أكد الرئيس النمساوي الدكتور هاينز فيشر أن تذبذب أسعار النفط الخام على مدى العام الماضي نبه إلى أهمية دور منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» في تحقيق الاستقرار في سوق النفط العالمي. مشيرا إلى أن المنظمة تسعى جاهدة لتحقيق التنمية في السوق وتتمتع بقدرات هائلة على التنبؤ، فضلا عن زيادة الاعتماد على التخطيط، من أجل مستقبل أفضل وكل هذه العناصر لها أهمية كبيرة بالنسبة للمستهلكين والمنتجين على حد سواء.
جاء ذلك خلال رسالة تهنئة بعث بها فيشر إلى منظمة أوبك بمناسبة مرور 50 عاما على استضافة العاصمة النمساوية فيينا لها بعد أن بدأت في بغداد ثم انتقلت إلى جنيف واستقرت في فيينا وتنقلت بين عدة مناطق حتى استقرت بجوار البورصة النمساوية في قلب العاصمة.
يذكر أن المنظمة تأسّست في بغداد عام 1960 من خمس دول هي السعودية والكويت والعراق وإيران وفنزويلا، ثم أضيفت منذ ذلك الحين تسع دول أخرى، قبل أن تخرج الجابون وإندونيسيا.
وقال فيشر إن «أوبك» تعتبر واحدة من أقدم وأهم المنظمات التي تتشرف فيينا باستضافتها، مضيفا أن وجود «أوبك» في فيينا يزيد جاذبية العاصمة باعتبارها مركزا مهما وموقعا رئيسا للطاقة على مستوى العالم.
وأوضح فيشر أن «أوبك» جزء لا يتجزأ من نادي فيينا للطاقة الذي يتألف من عشر منظمات دولية تجتمع بانتظام منذ عام 2009 لمناقشة القضايا ذات الصلة بتحسين منظومة الطاقة في العالم.
ونوه فيشر إلى أن «أوبك» من المنظمات الدولية المهمة والمؤثرة في النمسا، بل تأتى على رأس تلك المنظمات، حيث تلعب دورا محوريا لدعم الاستقرار في السوق بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين على السواء، وقد نجحت على مدار 50 عاما في تنسيق وتوحيد السياسات النفطية في الدول الأعضاء.
وقال فيشر في رسالته إنه على مدى نصف قرن شهدت السوق عديدا من المتغيرات والتقلبات من تحرك أسعار النفط صعودا وهبوطا بينما المنظمة تزداد خبرة ورسوخا ويزداد عدد أعضائها في دلالة واضحة على التأثير والنجاح.
وأضاف فيشر أنه مهما مرت السنوات فإنه لم يكن هناك تغيير في أهمية «أوبك» كلاعب رئيس في السوق الدولي، بل أصبحت عنصرا مؤثرا في توجيه سياسات الطاقة، حيث يشكل إنتاج الدول الأعضاء فيها نحو 40 بالمئة من إنتاج النفط العالمي.
من ناحية أخرى، قال تقرير نفطي إن التغيرات في صناعة النفط تجري على قدم وساق وبشكل متلاحق. مشيرا إلى أنه لا يمكن أن يقارن على الإطلاق وضع الصناعة حاليا من حيث التكنولوجيا والبيئة بالظروف نفسها التي كانت عليها الصناعة قبل 50 عاما.
وأشار التقرير - الذي أعده هيربرت هوفشتاتر المختص النفطي النمساوي الجنسية- إلى أن بعض أجزاء من العالم ما زالت تنتج النفط حتى الآن دون أن تعطي اهتماما كبيرا للعوامل المتعلقة بالبيئة، لافتا إلى أن التكنولوجيا ساعدت كثيرا في تحقيق التقدم والتحسينات الجوهرية في الصناعة.
وأوضح هوفشتاتر أن كثيرا من التطور حدث في الصناعة النفطية، خاصة ما يتعلق بأنظمة التحكم والمراقبة واستخدام مواد جديدة وحديثة لم تكن حتى في السوق منذ نصف قرن، وذلك جنبا إلى جنب مع ما وفرته التقنيات الحديثة من توفير في الوقت والجهد.
وأضاف التقرير أنه من وجهة النظر البيئية لدينا عديد من التطورات الكبيرة الأخرى في صناعة النفط أبرزها أنه يمكن إعادة تدوير 100 بالمئة من المواد التي تخرج من بئر النفط وتحويل النفايات إلى موارد صناعية جديدة، بحيث لا يتبقى شيء تقريبا من عملية الحفر، وهو ما يمكن من القضاء على كل الملوثات الناتجة عن إنتاج النفط، وهذه التجربة نجحت في النمسا وعديد من الدول المعنية بقضايا البيئة.
وبحسب التقرير فإن مجال تحسين التقنيات المستخدمة في صناعة النفط مازال واسعا ويمكن أن يشهد مزيدا من النمو والتطور في السنوات المقبلة، موضحا أن انتعاش الصناعة مرهون بالتوصل إلى تكنولوجيات أحدث وأفضل خاصة في مجال تخزين الغازات المنبعثة وإعادة استخدامها في الأغراض الصناعية.
وذكر التقرير أن هناك تطورا هائلا في طرق تحسين استخراج النفط، كما أن أنماط التجارة الدولية تغيرت كثيرا خلال نصف قرن، ولكن التطور الأكبر يتعلق بالتعليم والتدريب في هذا المجال الحيوي، فهناك طفرة تعليمية وتدريبية واسعة قد حدثت. مشيرا إلى أهمية أن تسهم شركات النفط الدولية والوطنية على نحو كبير في البرامج التعليمية الخاصة بالصناعة والاستثمار في هذا المجال.
ونبه التقرير إلى أن النفط صناعة حيوية تلعب الدور الرئيس والمهيمن على منظومة مزيج الطاقة في العالم، وأن «أوبك» تعد التجمع الأبرز والمنظم في هذه الصناعة على مستوى العالم، وتستطيع أن تقدم الكثير نظرا للخبرة الواسعة التي تتمتع بها، كما أنها تلقى كل ترحيب ودعم وتقدير لرسالتها من الحكومة النمساوية التي تولي قضايا الطاقة وتأمين الإمدادات وزيادة الاستثمارات أهمية كبرى.
إلى ذلك، شهدت تعاملات نهاية الأسبوع المنصرم ارتفاع أسعار النفط قليلا في تعاملات متقلبة مع قيام المستثمرين بتغطية المراكز بعد أربعة أيام من الخسائر الحادة، لكن المكاسب كانت محدودة مع فشل الأسعار في اختراق مستويات فنية رئيسة.
وبرغم المكاسب ، إلا أن أسعار خام النفط الأميركي ومزيج برنت سجلت أكبر خسارة أسبوعية في عشرة أسابيع وثمانية أسابيع على الترتيب، بعدما توقعت وكالة الطاقة الدولية أن تظل السوق العالمية متخمة بالإمدادات حتى 2016. وبحسب «رويترز»، فقد ارتفع عقد أقرب استحقاق لخام برنت تسليم (ديسمبر) تسعة سنتات أو بنسبة 0.2 بالمئة إلى 49.82 دولار للبرميل، بينما ارتفع الخام الأميركي 30 سنتا أو 0.7 بالمئة إلى 46.68 دولار للبرميل.
وتعززت المكاسب بالأداء القوي لأسواق الأسهم، حيث واصلت الأسهم الأوروبية صعودها أمس الأول مدعومة بمعاملات آسيوية وأميركية قوية بفعل بيانات إيجابية للاقتصاد الأميركي.
وقال تاماس فارجا المختص النفطي لدى «بي.في.أم أويل أسوشيتس» للسمسرة في لندن «إن المستثمرين الممسكين بمراكز مدينة بدأوا بالفعل جني الأرباح قبيل عطلة نهاية الأسبوع وبعد تراجع لأربعة أيام».