زادت التكهنات في الشارع الرياضي الكويتي عن قرب رحيل التونسي نبيل معلول عن قيادة منتخب الكويت الذي تولاه منذ تسعة أشهر خلفا للبرتغالي فييرا.

وأشارت المصادر التي تتحدث عن قرب نهاية مسيرة معلول مع المنتخب الكويتي الى ان المدرب ضاق ذرعا من الأحوال المحيطة به بالازرق منذ استلامه المهمة، والحملة التي شنت على المدرب من بعض الجماهير الكويتية وحتى هيئة الشباب والرياضة الكويتية والتي أوقفت راتبه مؤخرا لتخليه عن الأزرق في أوقات كثيرة لارتباطه في قناة رياضية بوظيفة محلل.

والسؤال الذي يطرح نفسه هل يملك معلول عروضا مغرية لقيادة منتخبات عربية، وأيضا فرق آسيوية وأفريقية وبمبلغ يفوق ما يحصل عليه من تدريب منتخب عريق بحجم الأزرق الكويتي؟، وهل سيرحل معلول في أصعب أوقات التصفيات حيث الأزرق الكويتي مقبل على مباراتين من العيار الثقيل أمام لبنان ومن ثم كوريا الجنوبية في الكويت؟

 ومن دون شك فإن معلول يستحق ان يكون في بؤرة اهتمام أكثر من نادٍ، وأيضا على قائمة المدربين المطلوبين لمنتخبات عربية وخليجية، فهو مدرب يتمتع بالشخصية القوية ويملك أدوات كثيرة للنجاح. 

كما ان معلول وبطبعه منذ ان كان لاعبا يحب المغامرة المبنية على أسس وعوامل النجاح، ويتميز بالجرأة التي خولته للانتقال الى الأفريقي التونسي الغريم التفليدي لناديه الذي نشأ وترعرع فيه الترجي التونسي، والذي كان بوابته نحو الاحتراف  في نادي هانوفر الألماني وظل هناك عامين قبل أن يعود إلى الترجي، ومن ثم انتقل إلى الاهلي السعودي.  واختتم معلول مسيرته الناجحة في الملاعب ب 74 مباراة دولية، سجل خلالهم  11 هدفا، وهو رقم كبير كونه كان احد عناصر خط الوسط وليس الهجوم.

وعلى صعيد التدريب انتقل معلول كثيرا في تونس ما بين الترجي والبنزرتي التونسيين، ومن ثم المنتخب التونسي كمساعد، ومن ثم الجيش القطري، ونجح معلول خلال تلك الفترة الى صناعة اسما لائقا في عالم التدريب خوله لان يتولى تدريب منتخب بحجم منتخب الكويت، وعلى حد قوله وقتها انه ضحى بعقود أكبر من قيمة ما يتقاضاه من المنتخب الكويتي، لكن شرف تدريب منتخب الكويت أكبر من اي قيمة مادية حسب قول معلول.

واليوم وبعد مرور تسعة أشهر قاد خلالها معلول الأزرق في كأس آسيا، وخرج الازرق من الدور الاول، وفي ثلاث مباريات متفاوتة المستوى في التصفيات الاسيوية حقق فيها الازرق الفوز جميعا وبات ينافس وبقوة لبلوغ الدور الثاني في التصفيات الاسيوية، لاسيما لو حقق الخطوة الاصعب وتجاوز منافسه في المجموعة السابعة المنتخب الكوري الجنوبي والذي يستضيفه على أرضه بعد 32 يوما، تترد أنباء عن عروض مغرية لمعلول، وقرب انتقاله عن تدريب الأزرق.

سيخطأ معلول لو تخلى عن ما انجزه مع الازرق الكويتي، فالوصول لكأس العالم 2018 او حتى الوصول للدور الثاني سيكون إنجاز العمر لمعلول ونقله في مشواره التدريبي لن تتكرر بسهولة، وعلى فرض أخفق معلول مع الأزرق فلن يخسر كثيرا في مشواره التدريبي كونه طور وبشهادة البعض من اداء المنتخب الكويتي، الامر الذي سيحافظ على اسهمه العالية في سوق المدربين.

ثانيا بات المدرب معلول يحظى بثقة اللاعبين في المنتخب الكويتي والاتحاد الكويتي وأيضا الكثير من الجماهير الكويتية وهي أمور من الصعوبة ان تتحقق من دون عمل جاد، كما أن فرصة استضافة الكويت لكأس الخليج 23 كبيرة وقيادة الازرق على ارضه وبين جماهيره ستساعده كثيرا على تحقيق اللقب.

ثالثا وهو الأهم ليس من المنطقي ان يفرط الاتحاد الكويتي في المدرب معلول في هذا التوقيت، وقبل المباراة الاصعب في مشوار التصفيات امام المنتخب الكوري الجنوبي.

معلول مرتبط بعقد مع الاتحاد الكويتي ومن الصعوبة ان يوافق الاتحاد الكويتي على فسخ هذا التعاقد، وحتما سيطلب من المدرب الاستمرار في مهامه، لاسيما ان ما يعانيه الاتحاد في الوقت الحالي ليس بمكان للدخول من جديد في دوامة اختيار مدرب بديل لمعلول.

رحيل معلول عن الازرق سيكون في حال أراد الاتحاد الكويتي ذلك، وليس اذا أراد معلول الذي في قرارة نفسه يود الاستمرار مع الأزرق أملا ي الوصول الى منصات التتويج.