كرم وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا اليستر بيرت عميد السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي سفير دولة الكويت لدى المملكة المتحدة خالد الدويسان لجهوده البارزة في تعزيز العلاقات البريطانية - الكويتية.
جاء ذلك خلال حفل العشاء الذي اقامه عضو (جمعية الصداقة الكويتية - البريطانية) رجل الاعمال الكويتي محمد الشايع مساء امس الاربعاء.
واعرب بيرت في كلمة خلال الحفل عن تقديره للجهود التي بذلها الدويسان في عالم السياسة والدبلوماسية وما يتمتع به من خبرة سياسية كبيرة سخرها لخدمة بلاده في بريطانيا.
وقال "ان شهر ابريل الحالي يتزامن مع حلول الذكرى ال25 لتعيين الدويسان سفيرا لدولة الكويت لدى المملكة المتحدة وايرلندا الشمالية والذي بات رمزا دبلوماسيا في بريطانيا".
واضاف بيرت "ان كثيرا من الدبلوماسيين الذين عملوا في بريطانيا خلال ال25 عاما الماضية استفادوا من خبرة وحنكة الدويسان في العمل السياسي والذي كانت احدى ابرز مهامه اليومية هي استقبال السفراء المعتمدين وتقديم المساعدة اللازمة لهم".
واكد الوزير البريطاني انه استفاد شخصيا من هذه الخبرة في قضايا الشرق الاوسط والقضايا الدولية مبينا انه عندما تولى منصبه الوزاري لأول مرة قبل ثمانية اعوام لم يتوان السفير الدويسان عن تقديم المساعدة والنصح له.
وقال بيرت "نظرا لهذه الخدمة الطويلة والممتدة في دعم العلاقات بين البلدين واعترافا من وزارة الخارجية البريطانية بجهوده المبذولة نقدم للسفير الدويسان هدية تذكارية عبارة عن جزء من ويستمنستر كما ترك لنا جزءا من الكويت هنا".
وعلى صعيد العلاقات البريطانية - الكويتية ذكر بيرت "ان العام المقبل يصادف الذكرى ال120 لتوقيع معاهدة الصداقة بين البلدين والذكرى المئوية لتحرك القوات الجوية البريطانية عام 1919 لحماية الكويت".
وثمن الوزير البريطاني تبرع دولة الكويت مؤخرا بمبلغ خمسة ملايين جنية إسترليني كمساهمة في مشروع توسعة (متحف سلاح الجو الملكي البريطاني) والذي يعتبر تجسيدا لعمق العلاقات الثنائية المتميزة.
واشاد كذلك بحرص مسؤولي البلدين على تقوية هذه العلاقات وتعزيزها على كافة الاصعدة مشيرا الى وجود لجنة مشتركة تجتمع كل ستة اشهر لمناقشة سبل التعاون المختلفة.
واعرب في هذا الصدد عن تطلعه لاجتماع (لجنة التوجية البريطانية - الكويتية المشتركة) بالعاصمة لندن في يونيو المقبل "التي تعد احدى اهم أدوات تعزيز العلاقة خاصة من الجانب الاقتصادي الذي ينمو بشكل متسارع".
من جهة اخرى اوضح بيرت ان هناك فرصا اخرى للتعاون بين البلدين في مجالات التعليم والصحة والدفاع والأمن السبراني كما ان هناك العديد من الشركات النفطية البريطانية التي لديها مشاريع مهمة مع نظيراتها الكويتية.
وحول دور (جمعية الصداقة الكويتية - البريطانية) قال "ان الجمعية تعد رافدا مهما من روافد تقوية العلاقات بين البلدين حيث تضم بين أعضائها نخبا سياسية واقتصادية بارزة تسهم بلا شك في طرح الأفكار التي من شأنها نقل هذه العلاقات الى مستويات ارحب". واكد في هذا المجال تطابق وجهات نظر البلدين في كثير من القضايا الدولية ومن ضمنها ملف مساعدة الحكومة العراقية "اذ ساهمت الكويت مشكورة في استضافة (مؤتمر إعادة اعمار العراق) اخيرا".
واشار بيرت الى ان استضافة الكويت لهذا المؤتمر "بعثت برسالة سياسية مهمة مفادها ان الدول لا تقاس بحجمها وإنما بعطائها" مضيفا "ان الكويت كانت خير مثال بتفردها على صعيد العمل الانساني".
وثمن بهذه المناسبة موقف دولة الكويت الداعم لبريطانيا في مجلس الأمن عقب الهجوم بغاز الاعصاب في مدينة (سالزبري) البريطانية والذي استهدف اغتيال العميل المزدوج الروسي سيرغي سكريبال وابنته.
كما اكد ان بريطانيا تدعم وتعمل بالتنسيق مع دولة الكويت من خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط والعالم اجمع اضافة الى تعاونهما في مجال حماية البيئة والتلوث في المحيطات.
واضاف ان بريطانيا تدعم ايضا جهود دولة الكويت بصفتها رئيسة الدورة الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في الوساطة والمساهمة في حل الخلاف الخليجي.
وبدوره وصف عضو (لجنة الصداقة الكويتية - البريطانية) الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) العلاقة الكويتية - البريطانية ب "المتميزة والخاصة" سواء على المستوى الرسمي او الشعبي.
وقال الشيخ محمد "ان العلاقات بين البلدين مثال يحتذى به في العلاقات الدولية حيث تقوم على الاحترام المتبادل كما تجمعهما المصالح المشتركة لما فيه صالح شعبيهما". من جهته اعرب الشايع في كلمته التي ألقاها في الحفل عن فخر دولة الكويت واعتزازها "بوجود شخصية دبلوماسية عظيمة مثل السفير خالد الدويسان الذي لعب دورا كبيرا في تعزيز علاقات البلدين وتقويتها على كافة الاصعدة".
وقال الشايع "اننا نحتفل هذا الشهر بالعام ال25 لوجود السفير الدويسان ممثلا لنا ككويتيين في العاصمة البريطانية" مثمنا العطاء "الجبار" الذي سخره لخدمة بلاده".
واعرب بالنيابة عن أعضاء الجمعية عن خالص شكره وامتنانه لوقوف بريطانيا مع دولة الكويت في الأيام الصعبة "اذ كانت نعم الصديق والحليف".
ولفت في هذا المجال الى ان "ما يجمع بريطانيا والكويت ليس محصورا في التعاون والتنسيق السياسي بين الحكومات بل تعداه الى المستوى الشعبي اذ اصبحت بريطانيا من افضل الوجهات بالنسبة للكويتيين سواء للدراسة او السياحة او التعاون التجاري".
ومن جانبه اعرب السفير الدويسان في تصريح ل(كونا) عن خالص شكره وتقديره للتكريم الذي حصل عليه من قبل الحكومة البريطانية ممثلة بوزير الدولة لشؤون الشرق الاوسط وشمال أفريقيا اليستر بيرت.
وقال الدويسان "ان العلاقات القوية والصادقة التي تجمع بين البلدين هي علاقات مرتكزة على المحبة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة كما انها تتطور عاما بعد عام".
واضاف "ان العلاقات البريطانية - الكويتية كانت ومازالت وستستمر أقوى وذلك لرغبة وقناعة مسؤولي البلدين بأهمية هذه العلاقة الاستراتيجية".
واشاد الدويسان في هذا المجال بالدور البريطاني الداعم والحريص على استقرار وأمن الكويت مشيرا الى ان بريطانيا تعد "احد اهم واصدق حلفاء الكويت في العالم".