قالت مصادر في منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك»، أن وفرة موارد الطاقة لا تعني تأمين الإمدادات ولا بديل عن استقرار الأسعار، معتبرة أن أمن الطاقة قضية تختلف كثيرا عن حالة وفرة الموارد المتاحة للطاقة التي تتسم بها السوق الدولية حاليا، مشيرة إلى أن أسواق الطاقة بشكل عام والنفط الخام بشكل خاص تحتاج على نحو عاجل إلى الاستقرار وتوافر رؤية واضحة تمكن من سهولة التنبؤ بتطورات السوق. وأشارت المصادر إلى أن تحقيق مستقبل أفضل وآمن لقطاع الطاقة يتطلب تعاون جميع أطراف الصناعة للوصول إلى الاستقرار المنشود ووضوح الرؤية المستقبلية لتطور الصناعة والاستثمارات في هذا المجال الرئيسي في منظومة الاقتصاد الدولي.

وأوضحت المصادر أنه منذ حدوث أزمة انهيار الأسعار في (يونيو) 2014 عشنا حالة من التركيز الشديد على وضع السوق على المدى القريب بسبب القلق من انخفاض أسعار النفط ومن استمرار حالة التقلبات السعرية وزيادة الشكوك حول تطور وضع الصناعة.

ووصفت المصادر الأوضاع الحالية في سوق النفط بأنها غير مفهومة أو مبررة وتحمل رؤى آنية ضيقة لدى البعض، مشددة على ضرورة توجيه النظر إلى المستقبل ووضع صناعة النفط على المدى الطويل مع الثقة بشدة في حقيقة أن العالم سيحتاج إلى مزيد من الطاقة في المستقبل القريب.

وأضافت المصادر أن «الجميع يدرك أن الحصول على مزيد من الطاقة يتطلب مزيدا من الاستثمار»، وبحسب تقديرات «أوبك» في العام الماضي فإن الاستثمارات المتعلقة بالنفط وحدها تقدر الاحتياجات بنحو عشرة تريليونات دولار من الآن حتى عام 2040.

ورأت المصادر أن التطلع إلى المستقبل يؤكد لنا أن الصناعة ستواجه بعديد من التحديات ولذلك فمن المهم أن نفهم على نحو أفضل بعض التحديات المتوقعة، فضلا عن الفرص المتاحة وتحديد المجالات التي يجب أن يركز عليها الحوار والتعاون بين المنتجين والمستهلكين.

في سياق متصل، أكد تقرير صادر عن منظمة «أوبك» أهمية مؤتمر ومعرض أبوظبي الدولي للبترول «أديبك» المقرر عقده في الفترة من 9 الى 12 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.

وأوضح تقرير «أوبك» أن هذا هو المعرض الوحيد للنفط والغاز الطبيعي في الشرق الأوسط، وإفريقيا والمنطقة العربية في آسيا الذى يخصص بالكامل للمعدات النفطية الثقيلة المستخدمة في الاستثمارات البحرية.

وتوقع تقرير «أوبك» أن يجذب مؤتمر ومعرض أبوظبي للبترول عديدا من المشترين ومستهلكي البترول وقيادات الشركات وصناع القرار في الشركات العاملة في القطاع البحري وفي تصنيع المعدات الثقيلة والآلات المرتبطة بالاستثمارات البحرية النفطية.

وأشار التقرير إلى أن المعرض سيساعد على بلورة فكر واحد وتقارب الرؤى بين مختصي صناعة النفط العالمية خاصة فيما يتعلق بالمشاريع البحرية وسيتم خلال المعرض أيضا التعرف على التحديثات الحيوية والتطورات الجديدة في المجالات المتعلقة بصناعة النفط البحري ومنها موضوعات مثل زيادة معدلات السلامة والأمن البحري والتكنولوجيا المتقدمة في نظم الشحن.

ويقام معرض «أديبك 2015» برعاية وتنظيم شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» ويعتبر المعرض أكبر حشد وتجمع لمختصي صناعة النفط والغاز في العالم.