توقع مختصون نفطيون أن تواصل الأسعار تعافيها خلال الأسبوع الجاري بعد أن حققت ارتفاعات قياسية في الأسبوع الماضي وكسب الخام نحو 12 بالمئة في أكبر ارتفاع سعري أسبوعي منذ عام 2009.
وأشاروا إلى أن الاتجاه الصاعد للأسعار لن يتخلله بعض الانخفاضات لجني الأرباح، مؤكدين أن تحسن مؤشرات الاقتصاد الصيني تعتبر الداعم الأكبر لعودة نمو الأسعار.
وقال رالف فالتمان مختص الطاقة في شركة «إكسبرو» للخدمات النفطية، «إن أسعار النفط الخام وصلت في الربع الثالث إلى مستويات انخفاض قياسية بلغت 24 بالمئة خلال ثلاثة أشهر، ولذا من الطبيعي أن تتجه حركة التصحيح إلى تعويض الخسائر السابقة وتحقق أرباحا تتجاوز 12 بالمئة منذ بداية (أكتوبر) الجاري».
وأضاف فالتمان أن «التوقعات منذ البداية كانت تشير إلى أداء جيد للسوق وتعويض الخسائر السابقة قبل نهاية العام الجاري وهو ما بدأ يتحقق بالفعل، وأسهم في هذا الأمر التقلص الحاد في الإنتاج الصخري في الولايات المتحدة وانخفاض الاستثمارات بنسبة تصل إلى 20 بالمئة خاصة في الولايات المتحدة وبحر الشمال.
ويرى فالتمان أن «أوبك» تلعب دورا جيدا كقائد للسوق دون التدخل في المستويات السعرية لكنها ترسل بصفة مستمرة رسائل إيجابية للسوق تدعم الاستقرار وتدفع في طريق التوازن وحماية الاستثمارات وآخر تلك التصريحات المهمة والإيجابية هو تأكيد «أوبك» على الاستمرار في الاستثمارات مهما تراجعت الأسعار وهو ما يمثل نقطة مضيئة وإيجابية دعمت السوق.
كما أوضح امبروجيو فاسولي مدير مركز أبحاث الطاقة في مدينة لوزان السويسرية، أن هناك قناعة في سوق النفط الخام بأن حالة وفرة المعروض في طريقها إلى التقلص الحاد نتيجة عوامل عديدة في مقدمتها تقلص الاستثمارات خاصة في مجال إنتاج النفط الصخري الأميركي وأيضا هبوط الدولار واستبعاد رفع الفائدة أو رفع الحظر المفروض على الصادرات النفطية إلى جانب مؤشرات إيجابية نسبيا عن تعاف في مستويات الطلب.
وأضاف فاسولي أن «ارتفاع النفط في عشرة أيام فقط منذ بداية الشهر الجاري بنسبة قاربت 12 بالمئة يعكس تغيرا في عملية توازن العرض والطلب»، مشيرا إلى أن الصادرات النفطية الإيرانية تلقت ضربة كبيرة بعد أن حذرت الإدارة الأميركية الشركات الدولية من الإقبال على الاستثمار في القطاع النفطي الإيراني، بينما العقوبات الاقتصادية لم يتم رفعها بعد، وهو ما يعني أن قضية الصادرات الإيرانية قادت إلى انخفاضات حادة منذ توقيع الاتفاق الإيراني الغربي في تموز (يوليو) الماضي، وما زال الطريق أمامها طويلا لتكون عنصرا مؤثرا في معروض النفط العالمي.
من جهته، يقول ، أوسكار آنديسنر مدير إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية، «إنه لا خوف على المعروض النفطي العالمي جراء التوترات السياسية في الشرق الأوسط نظرا لوجود مراكز الإنتاج الرئيسية في دول الخليج التي تتمتع باستقرار وتنمية واسعة».
وأشار آنديسنر إلى أن المخاوف نابعة من توقعات البعض اتساع نطاق الحرب في سورية بعد دخول روسيا والصين حتى إن البعض تحدث عن حرب عالمية وهو ما قاد إلى ارتفاعات حادة في أسعار النفط خلال أيام.
من ناحية أخرى، ذكر تقرير حديث لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «يونيدو»، أن تجمع دول الجنوب الإفريقي الإنمائي «سادك» الذى يضم 15 دولة حقق تقدما كبيرا في زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة حيث بلغت هذه النسبة ما يقرب من 23.5 بالمئة من الطاقة المولدة في دول التجمع.
وقال التقرير «إن مصادر الطاقة المتجددة تحولت لتكون مصدرا مهما في دول الجنوب الإفريقي وأصبحت لاعبا رئيسا في تحريك الاتجاهات الدولية نحو تطوير موارد الطاقة المتجددة وزيادة كفاءة الطاقة».
وأشار التقرير إلى أن هذه الإحصائية تم الكشف عنها هذا الأسبوع خلال مؤتمر جنوب إفريقيا الدولي للطاقة المتجددة الذى عقد في مدينة كيب تاون، موضحا أنه تم إعداد التقرير من قبل «يونيدو» بالتعاون مع الشبكة الدولية لسياسة الطاقة المتجددة للقرن الحادي والعشرين.