تتوجه انظار الجميع إلى ملعب جوزيبي مياتزا بمدينة ميلانو الايطالي اليوم، لمتابعة ديربي ديلا مادونينا الذي يجمع بين قطبي المدينة انتر ميلان وايه سي ميلان في الجولة الثالثة من الكالشيو.

عدسات الكاميرات ستراقب بوضوح المدرب الصربي سينيسا ميهايلوفيتش المدير الفني للميلان والذي يخوض اول ديربي رسمي له مع الميلان وهي المواجهة التي تعني الكثير له.

ميهايلوفيتش قضى عاميه الاخيرين في الملاعب مرتديا القميص الازرق والاسود الخاص بفريق الانتر قبل ان يعمل عامين اخرين فور اعتزاله كمدربا مساعدا ضمن الطاقم التدريبي للانتر وهو ما يجعل المواجهة طعما خاصا، فبالرغم من انه ليست مواجهته الأولى لفريق السابق منذ عمله كمدربا، حيث سبق له مواجهة الانتر عندما كان مدربا لبولونيا وفيورنتينا وكاتانيا وسامبدوريا ولكن الديربي يظل دائما ديربي، له طعما خاصا ونكهة فريده من نوعها.

مواجهة ميهايلوفيتش لفريقه السابق لن تكن هي النقطة الوحيدة التي ستشغل انظار الجميع ، ولكن مواجهته للمدرب مانشيني المدير الفني للانتر تحديدا ستزيد من لهيب اللقاء واشتعال، فمانشيني والذي زامل الصربي ميهايلوفيتش عدة سنوات في لاتسيو كلاعبا قبل ان يقوم بتدريبه في فريق العاصمة الايطالية ثم حرص على ضمه للانتر بعد تولي تدريبه بعد انتهاء حقبة لاتسيو ليضمه بعدها للجهاز الفني للانتر ويعينه مساعدا له بعد اعتزال ميهايلوفيتش كرة القدم عام 2006.

مواجهة ميهايلوفيتش للايطالي مانشيني وبالرغم من لعبهما سويا لمدة 3 أعوام تقريبا في لاتسيو إلا انها مواجهة التلميذ والاستاذ، فالمدرب الصربي تعلم فنون التدريب في مدرسة مانشيني وهو ما يعترف به ميهايلوفيتش دائما والذي يدين دائما بالفضل للمدرب الايطالي في مساعدته والاخذ بيده عند قراره بدخول عالم التدريب اثر الاعتزال.

يذكر ان الفريقين لعبا سويا قبل انطلاق الموسم في بطولة تيم الودية ونجح وقتها التلميذ ميهايلوفيتش في التفوق على استاذه بهدفين مقابل هدف واحد، فهل يكرر تفوقه في اول مواجهة رسمية بينهما ؟.

وديربي مدينة ميلانو او ديربي الغضب او ديربي ديلا مادونينا مثلما يحلو للايطاليين تسميته إشارة إلى تمثال السيدة مريم الموجود أعلى الكاتدرائية الشهيرة « الدومو « والتي تعد أشهر معالم المدينة السياحية هي كلها أسماء لأحد أهم وأضخم مباريات الديربي في الكرة الارضية بأكملها كونه الوحيد الذي فاز طرفاه ايه سي ميلان وانتر ميلان من قبل ببطولة دوري أبطال اوروبا وهي البطولة الأكبر والأشهر في العالم على صعيد بطولات الأندية.

الديربي تعود بدايته إلى عام 1908 وهو نفس العام الذي تأسس فيه انتر ميلان عندنا التقى الفريقان في شهر اكتوبر في بطولة كياسو والتي اُقيمت في سويسرا وانتهت وقتها المباراة بفوز ايه سي ميلان بنتيجة 2-1 ومنذ حينها والمنافسة بين الفريقين تزداد شراسة وامتدت إلى كل المستويات حتى وصلت إلى المنتخب الايطالي نفسه حيث كان ساندرو ماتزولا نجم انتر ميلان وجياني ريفيرا نجم الميلان ضمن صفوف المنتخب وكان يشارك أحدهما على حساب الأخر ولا يشاركان سويا وأصبحت مشاركة اي منهما مع ايطاليا مصدرا لتفاخر جمهور ناديه واعتباره انتصار مبين.

كما يرفض جمهور الميلان حتى اليوم تسمية ملعبهم والذين يلعبون عليه مشاركة مع انتر ميلان باسم جوزيبي مياتزا وهو الاسم الرسمي للملعب وذلك لأن مياتزا والذي لعب للناديين صنع تاريخه كله مع الانتر ولم يحقق اي نجاحات تذكر مع الميلان مفضلين اطلاق اسم سان سيرو عليه وهي اسم المنطقة التي يقع فيها الملعب.

المنافسة بين الناديين امتدت إلى كل القطاعات المحلية والاوروبية ايضا حيث إلتقى الفريقان في بطولة الدوري الايطالي وكأس ايطاليا والسوبر الايطالية وبعض البطولات المحلية القديمة التي لم تعد تُلعب حاليا بالإضافة إلى دوري ابطال اوروبا وبلغ مجموع المباريات الرسمية بينهما 214 مواجهة انتهت 76 منهم بفوز انتر ميلان فيما فاز الميلان في 74 وكان التعادل هو سيد الموقف في 64 مواجهة.

سجل الانتر خلال اللقاءات الماضية 291 هدفا بينما سجل الميلان 287 وهي الأرقام التي توضح حجم المنافسة الشرس بين الناديين ويعد الانتر هو الأكثر تفوقا في مواجهات بطولة الدوري حيث فاز 68 مرة مقابل 61 مرة للميلان بينما كان الميلان هو الأكثر فوزا في بطولة كأس ايطاليا برصيد 9 مرات مقابل 7 انتصارات للانتر بخلاف انتصار الميلان في المواجهة الوحيدة التي جمعتهما في بطولة السوبر الايطالية.

بينما كان الفوز اوروبيا ايضا دائما من نصيب الميلان حيث التقى الفريقان مرتين في دوري ابطال اوروبا عامي 2003 و 2005 كل منهما كان بنظام الذهاب والاياب فتعادل ذهابا وايابا في المرة الأولى وحسمت قاعدة الهدف خارج الأرض التأهل لصالح الميلان فيما انتهت مواجهتي عام 2005 لفوز الميلان ذهابا وايابا ولم تكتمل مباراة الاياب بسبب أعمال الشغب التي قام بها جمهور الانتر وتم احتساب اللقاء لصالح الميلان بنتيجة 3-0 والذي كان متقدما بالفعل بهدف دون مقابل.

الانتصار الأكبر في الديربي كان لصالح الميلان بسداسية دون مقابل عام 2001 بينما كان أكبر فوز للانتر عام 1910 عندما حسم الديربي لصالحه بنتيجة 5-0.

ويعد الاوكراني اندري شيفشينكو مهاجم الميلان السابق هو الهداف الأول للديربي برصيد 14 هدفا يليه جوزيبي مياتزا برصيد 13 هدفا منهم هدف وحيد سجله بقميص الميلان في الديربي  ، فيما كان الهدف الأسرع في الديربي من نصيب ساندرو ماتزولا عام 1963 بعد مرور 13 ثانية فقط بينما يعد لاعب الميلان جوزيه التيفاني هو الأكثر تسجيلا في مباراة واحدة بتسجيله 4 أهداف عام 1960 خلال المباراة التي انتهت بفوز الميلان 5-3بينما يعد سطورة الميلان باولو مالديني هو الأكثر مشاركة في الديربي برصيد 56 مباراة يليه زانيتي اسطورة الانتر برصيد 47 مباراة.

كما يملك الأرجنتيني والتر صامويل مدافع الانتر السابق رقما قياسيا تاريخيا في لقاءات الديربي حيث شارك في فوز الانتر في 10 مرات متتالية ولم يفشل الانتر ابدا أثناء مشاركته في تحقيق الفوز باستثناء اللقاء الأخير العام الماضي والذي انتهى بفوز الميلان.

وسبق لعدد كبير من اللاعبين ان مثل كلا الناديين على رأسهم جوزيبي مياتزا وكلارنس سيدورف وزلاتان ابراهيموفيتش وماريو بالوتيلي وروبيرتو باجيو واندريا بيرلو ورونالدو بينما قام عدد من المدربين بتدريب الفريقين خلال مسيرتهما التدريبية على رأسهم الثلاثي تراباتوني وليوناردو وزاكيروني واخيرا ميهايلوفيتش المدير الفني الحالي للميلان والذي عمل كمدربا مساعدا لمانشيني المدرب الحالي للانتر خلال ولايته الاولى كمدربا للنيرازوري قبل عدة سنوات.

الحالة الفنية السيئة التي يعاني منها الفريقين خلال السنوات الأخيرة اثرت بشكل كبير على التركيز الاعلامي والاهتمام بالمباراة التي كانت سابقا محل انتظار من عشاق اللعبة في العالم بأثره وعدم مشاركتهما هذا الموسم في دوري ابطال اوروبا لفشلهما في انهاء الموسم الماضي في مركز مؤهل للبطولات الاوروبية.