ازدان العدد الجديد من مجلة (العربي) الذي يصدر بالتزامن مع قرب حلول شهر رمضان المبارك بموضوعات ايمانية ثقافية مستمدة من نفحات هذا الشهر الفضيل لتحاكي في مضمونها تنوع المائدة الرمضانية العامرة.
وتجلى احتفاء المجلة بشهر الصيام في جولة استطلاعية قادتها عدسة (العربي) نحو الشرق وتحديدا نحو شبه القارة الهندية قاصدة المجتمع الهندي المتنوع لتسبر حياة المسلمين هناك من أسلوب وعبادات وعادات اسلامية الاصيلة في شهر الصوم وما يميز هذا المجتمع من ايمان وتمسك بالتعاليم الدينية.
وتعبر المجلة من شرق اسيا الى باب اللغة حيث خصص الاديب عبدالله خلف مقاله عن الصوم في اللغة والتاريخ معرجا على فتوحات رمضان بطريقة شيقة تجذب القارئ في كل جملة لتشوقه حتى نهاية المقال.
بدوره يكشف الكاتب خالد بيومي أن الاديب العربي نجيب محفوظ لم يكتب رواية واحدة في شهر رمضان بل كان يقضي وقته بقراءات دينية مختلفة مستعرضا جانبا من ذكريات محفوظ الخاصة خلال الشهر الكريم.
اما الناقد السينمائي محمود قاسم فتناول تطور آلية امتاع المتفرج على شاشة التلفزيون من خلال الدراما وكيف انها كانت منذ قرابة ربع قرن تحشد كل الإمكانات لانتاج مسلسل واحد رئيس لتصل حاليا الى مرحلة التزاحم والازدهار الرمضاني.
وعند وصول القارئ لملحق (البيت العربي) يجد الطعام فارضا نفسه بموضوعين الأول عن مستقبل كتب الطبخ والآخر عن مطبخ عالم المرأة العربية السحري في شهر رمضان مع لمحات من عدة دول عربية.
أما (حديث الشهر) الذي يكتبه رئيس تحرير المجلة الدكتور عادل العبدالجادر فتناول "صناعة الفوضى" من خلال جمع وعرض كم هائل من المعلومات سواء كانت أصلية أو هامشية ومفيدة وغير مفيدة ليصل الحال لأن يكون الضجيج لحنا والقلق والخوف فنا.
ويقول عبدالجادر ان الأصل في وجود الخدمات الحاسوبية ووسائل التواصل الاجتماعي جعل المعرفة الفكرية في خدمة الإنسان وليس اللهث وراء الماديات والمعرفة الادعائية.
وتأتي الأبواب الاخرى من (العربي) متميزة كعادتها بتقديم الجديد والمدهش ومنها مسابقة (قصص على الهواء) بالتعاون مع إذاعة (مونت كارلو) التي قام باختيار قصصها الخمسة الفائزة لهذا العدد الروائي المصري منير عتيبة حيث فازت قصة (عالم افتراضي) بالمركز الأول لكاتبتها رحاب محمد علي بسيوني من مصر.
وحافظ الملف الشهري بمناسبة قرب الاحتفال بالذكرى ال60 عاما على صدور (العربي) على وتيرته بنشر الشهادات من أهم الكتاب والمفكرين من مختلف أنحاء الوطن العربي.