرة الإنجليزية، منهم وصيفاه نجمي سيتي السابقين جوي هايز وفرانسيس لي (10 أهداف لكل منهما)، وقيدوم يونايتد بوبي تشارلتون (9 أهداف)، في حين يحلّ أغويرو المُصاب رابعا في القائمة (8 أهداف).
المواجهات المباشرة
على ملعب «أولد ترافورد» لطالما كانت الغلبة لأهل الدار فمن مجموع 36 مواجهة حدثت بينهما انطلاقا من عام 1992، فاز يونايتد في 19 مباراة، منها 10 على أرضه سجّل فيها 34 هدفا.
أما سيتي الذي بصم على 11 فوزا في مجمل المواجهات منذ 92 أيضا، فقد فاز على أرض جاره في 4 مناسبات فقط وسجّل 25 هدفا، في حين تعادل في 4 لقاءات على مسرح اليونايتد.
سقطات لا تنسى
هذا الدربي الشهير يحتوي أيضا على نتائج تاريخية، وسقطات عظمى سجّلها الفريقان في مشوار مواجهاتهما منذ أول صدام في 6 ديسمبر 1992، وفيما يلي نرصد لكم الهزيمة الأكبر والمباراة الأكثر إثارة:
السقوط الأكبر: كان من نصيب مانشستر يونايتد الذي تكبّد على ملعبه هزيمة نكراء أمام جاره بلغت نتيجة (1-6) وكان ذلك بتاريخ 23 أكتوبر 2011، في حين كانت أثقل نتيجة يخسر بها مانشستر سيتي أمام اليونايتد (5-0) على أرض أولد ترافورد بتاريخ 10 نوفمبر 1994.
الأكثر إثارة: هي حتما تلك المباراة التي انتهت لمصلحة اليونايتد على أرضه بنتيجة (4-3) بتاريخ 20 سبتمبر 2009.
خمسة هوامش من الدربي
1 - خسر مانشستر سيتي مبارتين فقط من آخر 8 خاضها في الدربي، مقابل 6 انتصارات، مع العلم أنّ النسخة الأخيرة من الدربي في الموسم الماضي انتهت بفوز مانشستر يونايتد على ملعبه (4-2).
2 - لم ينجح اليونايتد في الخروج بشباك نظيفة أمام سيتي في آخر 9 مباريات بينهما.
3 - لم يشهد الدربي نيتجة التعادل على أرض أولد ترافورد في البريميرليغ منذ سبتمبر 2005 (4 انتصارات للسيتي و5 لليونايتد منذ ذلك التاريخ).
4 - آخر 7 حالات طرد بالبطاقة الحمراء رفعت في هذه المواجهة، كانت 6 منها في وجه لاعبي اليونايتد، وآخرها كان في ذهاب لقائهما الموسم الماضي بحق المدافع كريس سمالينغ.
5 - في مباراة هذا الأحد، سيبحث السيتيزنس عن بلوغ هدفهم الخمسين في مباريات الدربي لحساب الدوري الإنجليزي الممتاز.