توقع خبير نفطي كويتي ارتفاع المخزون النفطي العالمي الي مستويات تاريخية بزيادة 1ر2 مليون برميل يوميا هذا العام والذي سينتهي بزيادة الفائض في المعروض من إمدادات النفط على مستوى الطلب.
وقال الخبير النفطي محمد الشطي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم إن هذا الوضع سيتحسن كثيرا خلال عام 2016 من خلال تناقص الفائض مما يؤدي إلى بناء المخزون في العالم يقدر ب 700 ألف برميل يوميا فقط الأمر الذي يعد مؤشرا ايجابيا في سوق النفط.
وأوضح الشطي أن السوق النفطي عام 2015 يعاني عدة أمور منها الفائض في السوق الذي يسهم في بناء المخزون النفطي وتحسن إنتاجية الحفر في الولايات المتحدة ومتانة الدولار الأمريكي ومخاوف اقتصادية ذات علاقة مباشرة بالصين.
وذكر أن الصين تعد المحرك الرئيسي لتنامي الطلب في العالم خلال السنوات العشر الماضية ولتباطؤ الاقتصاد الصيني تبعات على التجارة وتنامي الاقتصاد في آسيا وأمريكا اللاتينية.
وبين أن ارتفاع واردات الصين من النفط الخام بغرض بناء المخزون الاستراتيجي وتشغيل المصافي هناك لتوفير منتجات بترولية في السوق النفطية كان غطاء لاستمرار متانة الطلب على النفط خلال الأشهر الماضية.
وأضاف أن السوق "باق في الوفرة النفطية ويتزامن ذلك مع ضعف الطلب حيث إن ارتفاع المعروض من النفوط الخليجية بأنواعها الذي بدأ منذ شهر أبريل واستمر بوتيرة ثابتة ودخول عدد من المصافي برامج الصيانة وضغوط على النفط الفائق النوعية من أمريكا وإفريقيا وأوروبا تشكل أسبابا لضعف الأسعار وتقلبها".
وحول ما يحتاجه السوق النفطي خلال الأشهر المقبلة أوضح الشطي أن السوق بحاجة الى تعاف في هوامش أرباح المصافي مما يشجع رفع معدل تشغيل المصافي في العالم خلال فصل الشتاء الممتد من شهر أكتوبر ويستمر إلى نهاية مارس 2016 وهو ما يساعد على توازن السوق ودعم الأسعار خلال الأشهر المقبلة بعيدا عن تأثير انتاج إيران على معادلة الوفرة النفطية في السوق.
وأفاد بأن ما يطغى على حراك أسعار النفط الخام في السوق التذبذب والتقلب ومصدره انطباعات لدى المضاربين في غياب أرقام وحقائق أو جهود واضحة لسحب الفائض في السوق وتقديم بوصلة دقيقة أو خارطة حتى تسلكها الأسعار ويطمئن إليها اللاعبون كافة في السوق.
وتابع أنه "في غياب تلك المؤشرات واستمرار ضعف الأساسيات فإن أي مراقب لا يملك إلا أن يتوقع استمرار ضعف أسعار النفط خلال الأشهر المقبلة والأقرب في ذلك هو استمرار مستوى الأسعار ما بين 40 الى 50 دولارا للبرميل".
وعما إذا ما كانت هناك بوادر مؤشرات إيجابية أوضح الشطي أن هذه البوادر متوفرة وتكمن في انخفاض في تقديرات إجمالي إنتاج النفط الأمريكي بمقدار 500 ألف برميل يوميا ما بين شهري يونيو 2015 ويناير 2016 "وهو وإن كان غير كاف لإحداث التوازن لكنه بلا شك سبب في سحب الفائض وتحقيق التوازن خصوصا في السوق الأمريكي".
وحسب توقعات صناعة النفط أشار إلى أن إجمالي إنتاج النفط الأمريكي ارتفع نحو 6ر1 مليون برميل يوميا خلال عام 2014 مقارنة مع عام 2013 وارتفع 900 ألف برميل يوميا خلال عام 2015 مقارنة مع عام 2014.
وأوضح الشطي أن هذه الزيادة ستقل لتكون فقط 300 ألف برميل يوميا أو أقل خلال عام 2016 مقارنة بعام 2015 والسبب وراء ذلك يعود لضعف أسعار النفط الخام.
وأفاد بأن استمرار (برنت) حول المستويات الحالية يؤثر سلبا على قدرة المنتجين للنفط الصخري على التأقلم خصوصا مع تناقص قدرتهم على استخدام أدوات مالية مثل التحوط.
وذكر الشطي أن هناك قناعة في السوق بأن انتاج العراق الذي يدور حول أربعة ملايين برميل يوميا يفيد بأن قدرة العراق الإنتاجية ربما تظل عند المستويات الحالية على الأقل لعامين قادمين مشفوعا بعوامل تقنية.
وقال إن عودة النفط الإيراني إلى السوق النفطي قد تتأخر إلى ما بعد أبريل 2016 أو إلى ما بعد سبتمبر 2016 وهي أمور تصب في مصلحة استقرار الأسعار متوقعا ارتفاعها إلى مستوى جديد ما بين 55 إلى 65 دولارا للبرميل خلال عام 2016 بحسب هذه الافتراضات خصوصا مع توقعات ارتفاع الطلب على نفط الأوبك بمقدار يقارب 1 مليون برميل يوميا وهو مؤشر إيجابي للسوق إذا ما تأخر النفط الإيراني لأسواق النفط.
وبين أن من المؤشرات الإيجابية توقع انخفاض في إنتاج النفط في روسيا والمكسيك وبحر الشمال مع ثبات إنتاج منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) حول 5ر31 مليون برميل يوميا بدلا من الاستمرار في الزيادة وبالتزامن مع انخفاض في انتاج النفط الأمريكي واستمرار في تعافي الطلب على النفط وهي أمور ايجابية لمصلحة السوق.