أعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان اجمالي التعهدات المقدمة الى المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سورية من الدول المانحة بلغ 8. 3 مليار دولار.
وقال بان في كلمته الختامية للمؤتمر الذي استضافته البلاد أمس إن هذه القيمة الاجمالية تفوق ما سجله المؤتمر الاول للمانحين عندما بلغ مجموع التعهدات نحو 5. 1 مليار دولار وتخطى كذلك مجموع التعهدات في المؤتمر الثاني عندما بلغ 4. 2 مليار دولار.
وأعرب عن خالص شكره وامتنانه لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد على استضافة الكويت هذا الحدث المهم للمرة الثالثة على التوالي وسرعة استجابة سموه وتلبيته النداء الانساني.
وأكد انه على علم تام بأن تنظيم مثل هذا الحدث ثلاث مرات متتالية “صعب جدا” وان قيادة سمو أمير الكويت الحكيمة “مكنتنا من تحقيق ذلك وبأفضل النتائج”.
وأشاد بمشاركات الدول المانحة في المؤتمر ومساهماتها السخية مثمنا عمل المنظمات والوكالات الدولية والاقليمية في دعم الاوضاع الانسانية في سورية وخارجها.
وأكد من جديد ان الحل السياسي السلمي هو “الحل الامثل والانسب لانهاء الازمة في سورية ومعالجة اوضاع اللاجئين والنازحين من ابناء الشعب السوري”.
وشدد على أهمية توفير الدعم اللازم للامم المتحدة حتى تقوم بدورها في ايجاد عملية سياسية انتقالية داخل سورية تلبي تطلبات الشعب السوري وتحقق طموحاته.
وكان قد أعلن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد تعهد دولة الكويت بتقديم 500 مليون دولار أمريكي لدعم الوضع الانساني في سورية.
وقال سمو الامير في كلمة افتتح بها اعمال المؤتمر الدولي الثالث لدعم الوضع الانساني في سورية أمس إن دولة الكويت حكومة وشعبا لم تدخر جهدا في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري الشقيق منذ بدء الأزمة وذلك عبر مؤسساتها الرسمية والشعبية في ظل استمرار الأوضاع المأساوية التي يعاني منها إخوتنا في سورية .
وأضاف سموه “إيمانا منا بأهمية وضرورة إيصال رسالة إلى هذا الشعب بأن المجتمع الدولي يقف إلى جانبه ويشعر بمعاناته وأنه لن يتخلى عنه في محنته فإنه يسرني أن أعلن عن مساهمة دولة الكويت بمبلغ (500 مليون دولار أمريكي) من القطاعين الحكومي والأهلي لدعم الوضع الانساني للشعب السوري الشقيق آملا من الجميع وضع هذه المأساة أمام أعينهم والعمل على تضميد جراح هذا الشعب الذي عانى الكثير».
وكانت المنظمات المانحة غير الحكومية أعلنت في مؤتمرها أمس تعهدها بتقديم 506 ملايين دولار لدعم الشعب السوري وهو ما فاق تعهدات مؤتمر المانحين الثاني ب 06ر158 مليون دولار.
وأعلنت الامارات تعهدها بتقديم 100 دولار أمريكي لدعم الوضع الانساني في سورية انطلاقا من التزامها بتقديم تعهداتها المالية ودورها الانساني.
كما أعلنت السعودية أمس تعهدها بتقديم 60 مليون دولار امريكي لدعم الوضع الانساني في سورية، فيما أعلنت الولايات المتحدة الأميركية تقديم 507 مليون دولار للشعب السوري.
 من جانبه، قال المفوض الأوروبي للشؤون الانسانية وادارة الأزمات كريستوس ستيليانيد ان الاتحاد الأوربي تعهد بتقديم نحو 537 مليون دولار مساعدات للشعب السوري سواء في داخل بلادهم او في المجتمعات المضيفة.
وأعلنت المانيا تعهدها بتقديم 155 مليون يورو (ما يعادل 161 مليون دولار امريكي) خلال مشاركتها في المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سورية.
وتعهدت بريطانيا على لسان وزير الدولة لادارة التنمية الدولية ديزموند سواين عن تقدم المملكة المتحدة بمبلغ 150 مليون دولار امريكي لدعم الوضع الانساني في سورية. 
افتتح صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أمس أعمال المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا بمشاركة وفود من 78 دولة من مختلف أنحاء العالم إلى جانب أكثر من 40 هيئة ومنظمة دولية.وألقى صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد كلمة أمام المؤتمر قال فيها:
 يسرني بداية أن أرحب بكم في دولة الكويت ضيوفا أعزاء لحضور المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا والذي يأتي إدراكا لحجم المعاناة الانسانية والحرص على وضع حد لها واستجابة لمبادرة معالي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
 ينعقد المؤتمر الدولي الثالث للمانحين في دولة الكويت لمواجهة أكبر كارثة إنسانية عرفتها البشرية في تاريخنا المعاصر للتخفيف من معاناة الأشقاء في سوريا التي يعيشونها بعد دخول هذه الكارثة الإنسانية عامها الخامس.
لقد حقق المؤتمران الأول والثاني نجاحا كبيرا بفضل مساهماتكم التي سجلت نسبة عالية جدا في المؤتمر الثاني تجاوزت 90 في المئة ساهمت في تأمين التعهدات المطلوبة لمناشدات الأمم المتحدة حينها وكلنا أمل أن يسجل مؤتمركم هذا الاستجابة السخية لمواجهة الاحتياجات الملحة للأشقاء.
 إن الكارثة الانسانية وعلى مدى السنوات الخمس قد حولت شوارع وأحياء سوريا إلى دمار ومبانيها إلى أطلال وشعبها إلى قتيل ومشرد.
أرقام مفزعة
ولقد كشفت الأرقام المفزعة والحقائق الموثقة حول الآثار الاقتصادية والاجتماعية للأزمة التي نشرتها مؤخرا منظمات دولية وفقا لدراسات بحثية ان الدمار هو العنوان الرئيسي لكافة المناطق في سوريا دون تمييز حيث تجاوزت أعداد القتلى من الأشقاء مائتي وعشرة الآف قتيل وتشريد ما يقارب 12 مليون شخص في الداخل والخارج في ظل ظروف قاسية وأوضاع معيشية مأساوية صورها لاجئ سوري بأن حياتهم أصبحت مثل الغارق في الرمال كلما حاول التحرك إزداد غرقا كما حرمت الكارثة 2 مليون من الأطفال اللاجئين دون سن الثامنة عشرة من أبسط حقوقهم التعليمية والصحية الأمر الذي يهدد مستقبل جيل كامل ويجعلهم أمام مستقبل مظلم يحرم وطنهم من مشاركتهم الفاعلة في بنائه.
الاقتصاد السوري
كما تشير الدراسة الى أن الاقتصاد السوري في حالة انهيار شبه كامل إذ بلغت خسائره أكثر من 200 مليار دولار وارتفعت نسبة البطالة لتصل إلى 57 في المئة وانخفض متوسط الأعمار للشعب السوري الشقيق إلى 55 سنة إضافة إلى إرتفاع معدلات الفقر بشكل كبير كما بلغ عدد اللاجئين السوريين في الخارج قرابة الأربعة ملايين شخص ليسجل أكبر مجتمع للاجئين في العالم..إن هذه الحقائق المرعبة تضعنا كمجتمع دولي أمام مسؤولية تاريخية تحتم علينا معا العمل بكل عزم وإصرار لإنهاء هذه الكارثة التي باتت تهدد في تبعاتها الأمن والسلم الدوليين كونها أصبحت ملاذا للمنظمات الارهابية تنطلق منه لتنفيذ مخططاتها الدنيئة.
اشادة بالجهود
ولا يفوتني الاشادة بالجهود المقدرة والمبذولة من قبل الدول المضيفة للاجئين وهي المملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية اللبنانية والجمهورية التركية وجمهورية العراق وجمهورية مصر العربية لما يقدمونه من خدمات إنسانية وإغاثية ضخمة لمجتمع اللاجئين ولقد فاقت أزمة اللاجئين السوريين قدرات الاستجابة في الدول المجاورة وتركت آثارا سلبية كبيرة على الخدمات الاجتماعية والهياكل الأساسية والموارد الحكومية في الدول المضيفة للاجئين علاوة على مواجهة تلك الدول للمخاطر الأمنية بسبب الانتشار الإقليمي للصراع.
منظمة الأمم المتحدة
كما نشيد بالجهود الكبيرة التي تبذلها منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها الدولية المتخصصة في هذا المجال لاسيما المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية والوكالات الدولية الأخرى العاملة في الميدان. وفي هذا السياق أود أن أغتنم هذه الفرصة للتعبير عن شكرنا وتقديرنا لفاليري آموس على ما بذلته من جهود مخلصة ونبيلة أثناء عملها كوكيلة للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
عجز المجتمع الدولي 
 لقد عجز المجتمع الدولي ولاسيما مجلس الأمن طيلة السنوات الخمس عن إيجاد حل ينهي هذا الصراع ويحقن دماء الأشقاء ويحفظ لهم كيان بلد جرحته مخالب الفرقة ومزقته أنياب الإرهاب.
وأمام هذا الواقع المرير والتهديد السافر للأمن والسلم الدوليين فإن مجلس الأمن ولاسيما أعضاؤه الدائمون مطالبون بأن يتركوا جانبا مصالحهم الضيقة وخلافاتهم الواسعة ويوحدوا صفوفهم للخروج بحل ينهي هذا الصراع المدمر ويعيد الأمن والاستقرار لربوع سوريا الشقيقة ويوقف ارنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكبها كافة الأطراف ونطالب بتقديم جميع مرتكبي هذه الجرائم للعدالة.
المخرج السياسي 
إن المخرج السياسي الشامل هو القائم على أساس بيان مؤتمر جنيف الأول لعام 2012 وهو الحل المناسب لانهاء الصراع الدائر في سوريا الذي لن ينتصر فيه طرف على الآخر ولن تؤدي الصواريخ والقذائف إلا لمزيد من الدمار والهلاك.. مؤكدين دعمنا لجهود المبعوث الخاص للأمين العام إلى سوريا السيد ستيفان دي مستورا. أصحاب المعالي والسعادة إن دولة الكويت حكومة وشعبا لم تدخر جهدا في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري الشقيق منذ بدء الأزمة وذلك عبر مؤسساتها الرسمية والشعبية في ظل استمرار الأوضاع المأساوية التي يعاني منها إخوتنا في سوريا.
إيصال رسالة
وإيمانا منا بأهمية وضرورة إيصال رسالة إلى هذا الشعب بأن المجتمع الدولي يقف إلى جانبه ويشعر بمعاناته وأنه لن يتخلى عنه في محنته فإنه يسرني أن أعلن عن مساهمة دولة الكويت بمبلغ (500 مليون دولار أمريكي) من القطاعين الحكومي والأهلي لدعم الوضع الانساني للشعب السوري الشقيق آملا من الجميع وضع هذه المأساة أمام أعينهم والعمل على تضميد جراح هذا الشعب الذي عانى الكثير.
وفي الختام لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر الجزيل والتقدير العالي لمعالي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومساعديه وللاخوة رئيس وأعضاء اللجنة المكلفة للاعداد لهذا المؤتمر ولكافة المشاركين في ذلك على التحضير والترتيب الجيد له سائلا المولى عز وجل أن يحقق تطلعات الشعب السوري المشروعة ويحفظ وحدة وسيادة واستقلال سوريا الشقيقة وينعم عليها بالأمن والأستقرار وأن يوفقنا في تحقيق مقاصدنا النبيلة.
عجز دعم الوضع الإنساني
من جانبه، فقد دعا الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدول المانحة الى التبرع بسخاء في المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا.
واعرب بان في كلمة القاها خلال افتتاح المؤتمر عن شعوره «بالعار والغضب وإحباطه الكبير» إزاء فشل المجتمع الدولي في إنهاء الحرب في سوريا والتي تسببت في معاناة الشعب السوري.
وطالب بمعاقبة المسؤولين عن «الجرائم الكبيرة» التي ارتكبت ضد الشعب السوري وادت الى تشرده في الداخل والخارج هربا من الاقتتال الدائر في سوريا.
وقال الامين العام للأمم المتحدة انه تم الايفاء بأكثر من 90 في المئة من التعهدات التي أطلقت خلال المؤتمر الدولي الثاني للمانحين وقيمتها 4ر2 مليار دولار لكن مع تنامي الاحتياجات ارتفع نداء التمويل خلال (المانحين 3) الى 4ر8 مليار دولار. واضاف بان «دعوني أبدأ بشكر صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لاستضافته هذا المؤتمر لجمع التبرعات لدعم الوضع الانساني في سوريا للعام الثالث على التوالي».
قائد العمل الانساني
وأكد أن الدعم الذي قدمه (قائد العمل الانساني) «هو شهادة واضحة على التزام حكومة دولة الكويت بالعمل الانساني في العالم».
وحول النزاع في سوريا أوضح ان أنه دخل عامه الخامس وهو «أسوأ أزمة انسانية في العصر الحالي» مؤكدا أن «الشعب السوري لا يطلب شفقة بل يطلب دعما».
وأضاف «أتذكر الآن زياراتي في السنوات الأخيرة الى مخيمات اللاجئين في تركيا والأردن ولبنان وقد سألني طفل عن الذنب الذي ارتكبه للاقامة في المخيم ومتى يمكنه العودة الى بيته ولم يكن لي إجابات على تلك الأسئلة.. اني أشعر بالعار والسخط والغضب إزاء فشل المجتمع الدولي في إنهاء هذه الحرب».
مقتل 220 ألفا
وذكر «عاما بعد عام شاهد العالم الحرب في سوريا التي أسفرت مقتل 220 ألف شخص حتى الآن» فيما «يعيش أربعة سوريين من أصل خمسة تحت خط الفقر والحرمان كما فقدت سوريا عقودا من التنمية وتجاوزت نسبة العاطلين عن العمل 50 في المئة وانخفض معدل الحياة الى 20 عاما».
ووصف بان الوضع في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بانه «مأساوي» حيث أن نحو 95 في المئة من اجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين البالغ 560 ألف يعتمدون بشكل رئيسي على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) مؤكدا أن هناك استراتيجيتين لاستغلال التبرعات في الحد من آثار الأزمة السورية ومساعدة المحتاجين في سوريا ودول الجوار.
وطالب بضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية وفق قرارات (بيان جنيف) وهو أفضل حل انساني لانهاء «أسوأ أزمة انسانية في العالم لاسيما ان السوريين يتابعوننا وينتظرون منا الدعم».
بعد ذلك عرض فيلم قصير يبرز حجم معاناة الشعب السوري ولاسيما الاطفال جراء الازمة في سوريا وحجم الاستجابات والاولويات واحتياجات التمويل لدعم الشعب السوري.