تشهد فعاليات الدورة الثامنة والعشرين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، برنامجاً ثقافياً مميزاً يناقش عدة محاور تتناول التغيرات والتحولات التي شهدتها الساحة الثقافية العربية في السنوات الأخيرة، إلى جانب استعراضه للمشهد الثقافي في الإمارات من خلال عدة جلسات حوارية متخصصة.
وتنظم دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، مجموعة من الجلسات الحوارية الثقافية التي تناقش نهج وإرث المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، "الشخصية المحورية لدورة هذا العام، من بينها جلسة "زايد، التنمية وبناء الدولة" والتي ستسلط الضوء على ثلاث موضوعات هي ركائز التنمية والنهضة الحديثة في فكر زايد، زايد وتمكين المرأة، والكتاب رمزاً للحضارة في فكر زايد. وجلسة "شعر الشيخ زايد الخصائص والجماليات" والتي ستبرز قيم الجمال في أشعار الشيخ زايد "طيب الله ثراه"، كونه كان يوظف قصائده لجعلها عاملاً من عوامل بناء الدولة. 
وفي جلسة ثالثة بعنوان "التنمية الثقافية والتسامح، إرث من الإلهام"، تتناول قصة الثقافة في الإمارات التي انطلقت مع المرحلة التأسيسية الأولى، وتمددت حتى شملت مرحلة الوعي والنضج والنهوض، وفق أفق ثقافي وحضاري رسم ملامحه الأولى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ذلك الأفق الذي جعل من الثقافة على هذه الأرض ركيزة مهمة في عملية البناء والتنمية. وجلسة رابعة بعنوان "زايد، الرؤية القيادية المستقبلية".
وتقدم بولندا الدولة ضيف الشرف في دورة هذا العام برنامجاً يتضمن عشرات الفعاليات، بهدف تقديم موروثاً أدبياً قيماً يعود تاريخه إلى 1,000 سنة. وتعكس تلك الأعمال التي أبدعها الأدباء من بولندا على مر القرون مراحل الازدهار والتراجع في تاريخ بولندا العريق. كما سيتم استعراض أحدث الاتجاهات في الأدب البولندي الذي يمتلك قاعدة كبيرة من القراء في الداخل والخارج، ومعظمهم في أوروبا.
كما سيتيح معرض أبوظبي الدولي للكتاب الفرصة أمام بولندا لتسليط الضوء على الأعمال الكلاسيكية الخالدة في الأدب البولندي بالقرن التاسع عشر، والإنجازات الحديثة التي حققها الأدباء البولنديون الحائزون على جائزة نوبل، من الأدب الملحمي لهنريك سينكيفيتش، وأشعار تشيسلاف ميلوش، إلى نهج فيسوافا شيمبورسكا الأكثر حداثة. 
وتخصص بولندا أيضاً جلسات وندوات حول تاريخ الفن والموسيقى والسينما البولندية بما في ذلك موسيقى شوبان وسزيمانوفسكي.
ويتضمن برنامج بولندا مجموعة غنية من الأنشطة والفعاليات إلى جانب جلسات حوارية ومناقشات حول أبرز أعمال الكتاب المعاصرين. بما يتيح الفرصة أمام جمهور معرض أبوظبي الدولي للكتاب للاطلاع على سوق الكتب في بولندا ولقاء خبراء ومختصين في مجالي الترجمة والحقوق الفكرية. بالإضافة إلى فعاليات موجهة للأطفال والناشئة يقدمها فنانين وأساتذة وكتاب بولنديين مرموقين. وسيتمكن الزوار من التعرف على ثقافات المطبخ البولندي من خلال عروض أمهر الطهاة البولنديين.
ويتخلل البرنامج الثقافي أيضاً لقاءات مع رئيس لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية، والفائزين بالقائمة القصيرة، بالإضافات إلى لقاء مفتوح مع الفائزين في جائزة الشيخ زايد للكتاب.
ويسعى البرنامج الثقافي إلى تعزيز فكرة تكامل الفنون، إذ يستضيف مجموعة من الندوات والأمسيات الموسيقية، التي تبرز أهمية الموسيقى في التقريب بين الثقافات، إلى جانب استضافة مجموعة من الندوات الخاصة بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، التي يرعاها الشاعر الإماراتي محمد أحمد بن خليفة السويدي، من بينها "الرحالون سفراء الثقافات: اكتشاف الذات والآخر" و"أبو خليل القباني من خلال رحلته إلى أميركا" الرحلة المترجمة، (الرحلة الشرقية إلى الغرب والرحالة الغربيون جهة الشرق)، و"الأفق المعرفي والتطلعات الروحية في رحلات الحج".
واستكمالاً للقضايا الثقافية التي أثارت جدلاً في المشهد الثقافي العربي يطرح معرض أبوظبي الدولي للكتاب قضية الترجمة باعتبارها احتياجاً ضرورياً لمواكبة التقدم الحضاري.
تقام الدورة الثامنة والعشرين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب على مدى 7 أيام في الفترة من 25 أبريل الجاري وحتى 1 مايو المقبل 2018 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك).