تعمل قوات النظام السوري على «اعادة تموضعها» في محيط مدينة ادلب في شمال غرب سوريا بهدف التصدي لمقاتلي جبهة النصرة والكتائب الاسلامية التي اعلنت السبت سيطرتها على المدينة، وفق ما اعلن أمس الاحد مصدر امني سوري.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس “اعيد تموضع القوات في محيط مدينة ادلب بشكل مناسب من اجل مواجهة افواج الارهابيين المتدفقين عبر الحدود التركية الى المنطقة ليكون الوضع اكثر ملائمة لصد الهجوم».
واعلنت جبهة النصرة وحركة احرار الشام وكتائب اسلامية اخرى السبت سيطرتها بالكامل على مدينة ادلب الحدودية مع تركيا لتكون ثاني مدينة تخرج عن سيطرة النظام السوري بعد مدينة الرقة (شمال)، معقل تنظيم “الدولة الاسلامية».
ونقلت صحيفة “الوطن” القريبة من السلطات أمس الاحد عن مصدر ميداني في ادلب قوله ان “الجيش نفذ عملية إعادة تجميع ناجحة لقواته في جنوب المدينة وضبط خرق المجموعات الاسلامية المتشددة في جيش الفتح بقيادة جبهة النصرة واوقف تقدمها من الجهتين الشمالية الشرقية والجنوبية الغربية». 
واشارت الصحيفة الى “ارسال تعزيزات عسكرية للجيش لبدء عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على مناطق اخلاها سابقا بعد إجلاء السكان الى مناطق آمنة عبر طريق اريحا اللاذقية».
واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان فجر الاحد العثور “على جثامين 15 شخصا في معتقل تابع للمخابرات العسكرية في مدينة ادلب”. ونقل عن مقاتلين قولهم ان “المخابرات العسكرية اعدمتهم قبل طردها من المدينة».
وسيطرت جبهة النصرة وحلفاؤها على المدينة بعد اشتباكات مع قوات النظام استمرت لخمسة ايام واسفرت عن مقتل 130 عنصرا من مقاتلي الطرفين.
وبسيطرتها على مدينة ادلب اصبحت جبهة النصرة تسيطر على معظم محافظة ادلب، باستثناء جسر الشغور واريحا التي لا تزال، بالاضافة الى مطار ابو الضهور العسكري وقواعد عسكرية اخرى، تحت ايدي قوات النظام.
ويقول خبراء ان الجبهة، وهي ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، تسعى الى اقامة كيان خاص بها مواز لـ”الخلافة” التي اعلنها تنظيم الدولة الاسلامية في مناطق اخرى في شمال وشرق سوريا وشمال وغرب العراق.
من جهة أخرى، قامت القوات النظامية السورية بقتل 15 معتقلا قبل سيطرة جبهة النصرة وحلفاؤها على مدينة ادلب الحدودية مع تركيا (شمال غرب) حسبما نقل أمس الاحد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقاتلين.
وذكر المرصد “عثر على جثامين 15 شخصا في معتقل تابع للمخابرات العسكرية في مدينة ادلب”، موضحا ان “مقاتلين قالوا أن المخابرات العسكرية أعدمتهم قبل طردها من مدينة إدلب التي سيطرت عليها جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وحركة أحرار الشام الإسلامية وتنظيم جند الأقصى وعدة فصائل إسلامية أخرى بالكامل».
وبثت جبهة النصرة شريطا مصورا على حسابها في موقع تويتر يظهر اكتشاف المقاتلين لجثامين المعتقلين في سجن في ادلب.
وتظهر في الشريط المصور تسعة جثامين على الاقل في احد الزنزانات المظلمة، ولا يمكن التحقق من كيفية مقتلهم.
وسيطرت جبهة النصرة وحلفاؤها السبت بالكامل على ادلب (شمال غرب) الاستراتيجية والحدودية مع تركيا لتكون ثاني مدينة تخرج عن سيطرة النظام السوري بعد مدينة الرقة (شمال) معقل تنظيم “الدولة الاسلامية”، منذ بدء النزاع السوري منتصف اذار/مارس 2011.