لم يتوقع أحد أن تنقلب أحوال جاريث بيل بهذا الشكل، فلاعب ريال مدريد أنهى الموسم الماضي بأفضل شكل، وتمت الإشادة به بأفضل الطرق.
صحيفة ماركا على سبيل المثال وبعد الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، وصفته بالرجل الحاسم، الذي دفع قيمة صفقته بهدفين من أغلى نوع؛ واحد في برشلونة وآخر في أتلتيكو مدريد، كما تحدث رئيس ريال مدريد بعد معركة أتلتيكو آنذاك قائلا «من أجل ذلك جعلناه الأغلى في التاريخ».
هدفان فقط، جلب فيهما بطولتان بشكل مباشر، ولكن كل شيء تغير الآن، فالجميع نسي تلك اللحظات، وبات جاريث بيل الملاك الطائر شيطانا في نظر الجميع تقريبا، ولم يعد أحد يستطيع الدفاع عنه مع تراجع المستوى بشكل مستمر.
نظرية كبش الفداء المدريدي
على العكس من عديد الأندية الكبيرة الأخرى، ريال مدريد عادة ما يعتبر المركز الثاني فشلا مهما كان اللقب الذي ينافس عليه والخصم الذي يواجهه، وقد تساهم مباراة واحدة كبيرة بحسم مستقبل لاعب أو مدرب.
والعادة في ريال مدريد، أنه لا بد من كبش فداء لكل فشل، هذا الكبش إما أن يكون المدرب، أو نجم، أو كليهما، وبسبب قيمة صفقة جاريث بيل، وبسبب حماية الإعلام لكريم بنزيمة إكراما لزيدان، واستحالة محاربة رونالدو، وحماية اللاعبين الإسبان بشكل زائد عن الحد، وعدم وجود أي منفذ لانتقاد توني كروس ومودريتش للمستوى الممتاز الذي يأتيان به، بات جاريث هو الضحية الكبرى وكبش الفداء الأسهل.
لم يساعد جاريث بيل نفسه في الكلاسيكو ولا في المواجهات المهمة هذا الموسم، ورغم أنه قام بواجب دفاعي مهم في كامب نو، لكنه هجوميا قارب الصفر، فاصطادته صحافة مدريد من جديد، ونسيت أن إيكر كاسياس ساهم بشكل أكبر بالخسارة، بل تجاهلت كل مقاطع الفيديو التي تشير إلى ردات فعل سلبية من قبل الفريق الفني على طريقة تصديه للهدف الثاني، الذي كان نقطة انتكاسة الملكي في الكلاسيكو.
ولعل هذا الموقف المتكرر، هو ما دفع قناة بي بي سي في السابق لمهاجمة صحيفة ماركا، واتهامها بأنها تجعل من جاريث بيل كبش فداء، وهي نفس الصحيفة التي جلبت مورينيو ثم أقنعت الجماهير بضرورة رحيله، ثم وللمصادفة «تحدثت عن أن قرار إقالة بيليجريني كان خطأ علما أنها دعمته في الماضي».
لقطة فالنسيا 
في تقرير نشرته ، تحدثت صحيفة ديلي ميل عن تحول قصة جاريث بيل الجميلة التي أنهاها الموسم الماضي، إلى كابوس حقيقي هذا الموسم.
الصحيفة في تقريرها المطول ركزت على عدم تعرض اللاعب الويلزي لأية انتقادات أثناء سلسلة الانتصارات، ولكن الموقف كله تغير وتحول، منذ السقوط أمام فالنسيا، والذي تورط فيه جاريث بلحظة أنانية بعدم التمرير رغم انفراده والنتيجة 1-1.
تم اتهام الويلزي آنذاك بالتسبب بمنع تحقيق الرقم القياسي، الأمر الذي شكل ضربة معنوية قوية لريال مدريد، كما خلق جرحا لا ينسى تجاه اللاعب الويلزي، ومن يومها تغير التعامل معه، وباتت كل خسارة لمدريد لا بد من ربطها به، إعلاميا وجماهيريا، وكأن تلك اللقطة هي التي قتلت روح اللاعب الذي تراجع مستواه بعدها، وقتلت العلاقة بينه وبين الجماهير.
أنشيلوتي لا يساعد جاريث بيل
عندما خرج دي ماريا من المواجهة أمام سلتا فيجو، وأطلقت الجماهير صافرات الاستهجان تجاهه، وطالبت ببيعه، قام كارلو أنشيلوتي بمساعدته وإعطائه فرصة بشكل مختلف، حيث غير مركزه، وتفاصيل أدواره، ليعيش أفضل 4 أشهر في مسيرته الكروية كلها.
أنشيلوتي لا يفعل ذات الشيء مع جاريث بيل، فهو يبقيه على الجناح الأيمن حيث لم يستطيع الثبات على الأداء، ولعل محاولة قلب الأدوار بينه وبين إيسكو قد تأتي بنتيجة أفضل للإثنين، ولعلها حتى تغير شكل الثلاثي الهجومي بحيث يلعب جاريث بيل خلفهما (المكان الذي تألق فيه مع فيلاس بواس في توتنهام) سيعطيه دافعا ويحسن العلاقة، وربما ينقذ مسيرته في الملكي وقيمته التجارية.