أثبت التجارب ان اصحاب الاعاقة قادرون على تحدي الواقع وأنهم اسوياء وشركاء في المجتمع مع الاصحاء لاسيما وان التوجه العام هو مع دمج المعاقين مع سائر افراد المجتمع باعتبارهم جزءا من النسيج الاجتماعي.
وعززت القوانين هذا الموقف بتطبيق عمليات الدمج في كثير من الجهات الحكومية والخاصة فيما خاض المعاقون بالرغم من اعاقاتهم المختلفة كثيرا من مجالات التحدي وبرعوا فيها وتفوق كثير منهم في الدراسة والعمل والابتكار والابداع.
وقال ناصر المرزوق الطالب في قسم الاعلام السنة الرابعة ل (كونا) أمس ان اعاقته البصرية لا تحد من تفكيره ولا تمنعه من مواصلة حياته بشكل طبيعي مضيفا انه اختار تخصص العلاقات العامة في دراسته لانه يرغب العمل في هذا المجال.
وشدد المرزوق على ان اعاقته حافز للنجاح وليست حاجزا امام طموحه بل هي دافع لتقديم افضل ما لديه مؤكدا انه لا يعاني اية مشكلة في الدراسة.
واوضح انه يخضع حاليا لفترة تدريب في وكالة (كونا) ما أتاح له فرصة كبيرة للتعرف على الميدان الصحافي اضافة الى العلاقات العامة مشيرا الى هذه الفرصة جعلته يكتشف مواهب جديدة في نفسه ومنها الرغبة بالعمل في الصحافة.
ولفت الى ان التدريب العملي يزيد من خبرة الإنسان ويوسع مداركه دون الاقتصار على المجال النظري مبينا ان ذلك كله سيساعده في مستقبله بعد تخرجه لانه يمنحه خبرة عملية وميدانية الى جانب الدراسة.
وذكر المرزوق انه في فترة بداية دخوله الجامعة “كانت هناك اصوات تتعالى بشكل مستمر” وتسعى الى إحباطه قائلة له “من سيوظف مكفوفا ولماذا اخترت المجال الاعلامي».
وشدد على انه لم يهتم بذلك على الاطلاق بل على العكس تماما “فكلما ارتفعت اصواتهم ارتفع طموحي وازدادت رغبتي في تحديهم».
واعرب عن اعتقاده بان اكبر مشكلة تواجه ذوي الاعاقة هي وضعهم منذ الطفولة في مدارس خاصة بهم قائلا “اني كمعاق ارى ان هذا التصرف خاطىء لانه نوع من انواع الاقصاء والعالم كله يسعى الى تطبيق ثقافة الدمج بين جميع شرائحه لانه الوضع الطبيعي في أي مجتمع».
واضاف المرزوق ان على المؤسسات ان تثق بقدرات الكفيف وذوي الاعاقة بشكل عام لاسيما وان التكنولوجيا الحديثة وفرت كثيرا من الاجهزة التعويضية ما سهل على الكفيف بيئة الدراسة والعمل.
وأكد ان الاكفاء افراد فاعلون في مجتمعاتهم وان كثيرا منهم يمتلكون مواهب مختلفة منها على سبيل المثال تصميم المواقع الالكترونية فهم لم يكتفوا بالمهن التقليدية التي اعتاد المجتمع على وضعهم بها والتي تقتصر على المواد الادبية.
لكنه لفت الى ان دراسة الكفيف للمجالات العلمية غير متوفرة حاليا لصعوبة تحويل كتبها الدراسية الى لغة (برايل) داعيا الجامعات والمؤسسات الحكومية والخاصة الى العمل من اجل توفير تلك الكتب لتسهيل عملية التعلم.