حذرت الوكالة الدولية للطاقة من أن إمدادات النفط العالمية قد تتأثر سلباً بقرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وتراجع الإنتاج في فنزويلا التي تشهد أزمة سياسية واقتصادية.
وأفادت الوكالة في تقريرها الشهري، أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق الإيراني "حَوَّل تركيز تحليل سوق النفط من الأساسيات إلى (المسائل) الجيوسياسية".
وأعلن ترامب في الثامن من مايو (أيار) أن بلاده ستنسحب من الاتفاق المبرم عام 2015، والذي وقعت عليه بريطانيا والصين وألمانيا وروسيا وإدارة سلفه باراك أوباما ونص على السماح بمراقبة برنامج طهران الذري مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.
وذكرت الوكالة الدولية للطاقة، أن أسعار النفط التي ترتفع بفضل نمو الطلب بشكل ثابت والاتفاق التاريخي الذي توصلت إليه الدول المنتجة من داخل وخارج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) لخفض الانتاج، زادت مذاك فبلغت أكثر من 77 دولاراً للبرميل.
وقالت: "في الوقت الحالي، هناك ضبابية يسهل تفهمها بشأن التأثير المحتمل (للتحرك الأمريكي) على صادرات إيران النفطية".
وأشارت إلى التراجع الذي شهدته الصادرات الإيرانية بنحو 1.2 مليون برميل في اليوم، عندما تم فرض العقوبات في 2012.
وأوضحت، أنه "لا يزال من المبكر للغاية التنبؤ بما سيحدث لكن علينا النظر بشأن إن كان بإمكان المنتجين الآخرين التدخل لضمان تدفق النفط بشكل منتظم إلى السوق والتعويض عن الاضطراب في الصادرات الإيرانية".
وأفادت أنه بعد وقت قصير من الإعلان الأمريكي، أقرت السعودية -- أكبر مُصَدر للنفط في العالم -- بالحاجة للعمل مع المنتجين والمستهلكين للتخفيف من أثر أي نقص محتمل في الإمدادات.
خطر محتمل
وأشارت الوكالة الدولية للطاقة إلى أن فنزويلا التي تعاني من أزمة سياسية واقتصادية تشكل خطراً محتملاً آخر يهدد إمدادات النفط العالمية.
وأفادت: "في فنزويلا، تزداد وتيرة التراجع في انتاج النفط وبحلول نهاية العام الجاري، سيكون الانتاج انخفض بمئات آلاف البراميل في اليوم".
وأضافت، أن "النقص المحتمل بنسبة الضعف في الإمدادات الذي تمثله إيران وفنزويلا قد يشكل تحدياً رئيسياً للمنتجين لمنع ارتفاع الأسعار بشكل كبير وسد الثغرة، ليس فقط لجهة عدد البراميل لكن كذلك لجهة نوعية النفط".
وتحدثت الوكالة عن بقاء التوازن العام في السوق حيث خفضت تقديرها لنمو الطلب على النفط العالمي في 2018، إلى 1.4 مليون برميل في اليوم مقارنة بتقديرها السابق بـ1.5 مليون.
وقالت، إن "الطلب في بداية العام كان مدعوماً بالطقس البارد في أوروبا والولايات المتحدة وانطلاقة قوية للقدرة على الانتاج البتروكيماوي في الولايات المتحدة والخلفية الاقتصادية الصلبة".
وأضافت: "في وقت تواصل البيئة الاقتصادية دعم الطلب على النفط..سيختفي الدعم الناجم عن ظروف الطقس القاسية وسيبدأ الارتفاع الأخير في أسعار النفط بترك أثره".
وبناء على ذلك، "يتوقع أن يخف الطلب العالمي على النفط" خلال النصف الثاني من العام، بحسب الوكالة.