أعلنت المنظمة العالمية للارصاد الجوية التابعة للامم المتحدة اليوم الخميس ان الاعوام من 2015 إلى 2017 كانت الأكثر احترارا حتى الآن.
وأوضحت المنظمة في بيان ان هذه النتيجة تؤكد ان هناك ثمة إشارة واضحة إلى استمرار الاتجاه طويل الأمد لتغير المناخ الناجم عن زيادة تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي للأرض.
واستند البيان الى "تحليل مجمع لقواعد بيانات دولية رئيسية أجرته المنظمة اكد أن متوسط درجات الحرارة السطحية العالمية في عام 2017 قد تجاوز نظيره في فترة ما قبل العصر الصناعي بزهاء 1ر1 درجة مئوية".
ونقل البيان عن الأمين العام للمنظمة بيتيري تالاس قوله ان "الاتجاه الاحتراري الطويل الأمد أهم بكثير من مجرد ترتيب السنوات المختلفة وأن هذا الاتجاه تصاعدي".
وأضاف "أن هذا القرن قد شهد 17 عاما من أحر 18 عاما مسجلة وأن درجة الاحترار خلال الأعوام الثلاثة الماضية كانت غير عادية حيث كان مستوى الاحترار ملحوظا بشكل خاص في المنطقة القطبية الشمالية الأمر الذي سيكون له تداعيات عميقة وطويلة الأجل على مستوى سطح البحار وعلى أنماط الطقس في أنحاء أخرى من العالم".
ووفقا للبيان فقد تجاوز متوسط درجات الحرارة العالمية في 2017 المتوسط طويل الأجل للفترة (1981 - 2010) (3ر14 درجة) بمقدار 46ر0 درجة مئوية تقريبا.
وإضافة إلى الاحترار العالمي الناجم عن ارتفاع مستويات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي فإن المناخ يشهد أيضا تقلبات طبيعية بسبب ظواهر من قبيل (النينيو) التي لها تأثير احتراري و(النينيا) التي لها تأثير مبرد.
وأسهمت ظاهرة (النينيو) القوية في عامي (2015 - 2016) في تسجيل درجات حرارة قياسية في 2016 في مقابل انطلاق عام 2017 بصحبة ظاهرة (النينيا) الضعيفة وهكذا انتهى العام أيضا.
وأشار تالاس إلى أن "درجات الحرارة لا تمثل إلا جزء محدودا من المشهد العام فالاحترار الذي شهده عام 2017 كان مصحوبا بطقس متطرف في كثير من بلدان العالم".
ولفت الى "ان الولايات المتحدة الأمريكية شهدت أشد عام كلفة من حيث كوارث الطقس والمناخ بينما شهدت بلدان أخرى أبطأ معدل للتنمية بل وانعكاس اتجاه هذه التنمية بسبب الأعاصير المدارية والفيضانات والجفاف".
يذكر ان المنظمة تستخدم ثلاث مجموعات تقليدية لبيانات درجة حرارة السطح هي مجموعة بيانات (الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي) ومجموعة بيانات مركز (هادلي) التابع لدائرة الأرصاد الجوية ووحدة أبحاث المناخ في المملكة المتحدة ومجموعة بيانات معهد (غوتارد) للدراسات الفضائية التابع للادارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (نازا).