تكبدت الاستثمارات السيادية لدولة قطر خسائر تفوق الـ12 مليار دولار خلال الشهور الثلاثة الماضية، بحسب أحدث الأرقام التي نشرها عدد من وسائل الإعلام الغربية حيث تعاني عدة شركات عالمية تستثمر فيها قطر من أزمات أدت إلى تدهور أسعار أسهمها، وهو ما انعكس سلبا على صندوق الاستثمارات السيادية القطري.
ونشرت جريدة «فايننشال تايمز» البريطانية بنشر مجموعة من البيانات، فيما نشرت وكالة «بلومبرغ» بيانات أخرى عن الخسائر التي تكبدتها دولة قطر من جراء فضيحة شركة «فولكس فاغن» الألمانية التي أطاحت بأسهم الشركة في الأسواق نتيجة انكشاف تلاعبها في فحوص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من سياراتها.
ويبلغ حجم صندوق الاستثمارات السيادية القطري 250 مليار دولار أميركي، وهو تاسع أكبر صندوق استثمار في العالم، بحسب تقديرات (SWFI)، حيث تتوزع استثماراته على العديد من القطاعات والدول، ويمثل واحدا من أهم الصناديق التي تستثمر في الأسواق العالمية، بما في ذلك «وول ستريت» والأسواق الأوروبية المختلفة.
وبحسب تقرير لــ «فايننشال تايمز» فإن صندوق قطر سجل خسائر خلال الربع الماضي، أي الربع الثالث من العام 2015، في ثمانية شركات من بين العشرة الأولى الكبار التي يستثمر فيها الصندوق، فيما حقق مكاسب طفيفة في شركتين فقط من بين العشرة الكبار التي تتصدر استثماراته الخارجية.
وبحسب الأرقام فإن أقسى الخسائر تم تسجيلها في شركة «فولكس فاغن» التي هوت القيمة السوقية لأسهمها، فتكبد الصندوق القطري خلال الربع الماضي خسائر فيها وحدها بقيمة8.4 مليار دولار أميركي، أما ثاني أكبر الخسائر فكانت في شركة «جلينكور» التي تعاني من أزمة تسببت في فقدانها ثلث قيمتها السوقية، وهو ما أدى إلى تكبيد صندوق قطر خسائر بقيمة 2.7 مليار دولار، حيث يمتلك الصندوق القطري ما نسبته 8.2بالمئة من أسهم الشركة التي تعاني من أزمة خانقة.
وتستثمر دولة قطر أيضا في «بنك الصين الزراعي» وهو شركة مساهمة عامة مدرجة في سوق «هونغ كونغ» وتبين أن الحصة القطرية فيها تكبدت خسائر بلغت قيمتها 650 مليون دولار خلال الفترة المشار إليها، أي خلال الربع الثالث من العام الحالي.
وقال المحلل المالي مايكل مادويل إن الخسائر التي تتكبدها صناديق الاستثمارات السيادية من جراء الأزمات التي تعاني منها بعض الشركات، هي أحد أبرز السلبيات والمخاطر لعمليات الاستثمار المباشر التي تقوم بها هذه الصناديق.
يشار إلى أن دولة قطر هي أكبر حامل للأسهم التفضيلية في شركة «فولكس فاغن» الألمانية، كما أنها ثالث أكبر حامل للأسهم العامة في الشركة، بحسب ما أوردت وكالة «بلومبيرغ». وتعتبر الأزمة الراهنة التي تعاني منها الشركة واحدة من بين أكبر وأخطر الأزمات التي تمر بها في تاريخها، حيث تعاني من فضيحة كبيرة تتعلق بالفحوص الخاصة بالانبعاثات، وهو ما يمكن أن يؤدي بالشركة إلى غرامات وعقوبات كبيرة.