استنكرت منظمات حقوقية عالمية استخدام التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق وسوريا مادة الفوسفور الأبيض المحرم دولياً محذرة من خطورة استخدام  هذه الذخيرة الفتاكة في المناطق المأهولة بالسكان لما تتركه من اثار مدمرة على البشر والحجر.
مدير قسم الاسلحة في منظمة هيومن رايتس ووتش، ستيف غوس، اوضح ان استخدام الفوسفور الابيض يشكل خطراً وضرراً مرعباً وطويل الامد في المدن المأهولة مثل الرقة والموصل او اي منطقة اخرى مكتضة بالسكان.
المنظمة اوضحت خلال تقرير لها بانه يمكن استخدام الفوسفور الابيض لعدة اهداف في ساحة المعركة كستار دخاني لارسال اشارات ووضع علامات ومسلاح خارق لكن القوات الامريكية تستخدمها في الموصل والرقة لاسببا غير واضحة ؟؟؟
واظهرت تسجيلات مصورة في الموصل استخدام القوات الامريكية قذائف ارضية تحتوي على الفوسفور الابيض وهذا  ما اكده الدخان المتصاعد من النيران الارضية.
تقرير المنظمة يشير الى ان قوات التحالف بقياة واشنطن تستخدم قذائف مدفعية من عيار 155 ملم الامريكية الصنع تحتوي على 116 اسفيناً مشبعة بالفوسفور الابيض، الذي يشتعل عندما يتعرض للاوكسجين في الجو ويستمر في الاشتعال حتى استهلاكه او انقطاع الاوكسجين عنه.
قد يولد تفاعله الكيمائي حرارة عالية جداً  تصل الى 815 درجة مئوية وضوءاً ودخاناً وعند الاحتكاك قد يحرق الفوسفور الابيض الاشخاص كيميائياً او حرارياً حتى العظام لانه عالي الذوبان في الدهون وبالتالي في الجسد البشري قد تفاقم شظايا الفوسفور الابيض الجروح حتى بعد العلاج، وتستطيع ان تدخل مجرى الدم وتسبب فشل عدة اعضاء.
ويتميز الفوسفور الأبيض برائحته المشابهة لرائحة الثوم، وبلونه الأبيض الناصع، عند وجوده بالشكل النقي، إلا أن الشكل المستخدم في مجالات التصنيع المختلفة له لون أصفر، نتيجة امتزاجه مع عدد من المركبات الكيمائية الأخرى.
لا تقتصر مخاطر القنابل الفوسفورية على القتل والحرق الذي يطال ضحاياها، بل يمتد تأثيرها إلى البيئة المحيطة، فتتسبب بتلويث الماء والتربة، بعد أن تنهي مهمتها في تلويث الأجواء بدخانها الخانق، وما ينتج عن ذلك من نوبات سعال شديد بين الأفراد، تكون مصحوبة بتهيج في الجلد والأنسجة المعرضة للدخان، كما هو الحال بالنسبة للفم والحلق والرئتين.
* تأثير القنابل الفوسفورية على البيئة !!
ويؤكد مختصون في وكالة المواد السامة وسجل الأمراض الأمريكية، أن بقايا مكونات قنابل الفوسفور الأبيض يمكن أن تنفذ إلى المياه القريبة من مواضع استخدامها، كما تستقر في رواسب الأنهار والأحواض المائية المحيطة، بفعل مياه الأمطار التي تعمل على سحب المخلفات الكيميائية من تلك القنابل إلى مجارٍ مائية قريبة، إذ إن قابلية الفوسفور الأبيض للتفاعل بسرعة مع الأكسجين في الهواء، تقلل من انتشاره إلى أماكن بعيدة عن مواضع استخدامه.
وبحسب بيانات الوكالة، قد يتفاعل الفوسفور الأبيض بشكل رئيس - في البيئة المائية - مع جزيئات الأكسجين الموجودة فيها، أو قد يبقى على حاله فترة زمنية تصل إلى عدة أيام دون تفاعل، ليزيد ذلك من فرصة وصوله إلى أجسام الأسماك التي تعيش في تلك المياه، ما قد يتسبب بموتها.
كما يهدد ذلك صحة الأفراد الذين يعتمدون على تلك المياه لأغراض الشرب. بالإضافة إلى ذلك قد يؤدي تلوث المياه إلى نفوق الطيور المائية التي تعيش في محيطها، كالبط البري.
أما بالنسبة للمياه التي تنخفض فيها مستويات الأوكسجين كالمياه الجوفية وقيعان الأنهار، فتشير المعلومات الواردة في هذا المجال؛ إلى أن مركب الفوسفور الأبيض يبقى فيها دون أن يتفاعل مع الجزيئات الأخرى، وذلك لفترة قد تمتد لآلاف السنين. أو قد يتحلل إلى غاز شديد السمية يعرف بالفوسفين، وهو يتحول عند تعرضه للهواء إلى مادة كيميائية أقل سمية.
* تشوهات تؤدي لقتل الإنسان
يترافق استنشاق الدخان الصادر عن قنابل الفوسفور الأبيض فترة طويلة، أو التعرض المزمن للهواء الملوث بتلك المادة وظهور إصابات وتشوهات في عظام الفك، التي تُسمى بحالة "phossy jaw"، وهي تتميز بحدوث ضمور في الأنسجة الطرية والعظام للتجويف الفموي، يرافق ذلك صعوبة في التئام الجروح وتكسر في عظام الفك، بالإضافة إلى نشوء أكياس صديدية (تحوي القيح) في تلك المنطقة؛ بسبب تفاعل الفوسفور مع البكتيريا الموجودة في الفم؛ الأمر الذي قد ينتهي بالموت في بعض الحالات بسبب نفاذ الالتهاب إلى مجرى الدم.
كما قد يؤدي استنشاق الفوسفور الأبيض إلى تلف الأوعية الدموية في الفم.
* ضحايا المياه ملوثة بالفوسفور الابيض.
وطبقاً لبيانات وكالة حماية البيئة الأمريكية فقد يتسبب تناول الفرد مادة الفوسفور الأبيض بمخاطر صحية، وهو أمر قد ينتج عن تناول المادة بشكل مباشر، كما هو الحال بالنسبة للتناول العرضي أو المتعمد للسموم التي تحوي تلك المادة مثل الأسمدة، أو بسبب شرب مياه ملوثة بتلك المادة أو تناول طعام ملوث بها.
كما تمكنت بعض الدراسات السابقة من الإشارة إلى عدد من التأثيرات الصحية الخطيرة، الناجمة عن دخول مادة الفوسفور الأبيض إلى الجوف، التي تم إجراؤها على عدة أصناف من الحيوانات، ومنها حدوث اضطرابات في نمو العظام، وارتفاع معدلات الوفيات بين الإناث الحوامل.
في حين تؤكد مصادر علمية أن انغراس بعض جزئيات تلك المادة أسفل الجلد؛ وهو ما قد يحدث عند من يتعرضون لقنابل الفوسفور الأبيض، قد ينتهي بنفاذها إلى الجسم بسبب ذائبيتها العالية في المواد الدهنية.
واستخدام هذه السلاح في 7 اماكن على الاقل بين 2000 الى 2018 في افغانستان،اكرانيا، الصومال، فلسطين، العراق، سوريا، واخيرا اليمن.