واصلت عملية (عاصفة الحزم) التي تقودها المملكة العربية السعودية استهداف مواقع ومعسكرات الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في اليمن وسط تأييد إقليمي ودولي واسع.
واعلنت القيادة العسكرية لعملية (عاصفة الحزم) اليوم عن قطع طريق الامدادات بين العاصمة اليمنية صنعاء ومعقل الميليشيات الحوثية في محافظة صعدة شمالي اليمن.
وذكر المتحدث الرسمي لعمليات (عاصفة الحزم) العميد الركن احمد عسيري في ايجاز صحفي بالرياض "ان القصف الجوي استهدف اليوم أحد الجسور المستخدمة لنقل المتمردين والصواريخ" مضيفا أن "مروحيات من طراز (أباتشي) سعودية قامت بقصف تجمعات حوثية قرب حدود المملكة".
وأشار إلى قيام مقاتلات اماراتية بقصف مواقع دفاع جوي ومخازن للذخيرة قائلا إن "القوات الجوية الاماراتية استهدفت صواريخ سام وموقعا لتجمع الصواريخ والذخائر" وأكد قصف مدرج قاعدة العند في اليمن واستهداف واعطاب الطائرات التي تسيطر عليها الميلشيات الحوثية في قواعد ومطارات أخرى.
واوضح العميد الركن عسيري أن الجيش اليمني الموالي للشرعية "ما زال يقاوم الميليشيات الحوثية ويحمي اليمنيين ويدعم الشرعية وقوات التحالف تعمل على حماية كافة الشعب اليمني" مضيفا "نحن ننسق مع الشرعية واللجان الشعبية وبعض فصائل الجيش اليمني".
واشار الى عدم وجود أي تحركات برية على الحدود حتى الآن مشددا في الوقت ذاته على أنه "لن نسمح لأي أحد بامداد الحوثيين بالسلاح وعملياتنا تهدف لدعم الشرعية ووحدة واستقرار اليمن".
وفيما أعربت كل من تركيا ومصر والمغرب وباكستان عن دعمها ل(عاصفة الحزم) مبدية استعدادها للمساهمة في استعادة الشرعية في اليمن انتقد حلف شمال الاطلسي وألمانيا وإيطاليا التهديدات التي تمثلها الميليسشيات الحوثية وأكدوا أن (عاصفة الحزم) تأتي متسقة مع القوانين الدولية.
في هذا السياق بحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى ال خليفة اليوم المستجدات المتعلقة بالعملية التي تستهدف اعادة الامن والاستقرار لليمن.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف ان الرئيس السيسي أكد خلال مباحثاته مع العاهل البحريني عقب وصوله مطار شرم الشيخ أن ما تتعرض له دول المنطقة يستدعي اقامة قوة عربية موحدة يكون هدفها الأساسي الدفاع عن الدول العربية ومصالح شعوبها وفقا لأحكام ميثاق الجامعة العربية واتفاقية الدفاع العربي المشترك وبما يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة.
من جانبه ذكر العاهل البحريني "ان مقتضيات اللحظة الراهنة وطبيعة التحديات الماثلة ومتطلبات المرحلة المقبلة" تفرض "مزيدا" من المصارحة والمكاشفة والاعتراف بحدوث "تراجع ملحوظ وخطير" في الأوضاع العربية على جميع المستويات.
واضاف في بيان عقب وصوله الى شرم الشيخ أنه "انطلاقا من مسؤوليتنا التاريخية تجاه أمن المنطقة والأمن القومي العربي والسعي لترسيخ الشرعية وتحقيق الأمن والاستقرار في الجمهورية اليمنية واستجابة لطلب الرئيس عبدربه منصور هادي قررنا المشاركة مع أشقائنا في عملية (عاصفة الحزم) ضمن تحالف الدفاع عن الشرعية في اليمن".
واكد ان هذه العملية جاءت "بعد أن استنفدت جميع السبل والوسائل السياسية ولم يعد هناك من طريق أو خيار سوى التدخل العسكري لتخليص الشعب اليمني الشقيق من شرور وتبعات الانقلاب على الشرعية والدعم الخارجي له".
وأعرب في الوقت نفسه عن أمله في "أن يعود جميع اليمنيين الى الحوار ومباشرة العملية السياسية المستندة على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية والعمل من أجل مستقبل مشرق ومزدهر للجمهورية اليمنية".
من جهته شدد الرئيس المصري على ان "أمن الخليج خط أحمر وجزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري" مشددا على ان "التحديات التي تحدق بالمنطقة العربية تعد واحدة ويتعين التكاتف ووحدة الصف في مواجهتها من أجل صون مقدرات الدول والشعوب العربية".
وذكر المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف أن ذلك جاء خلال اتصال هاتفي تلقاه الرئيس السيسي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أعرب خلاله عن خالص الشكر وعميق التقدير للدعم الذي تقدمه مصر لعملية (عاصفة الحزم) سياسيا وعسكريا.
بدوره قال العاهل المغربي الملك محمد السادس ان المغرب يعتزم تقديم كل أشكال المساعدة والدعم للتحالف العسكري الذي تقوده الرياض من أجل المساهمة في إيجاد حل للأزمة التي تشهدها اليمن وإعادة الشرعية له.
جاء ذلك في اتصال هاتفي اجراه العاهل المغربي مع خادم الحرمين الشريفين الليلة الماضية وذكر الديوان الملكي في المغرب في بيان ان الملك محمد السادس أكد خلال الاتصال "وضع القوات الجوية المغربية في دولة الإمارات العربية المتحدة رهن إشارة التحالف".
على الصعيد ذاته بحث الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مع خادم الحرمين الشريفين هاتفيا التطورات الجارية في اليمن ونقلت وكالة الاناضول التركية للأنباء عن مصادر في الرئاسة التركية القول ان اردوغان "اعرب عن قلقه البالغ من انتهاك المليشيات الحوثية للاتفاقيات التي أبرمها اليمن ولقرار مجلس الأمن الدولي".
وأكد اردوغان لخادم الحرمين الشريفين أن المجتمع الدولي يشعر بالقلق من المواقف والخطوات التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها ووحدة اليمن وسلامته فيما أعرب الملك سلمان بن عبدالعزيز من جانبه عن شكره للرئيس التركي على اهتمامه البالغ ورسالة الدعم التي قدمها في هذا الصدد وأطلعه على سير العمليات الجوية التي تنفذها دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية ضد المليشيات الحوثية في اليمن استجابة لطلب تقدم به الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
من جانبه أعرب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في لقاء مع قناة (ان.تي.في) التركية عن استعداد بلاده لتقديم جميع انواع الدعم بما فيه الاستخباراتي عدا الدعم العسكري لعملية (عاصفة الحزم) في اليمن التي تقودها السعودية.
وأضاف أنه سيلتقي مسؤولين خليجيين من أجل تحديد طبيعة الدعم التركي للعملية مشيرا إلى موقف تركيا الواضح والمؤيد للعملية.
أما باكستان فقد أعلنت استعداداها للدفاع عن السعودية ضد أي خطر حيث أكد وزير الدفاع الباكستاني خواجة اصف استعداد بلاده للدفاع عن المملكة العربية السعودية في حال تعرضها لأي خطر يهدد سلامة أراضيها.
وقال اصف في بيان أمام الجمعية الوطنية (البرلمان) ان "الحكومة تعهدت بالدفاع عن المملكة العربية السعودية في حال تعرضها لخطر يهدد سلامتها الاقليمية" مضيفا أن الحكومة الباكستانية عرضت على نظيرتها السعودية ارسال وفد يضم وزير الدفاع ومستشار الشؤون الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العسكريين لتقييم احتياجات المملكة الدفاعية.
ولفت الى استعداد بلاده للعب دور في اقامة وحدة وتضامن بين الدول الاسلامية قائلا ان "باكستان مستعدة لتبني أي دور يطلب منها لتسهيل إنهاء الصراعات في العالم الاسلامي".
ولم يقل الدعم الدولي ل(عاصفة الحزم) عن الدعم الإقليمي حيث أعرب حلف شمال الاطلسي (ناتو) عن قلقه إزاء تطورات الاحداث في اليمن متهما الميليشيات الحوثية بتعريض العملية السياسية للخطر.
وقال مسؤول في الحلف الاطلسي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) "اننا قلقون ازاء التطورات الاخيرة في اليمن" مضيفا ان "عدم الاستقرار في الدولة قد يكون له عواقب وخيمة على المنطقة".
ودان المسؤول الذي فضل عدم نشر اسمه الاعمال الهجومية الاخيرة للميليشيات الحوثية والوحدات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح مؤكدا ان "أعمالها عرضت العملية السياسية والشعب اليمني للخطر".
وشدد في الوقت نفسه على ضرورة "ان يحل جميع الأطراف خلافاتها عبر الحوار والعودة الى المفاوضات" فيما اعتبرت الحكومة الألمانية عملية (عاصفة الحزم) التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد الميليشيات الحوثية في اليمن "شرعية ومتسقة مع القوانين الدولية".
وقال المتحدث باسم الخارجية الألمانية مارتين شيفر في مؤتمر صحفي "لا توجد لدينا شكوك حول شرعية العملية العسكرية" داعيا في الوقت ذاته الى السعي للتوصل الى حل سياسي للأزمة في اليمن.
واضاف شيفر ان "السعودية استجابت لطلب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الذي انتخب بطريقة ديمقراطية وذلك في ظروف خطيرة جدا تمر بها اليمن الامر الذي يعتبر من ناحية القوانين الدولية امرا شرعيا".
وكان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير قال في تصريح صحفي في وقت سابق ان بلاده تتفهم التدخل العسكري في اليمن بقيادة السعودية لاسيما وأن "الميليشيات الحوثية عزلت رئيسا منتخبا ديمقراطيا وطردته من صنعاء وواصلت ملاحقته في عدن الامر الذي دفعه الى طلب المساعدة من السعودية".
من ناحيته أكد وزير الخارجية الايطالي باولو جينتيلوني أن "إيطاليا تتفهم القلق السعودي إزاء التطورات التي تشكل تهديدا لأمن المملكة ولجوءها للقيام بعملية (عاصفة الحزم) التي تأمل روما أن تنتهي سريعا".
وأضاف جينتيلوني خلال جلسة استماع مع اللجنة البرلمانية للشؤون الأمنية والاستخبارية أن الحكومة الإيطالية تتفهم عملية (عاصفة الحزم) العربية لدرء مخاطر سيطرة المتمردين المسلحين على اليمن مع تفضيلها الحل السياسي في سائر الأزمات.
وأشار وزير الخارجية الإيطالي إلى أنه أجرى اتصالا هاتفيا بنظيره السعودي الأمير سعود الفيصل قبل العملية التي تأتي لكبح جماح الميليشيات الحوثية وحماية الشرعية في اليمن و"ستكون محدودة المدة".
وأوضح أن "العمل الدبلوماسي يبقى هدف الاستراتيجية الايطالية في اليمن وفي كل الأزمات بالشرق الأوسط" فيما أبدى أعضاء اللجنة البرلمانية قلقا كبيرا ازاء الوضع في اليمن باعتبار أن "تهديد القاعدة لا يقل خطرا عن تهديد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)".
   وانطلقت فجر امس الخميس عملية (عاصفة الحزم) العسكرية التي تقودها المملكة العربية السعودية وتشارك فيها خمس دول خليجية وخمس دول عربية واقليمية تلبية لطلب الرئيس اليمني لوقف انقلاب الميليشيات الحوثية والحفاظ على أمن واستقرار اليمن ودعم الشرعية فيه.
   وكانت القيادة العسكرية لعملية (عاصفة الحزم) قد اعلنت امس نجاح المرحلة الاولى من العمليات في اليمن حيث استهدفت تدمير الدفاعات الجوية للحوثيين ومنصات صواريخ (سام) المضادة للطائرات مؤكدة أن العمليات ستستمر حتى تحقق أهدافها بمساعدة الشعب اليمني على التخلص من الميليشيات الحوثية.