افتتح (متحف الأثاث الامبراطوري) في وسط العاصمة النمساوية فيينا أبوابه امام الزوار مجددا مرتديا حلة جديدة انيقة وجميلة تتلاءم مع الاحتفالات بالذكرى المئوية على سقوط الامبراطورية النمساوية (1918-2018).
وفي هذا السياق قالت مديرة القسم العلمي بالمتحف الدكتورة اليزابيث بارتا لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم السبت ان الجهات الفنية النمساوية حرصت على اظهار هذا المعلم التاريخي الاكبر من نوعه على مستوى العالم بما يستحق من اهتمام عبر تجهيزه بأحدث التقنيات تماشيا مع متطلبات العصر لتسهيل عرض خدماته على الزائرين من مختلف انحاء العالم.
واضافت ان المحافظة على الطابع التقليدي من ابرز سمات المتحف اذ زين كل ركن من أركانه الشاسعة بمظاهر الحياة اليومية لأسرة (هابسبورغ) التي حكمت النمسا لفترة تزيد على ستة قرون ولم تكن الشمس تغيب عنها كما يحلو للمؤرخين النمساويين ترديده.
وأوضحت بارتا ان قاعات العرض الفسيحة تضم اكثر من 176 ألف قطعة من الاثاث يشعر الزائر وهو يتنقل بين ارجائها وكأنه يعيش فعلا في احد القصور الامبراطورية مستحضرا من خلال الاف قطع الاثاث المتنوع اسلوب الحياة الذي كان ينعم به اباطرة النمسا منذ عهد الإمبراطورة ماريا تيريزيا التي خلد اسمها في ذاكرة التاريخ من خلال ارسائها لهذا المعلم تحت اسم (مخزن أثاث الامبراطورية) في عام 1746.
ووضعت الجمهورية النمساوية الاولى من بين قائمة انجازاتها كل ما ورثته من العهد الإمبراطوري تحت تصرف الشعب بأسره واهتمت واعتنت بالموروث الثقافي ومن ضمنه (مخزن الأثاث الامبراطوري).
ومنذ الأيام الأولى لإعلان الجمهورية سارعت الشخصيات الثقافية والتاريخية النمساوية الى حماية هذا المعلم واختاروا موقعه بعناية في الحي السابع القريب من وسط المدينة القديمة بحيث يكون بين مركزي الحكم في قصر (هوف بورغ) الشتوي في قلب فيينا وقصر (شون برون الصيفي) الذي بني على غرار (قصر فرساي) في فرنسا.
وتحول (مخزن الأثاث الامبراطوري) مع مرور الزمن الى متحف متميز يحفظ الموروث الثقافي من الضياع ويمكن الدولة الحديثة من المحافظة على استمرارية تقاليدها وتخليده على مر العصور عبر تنظيم زيارات لكبار ضيوف الدولة أثناء زياراتهم الرسمية للنمسا للاطلاع على انواع الأثاث الامبراطوري ابتداء من أدوات المائدة مرورا بالكراسي التقليدية الأنيقة وأرائك الاستلقاء المريحة ومكاتب العمل وغيرها من الأثاث الامبراطوري الذي ظل شاهدا على الحياة اليومية لأباطرة النمسا على مدى أكثر من قرنين ونصف قرن من الزمان.