قال الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية في مقابلة صحفية نشرت امس الإثنين إن الشركة منفتحة على بيع حصة في كشف الغاز الكبير الذي حققته في مصر.
وقال كلاوديو ديسكالزي في مقابلة مع صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية «إنه باب مفتوح لإعطاء قيمة ومتانة لميزانية إيني العمومية... لكننا لن نفعل بذلك بالضرورة. الإنفاق هناك سيكون أقل بكثير مقارنة مع (ما ننفقه في) موزامبيق والغاز الجديد يستهدف السوق المحلي بأسعار لا ترتبط بأسعار النفط.»
وقالت شركة إيني المملوكة للحكومة إنها حققت أكبر كشف للغاز في البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل المصرية وتكهنت بأن الكشف قد يساعد على تغطية احتياجات مصر من الغاز لعقود مقبلة.
وكانت قد أعلنت شركة إيني الإيطالية اول أمس أنها حققت ما قد يصبح واحدا من أكبر اكتشافات الغاز الطبيعي في العالم، وذلك في المياه الإقليمية المصرية في البحر المتوسط، وتكهنت بأنه سيساعد على تلبية احتياجات مصر من الغاز لعقود مقبلة.
وبحسب «رويترز»، فقد ذكرت الشركة الإيطالية في بيان صحفي أن الكشف الجديد يتضمن احتياطيات أصلية تقدر بنحو 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي (تعادل نحو 5.5 مليار برميل من المكافئ النفطي) ويغطي مساحة تصل إلى 100 كيلومتر مربع. وبذلك يصبح الكشف الغازي «الشروق» أكبر كشف يتحقق في مصر وفي مياه البحر المتوسط وقد يصبح من أكبر الاكتشافات الغازية على مستوى العالم.
وأضاف البيان أن «الكشف الجديد تم حفره في عمق مياه 1450 مترا ووصل إلى عمق 4131 مترا ليخترق طبقة حاملة للهيدروكربونات بسمك نحو 630 مترا».
وذكرت «إيني» أن عملية تنمية الكشف الغازي ستستغرق نحو أربع سنوات ليسهم بشكل كبير في تلبية احتياجات الاستهلاك المحلي من الغاز الطبيعي. وأضافت أنها «تدرس حاليا عدة بدائل من أجل ضغط البرنامج الزمني لتنمية الكشف ليكون في فترة زمنية أقل من المعلنة». ونقل البيان عن رئيس «إيني» قوله «إن الكشف الجديد سيحقق تحولا محوريا في سيناريو الطاقة في مصر». وأشار شريف إسماعيل وزير البترول المصري إلى أن كشف «الشروق» يفتح آفاقا جديدة لاكتشافات أخرى ويسهم في جذب مزيد من الاستثمارات لتكثيف عمليات البحث والاستكشاف لدعم الاحتياطيات وزيادة معدلات الإنتاج. وكانت «إيني» الإيطالية وقعت تحديثا لرؤوس اتفاقات أبرمتها مع مصر في (مارس) عقب اكتشاف مهم للغاز في امتياز في منطقة دلتا النيل، كما وقعت رؤوس اتفاقات مع مصر بقيمة خمسة مليارات دولار لعدة مشاريع على مدى أربع إلى خمس سنوات.
وذكرت الشركة الإيطالية أن التحديث يؤكد ويعزز الالتزامات التي نصت عليها رؤوس الاتفاقات. وذكرت وزارة البترول المصرية في وقت سابق أن شركة إيني حققت كشفا للغاز تصل احتياطياته إلى 15 مليار متر مكعب من الغاز والمكثفات في منطقة الدلتا وسيتم وضع الكشف الجديد على خريطة الإنتاج خلال شهرين.
وتحقق الكشف الجديد في منطقة امتياز أبو ماضي الغربية على بعد 120 كيلومترا شمال شرقي الإسكندرية. وتمتلك «إيني» من خلال شركتها في مصر «ايوك إيني» 75 بالمئة من منطقة امتياز غرب أبو ماضي بينما تمتلك «بي.بي» البريطانية حصة 25 بالمئة.
ورفعت مصر السعر الذي تدفعه لـ «إيني» و«إديسون» مقابل إنتاجهما من الغاز الطبيعي في البلاد أملا في تشجيع الاستثمار في مجال النفط والغاز في البلاد من خلال أسعار أكثر تنافسية.
وتعد «إيني» أحد المنتجين الرئيسيين للطاقة في مصر حيث يبلغ حجم إنتاجها اليومي نحو 180 ألف برميل من المكافئ النفطي. ويشهد إنتاج مصر من الغاز تراجعا منذ منتصف التسعينيات ولا سيما من الحقول القديمة في خليج السويس ودلتا النيل. وتعاني مصر مشكلات كبيرة في توفير الغاز للمصانع كثيفة الاستهلاك في نفس الوقت الذي تحرص على إرساله إلى محطات الكهرباء للحد من انقطاع الكهرباء عن المواطنين. وسمحت مصر منذ العام الماضي للقطاع الخاص باستيراد الغاز لتخفيف العبء عليها، وتشجع الشركات المحلية والأجنبية على تحقيق اكتشافات جديدة في مجال الغاز لخفض الاعتماد على الواردات.