رأى اقتصاديون كويتيون أن سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) تمكن في جلسة امس  من تقليص خسائره رغم أنه مازال يعاني التداعيات التي أفرزتها تراجعات أسواق المال العالمية خلال اليومين الماضيين.
وقال الاقتصاديون  امس  إن حركة التداولات بدت متخبطة منذ بداية الأسبوع رغم ارتفاعها جراء وتيرة الترقب والانتظار وخوف المتعاملين من الخسائر نتيجة الضغوطات على الشركات الصغيرة والمضاربات وعمليات البيع العشوائية.
وأوضحوا أن اللحظات الاخيرة من الجلسة شهدت ارتفاعات ايجابية على بعض الاسهم في ظل المضاربات على بعض الاسهم خاصة الشعبية التي تتراوح اسعارها ما بين 50 و 100 فلس مشيرين إلى أن القيمة النقدية المتداولة انقسمت بين أسهم مكونات مؤشر (كويت 15) وباقي الأسهم الاخرى.
وقال مستشار مجلس الإدارة في شركة (ارزاق كابيتال) صلاح السلطان إن أسواق المال العالمية فقدت الكثير من مستوياتها اثر مواجهتها لانحدارات حادة ما كان له اثر مباشر على الاقتصادات في الصين وامريكا والعديد من الدول الاوربية.
وأضاف السلطان أن انخفاض النفط كان له اثر مضاعف ومؤثر على اسواق الخليج وخصوصا السوق الكويتي مشيرا إلى ان الأوضاع المتوترة في المنطقة كانت سببا اضافيا لتراجع الأسواق الخليجية حيث غلبت على اوامر الاداء العام للمتعاملين لاسيما الصغار منهم التصرف بطريقة غير منتظمة في تصريف ما لديهم من اسهم وباي مستويات سعرية خوفا من تراجع أسعارها.
من جانبه قال رئيس مجموعة (النمش) العالمية علي النمش إن بعض من يتحينون الفرص الأسهم ينتظرون تلك الأزمات للاستفادة من المستويات الدنيا التي قد تصل اليها بعض الأسهم وهو ما يسير عليه السوق الكويتي حاليا نتيجة لاضطراب الأوضاع في أسواق المنطقة انعكاسا لتوالي تراجعات أعتى أسواق المال العالمية.
وأضاف النمش أن “هناك وتيرة من عدم الاستقرار تربك العالم كما أن البنوك المركزية الدولية تسير على نهج هذا الارتباك فما بالنا بالمستثمرين خاصة الكبار” مشيرا إلى أن هذه الفترة سيتخللها الكثير من الخسائر والارباح لبعض المستثمرين.
من جهته قال رئيس جمعية (المتداولون) محمد الطراح أن الارتدادة الخضراء التي حققها السوق الكويتي اليوم جاءت بعد ما شهدت اسواق المال الخليجية انتعاشا خاصة السوق السعودي الذي شهد ارتفاعات كبيرة على خلاف السوق الكويتي إذ استوعب تلك الارتدادة بشكل أبطأ.
وأضاف الطراح ان المؤشرات الرئيسية الثلاثة اغلقت في المنطقة الخضراء جراء عمليات الشراء الانتقائي إذ جذبت المستويات السعرية المتدنية للعديد من الأسهم أنظار من رأى في بلوغها هذا الحد فرصة للشراء والتجميع.
وأغلق سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) تداولاته امس  على ارتفاع مؤشراته الثلاثة بواقع 1ر19 نقطة للسعري ليصل إلى 5834 نقطة و 29ر0 نقطة للوزني و 06ر1 نقطة ل(كويت 15).
وبلغت قيمة الأسهم المتداولة عند الإغلاق نحو 8ر20 مليون دينار كويتي في حين بلغت كمية الأسهم المتداولة حوالي 4ر239 مليون سهم تمت عبر 5392 صفقة.
وكانت أسهم شركات (جي اف اتش) و(ادنك) و(منازل) و(المستثمرون) و(ميادين) الأكثر تداولا في حين كانت أسهم شركات (المستثمرون) و(زيما) و(ياكو) و(هيتس تلكوم) و(م الاعمال) الأكثر ارتفاعا.
وقال المهتم بالشأن الاقتصادي ومُحلل الأسواق الخليجية عبدالعزيز الحبيل، “الارتداد الإيجابي للبورصة اليوم جاء بفعل المضاربات على بعض الأسهم ذات العوائد العالية”. وأكد “الحبيل” إن القلق لازال يخيم على المتداولين بأسواق الخليج جراء تذبذب النفط وتبأطؤ نمو الاقتصاد الصيني وهبوط الأسواق العالمية. ونوه “الحبيل” إلى أن المؤشر العام حالياً عند مستوى دعم 5807 و 5758 نقطة، مشيراً إلى أن ثباته فوق 5826 نقطة مؤشر جيد وذلك للعوده من جديد إلى 5882 و 5966 نقطة.
وتراجعت قيم التداول 10.5% إلى 20.87 مليون دينار (69.19 مليون دولار)، مقابل نحو 23.32 مليون دينار في الجلسة السابقة. وارتفعت الأحجام بنحو 27% إلى 239.45 مليون سهم، مقابل 188.56 مليون سهم في جلسة يوم اول أمس الاثنين. أمَّا عدد الصفقات اليوم فبلغ 5392 صفقة، مقابل 5028 صفقة في الجلسة الماضية.
وربحت كسبت البورصة امس الثلاثاء  20 مليون دينار تقريباً (66.3 مليون دولار) لتصل لنحو 26.686 مليار دينار (88.47 مليار دولار) مقابل حوالي 26.666 مليار دينار (88.4 مليار دولار) في الجلسة السابقة. وجاء قطاع “العقار” على رأس الارتفاعات بنسبة 1.3% بالتزامن مع ارتفاع أغلب أسهم القطاع. وصعد قطاع الاتصالات بنسبة 0.52% بفعل صعود سهم “هيتس” و”زين” وارتفع قطاع البنوك بنسبة 0.38% بالتزامن مع ارتفاع سهم “بيتك” بنسبة 1.7%.
وتصدر قطاع النفط والغاز تراجعات القطاعات بنسبة 1.02%. وتصدر سهم “المستثمرون”  قائمة الارتفاعات بنسبة 10.6% عند مستوى 26 فلس. وجاء سهم “إيكاروس” على رأس التراجعات بنسبة 6.56% إلى 114 فلس. وتصدر سهم “جي إف إتش” نشاط الكميات بحجم يُقدر بحوالي 25.81 مليون سهم، فيما جاء سهم “بيتك” على رأس القيم بسيولة بلغت 2.85 مليون دينار تقريباً. وقال “الحبيل” إن من أحد دعائم صعود البورصة عمليات زيادة المراكز ببعض الأسهم القيادية مثل “بيتك” و”زين”. ونصح “الحبيل” المتداولين باستغلال الفرص بالسوق وخاصة على بعض أسهم التوزيعات والتشغيلية.