شهدت تعاملات سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) امس  حالة من التذبذب صوب الأسهم التشغيلية وبعض الأسهم القيادية المكونة لمؤشر (كويت 15) وسط مضاربات على الأسهم متدنية القيمة دون 50 فلسا.
 
واستمرت وتيرة التباين على معظم الأسهم التي تم التداول عليها علاوة على دوران السيولة عند معدلاتها العادية وسط هدوء في الأداء العام في حين ارتفع المؤشر السعري في الساعة العاشرة بسبب وجود ارتفاعات لافتة على أسهم (نابيسكو) و(يوباك) و(الصالحية) و(اسمنت) و(الخليج للتأمين).
 
وكانت أوامر الدخول على بعض الأسهم الخاملة هي السمة الواضحة في منوال الأداء وسط استمرار الضغوطات البيعية على الأسهم القيادية في حين كانت العمليات المضاربية تتحكم في أوامر المتعاملين منذ بداية افتتاح الجلسة وحتى قرع جرس الإغلاق.
 
ويترقب السوق ما ستنجم عنه تحركات الأسواق العالمية ومدى انعكاساتها على أسواق المال في المنطقة إذ ينتظر المستثمرون نتائج اجتماع المجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي (البنك المركزي) غدا حول توقيت رفع أسعار الفائدة فضلا عن مراقبة أسعار النفط.
 
ولليوم الثالث على التوالي ركز عموم المتعاملين الأفراد والمحافظ المالية على الأسهم القيادية في الساعة الأخيرة من عمر الجلسة في حين مازال قرار انسحاب بعض الشركات بشكل اختياري من السوق يلقي بظلاله على تحركات صغار المتعاملين الذي غلبت على تعاملتهم العشوائية.
 
يذكر أن المؤشر السعري لسوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) أغلق جلسة اليوم مرتفعا 46ر11 نقطة ليصل عند مستوى 5769 نقطة في حين بلغت القيمة النقدية نحو 53ر11 مليون دينار تمت عبر 3386 صفقة نقدية وكمية أسهم بلغت 24ر164 مليون سهم.
 
وقال المُحلل الفني لأسواق المال مدير محفظة استثمارية، بدر ناصر العتيبي، إن الوضع لاحظنا فيه اتجاه بعض المتداولين نحو الأسهم الخاملة ورفعوا السوق، بينما كان الوضع في الأيام السابقة عبارة عن عملية تخويف للمتداولين وتجميع على الأسهم.
 
ويرى “العتيبي” أن وضع التداولات أفضل من قبل ، لكنه أشار إلى أن السوق الكويتي لا يوجد به مُحفزات ولا صانع سوق ولا دعم من الحكومة.
 
ومن الناحية الفنية وتوقعاته لجلسة  اليوم  الثلاثاء ، قال “العتيبي” إن المؤشر العام يحظى بدعم عند مستوى 5744 نقطة، فيما يواجه مقاومة عند مستوى 5794 نقطة، مُشيراً إلى أن الهدف هو النقطة 6103، متوقعاً بأن تشهد الأيام القادمة صعود للبورصة، ناصحاً المتداولين بعدم القلق والاحتفاظ بما يمتلكون من أسهم.
 
وبالنسبة للأداء القطاعي، تصدر قطاع “التكنولوجيا” ارتفاعات بنمو نسبته 2.67% تقريباً، فيما تصدر قطاع “الرعاية الصحية” التراجعات بانخفاضه عند الإقفال بحوالي 2.23%.
 
واحتل سهم “ريــم” صدارة قائمة أعلى ارتفاعات اليوم بالبورصة الكويتية بنمو نسبته 7.4% تقريباً، فيما احتل سهم “صفوان” صدارة التراجعات بانخفاض تُقدر نسبته بحوالي 7.6%.
 
وبالنسبة لتداولات الأسهم ، فقد تصدر سهم “الامتياز” نشاط التداول على كافة المستويات بحجم يُقدر بحوالي 28.4 مليون سهم، بسيولة بحدود 2.12 مليون دينار، مع ارتفاع للسهم بنسبة 1.4% تقريباً.
 
أوضح  أمين عام اتحاد شركات الاستثمار بالكويت رمضان الشراح ، أن الأسواق المالية الخليجية سجلت خسائر قوية خلال الفترة القليلة الماضية، وذلك على خلفية تدهور جديد في أسعار النفط الخام، واجتاحت الموجة الحمراء السوق الكويتي.
 
وفقد مؤشر البورصة معظم مكاسبه منذ يناير من العام الحالي، كما تبع ذلك انسحاب مجموعة من الشركات من سوق الكويت للأوراق المالية؛ بسبب ضعف التداول على أسهم الشركة، وضعف الثقة بالسوق، وعدم وضوح الرؤية بالنسبة للأسواق المالية بالمنطقة، وتراجع حجم السيولة في الكويت.
 
وقال “الشراح” في بيان للاتحاد، حصلت “مباشر” على نسخة منه، إن هناك عوامل خارجية ساهمت في تدهور أحوال البورصة الكويتية مثل، تراجع أسعار النفط الخام تحت ضغط وفرة المعروض، ومخاوف من ضعف الطلب بفعل تباطؤ النمو الاقتصادي، وأزمة الديون اليونانية التي ساهمت في زعزعة ثقة المستثمر إلى حين تم حل المشكلة.
وأضاف أنه من بين العوامل الخارجية الأخرى، تراجع أداء مؤشر أسواق دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 6.5% خلال الأسبوع الأخير من الشهر الماضي أثر بيانات اقتصادية سلبية من الصين، بالإضافة إلى تأثير تعديل مؤسسة “فيتش” للتصنيف الائتماني النظرة المستقبلية للسعودية من مستقرة إلى سلبية.
 
وأوضح “الشراح” أن من بين العوامل الداخلية التي أثرت على البورصة الكويتية وساهمت في تردي أوضاعها، غياب “صناع السوق”، وافتقاد الدور الفعّال للمحفظة الوطنية مما جعل بعض المتعاملين في السوق يخرجون بصورة عشوائية أملاً في إيقاف الخسائر.
 
ذلك وقال الصندوق السيادي السنغافوري “تيماسيك هولدنجز”  إن الانباء حول تحالف محتمل مع شركة صافولا السعودية للاستحواذ علي “أمريكانا” هي مجرد تكهنات وشائعات .
 
وأضاف “ أن التكهنات والشائعات التي يتم تداولها حول تلك الصفقة لا يمكن التعليق عليها كونها مجرد “شائعات”.
ويذكر أن أنباء تم تداولها خلال الأيام الماضية حول صفقة محتملة لبيع أسهم “ أمريكانا “  لصالح تحالف يضم كلاً من الصندوق السيادي السنغافوري “تيماسيك هولدنجز”، وشركة “صافولا السعودية” في صفقة تقدر بنحو 5 مليارات دولار .
 
وقالت “ أمريكانا “ إنها تلقت كتاباً من شركة الخير الوطنية للأسهم والعقارات يُفيد بأن مسألة تخارجها من الشركة ما زالت تخضع لمباحثات مستمرة مع عدة أطراف.
 
كما قالت شركة المواساة والرعاية الصحية (MHC)، إن مجلس الإدارة اجتمع، يوم الخميس الماضي الموافق 10 سبتمبر الجاري؛ لمناقشة موضوع الانسحاب الاختياري من السوق الكويتي.
 
وقالت “الشركة” في بيان نُشر لها، امس  الاثنين، على الموقع الرسمي للبورصة، إن مجلس الإدارة قرر تأجيل بحث موضوع الانسحاب من البورصة لحين عرض مسودة البيانات المالية عن السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2015، ولتقديم مزيد من الدراسة وأثر ذلك على مصلحة المساهمين والشركة.