قال الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) عباس النقي إن العالم يشهد نموا في الطلب على الغاز الطبيعي في وقت يعتبر نقل الغاز عبر خطوط الأنابيب من أفضل الطرق وتهيمن على التجارة العالمية للغاز الطبيعي بنسبة الثلثين.
وأضاف النقي في تصريح صحفي امس أن العالم يشهد تزايدا في مد خطوط الغاز في إطار أهميته لأنه طاقة نظيفة ورخيصة وصديقة للبيئة موضحا أنه بالنظر إلى تباعد بعض الأسواق المستهلكة للغاز عن مناطق إنتاجه يتم نقله إلى هذه الأماكن باستخدام طرق مختلفة.
وذكر أن الجدوى الاقتصادية هي الفيصل في تحديد الطريقة المستخدمة لنقل الغاز الطبيعي التي تعتمد بدورها على عدة عوامل كالاستثمارات اللازمة لتنفيذ المشروع وتكلفة النقل والمسافة بين مناطق الإنتاج والاستهلاك.
وبين أن نقل الغاز باستخدام خطوط الأنابيب من الطرق المستخدمة عالميا وعلى نطاق واسع لنقل الغاز لافتا إلى أن ما يعوق هذا الخيار في بعض الحالات طول المسافات أو زيادة أعماق المياه في حال مرور الخط بممرات مائية.
وأشار إلى إمكانية تسييل الغاز الطبيعي ونقله باستخدام ناقلات الغاز المسيل التي تعد من الحلول الفعالة للمسافات البعيدة لكنها تتسم بارتفاع التكاليف الرأسمالية اللازمة مقارنة بخطوط الأنابيب مبينا أنه يمكن تحويل الغاز إلى سوائل وتصديره إلى الأسواق المختلفة.
وبخصوص خطوط تصدير الغاز الطبيعي في الدول العربية أوضح النقي أن تجارة الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب في الدول العربية تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي ويبلغ عددها سبعة خطوط بسعة إجمالية 114 مليار متر مكعب/سنويا.
وأشار إلى إنشاء هذه الخطوط كان لهدفين أولهما توفير إمدادات الغاز الطبيعي من المنطقة العربية إلى الأسواق الأوروبية خصوصا إيطاليا وإسبانيا والبرتغال عبر خطوط الأنابيب الممتدة من الجزائر وليبيا مرورا بالبحر المتوسط حتى تصل إلى هذه الدول.
وذكر النقي أن الهدف الثاني كان لتعزيز التجارة البينية للغاز الطبيعي بين الدول العربية وتوفير احتياجات الدول العربية من الغاز الطبيعي عبر مشاريع ربط الغاز كمشروع دولفين ومشروع خط الغاز العربي.
وأوضح أن الجزائر بدأت تصدير الغاز إلى أوروبا عام 1983 عبر خط إنريكو ماتي (عبر المتوسط) الممتد من حاسي الرمل وسط الجزائر مرورا بتونس ومنها إلى إيطاليا.
وقال إن طاقة خط (إنريكو ماتي) الحالية تقدر بنحو 5ر33 مليار متر مكعب سنويا موضحا أن تونس تحصل على رسوم في صورة كميات من الغاز المتدفق عبر الخط نظير مرور الخط عبر أراضيها.
وأضاف النقي أن خط (بيدرو دوران فاريل) أو ما كان يعرف سابقا بـ (خط الغاز المغاربي-الأوروبي) يمتد من الجزائر مرورا بالمغرب والبحر المتوسط ليصل إلى إسبانيا والبرتغال وبدأ تشغيله عام 1996 بطاقة 11 مليار متر مكعب سنويا.
وذكر أن المغرب تحصل أيضا على رسوم في صورة كميات من الغاز المتدفق عبر الخط نظير مرور الخط عبر أراضيها موضحا أن أحدث هذه الخطوط هو خط (ميد غاز) الذي يمتد من الجزائر إلى ألميريا بإسبانيا دون المرور بأي بلد آخر وتم تشغيله عام 2011 بطاقة 8 مليار متر مكعب سنويا.
وعن مشاريع ربط الغاز بين الدول العربية أفاد النقي بأنها تضم مشروع خط الغاز العربي الذي يمتد من مدينة العريش بمصر إلى (كلس) بسوريا مرورا بالأردن «وقد صمم بطاقة 10 مليار متر مكعب سنويا وتم تشغيله عام 2003».
وأوضح أن مشروع خط الغاز العربي متوقف منذ منتصف 2013 بسبب توقف الإمدادات من مصر «وكان من المخطط أن يصل إلى تركيا مستقبلا والربط مع خط نابوكو لكن توقفت هذه الخطط بسب الأوضاع التي تشهدها سوريا حاليا».